كلمة مبارك كاملة: "أعي" التّطلّعات المشروعة للشّعب المصريّ، وقد أقلت الحكومة

أعلن الرّئيس المصريّ في خطاب وجهه اليوم إلى الشعب المصريّ، أنّه طلب من الحكومة المصريّة الاستقالة اليوم، وأنه سيكلف غدا حكومة جديدة، وأنه سيوكل إليها مهام عينيّة ومحدّدة تتعلّق بمطالب الشّعب.

كلمة مبارك كاملة:

أعلن الرّئيس المصريّ في خطاب وجهه اليوم إلى الشعب المصريّ، أنّه طلب من الحكومة المصريّة الاستقالة اليوم، وأنه سيكلف غدا حكومة جديدة، وأنه سيوكل إليها مهام عينيّة ومحدّدة تتعلّق بمطالب الشّعب.

وقال مبارك أيضًا إنه لن يتهاون في اتخاذ أي إجراء، "لحماية مصر وأمنها وأمن مواطنيها"، مؤكّدًا أنّ "طريق الاصلاح الذي اتّخذناه لن نتراجع عنه."

مبارك: تابعت تحرّكات الشارع المصريّ أوّلاً بأوّل، وكانت تعليماتي للحكومة إتاحة الفرصة للتّعبير

وقال مبارك حول تحركات الشارع المصريّ: "لقد تابعت أولا بأول التظاهرات، وما نادت به ودعت إليه، كم كانت تعليماتي للحكومة، تشدد على إتاحة الفرصة أمامها للتعبير عن آراء المواطنين ومطالبهم."

الرّئيس حسني مبارك

واتّهم مبارك بعض الجهات التي لا يهمّها أمن مصر ومستقبلها، على حدّ تعبيره، بأنّها تركب موجة المظاهرات لتستغلّها لصالحها.

"أسفت كلّ الأسف لما أسفرت عنه المظاهرات من ضاحايا أبرياء من المتظاهرين وقوات الشرطة."

مبارك: وجّهت تعليماتي للشّرطة لحماية المواطنين والسّماح لهم بالتّعبير عن آرائهم

وادّعى مبارك أنّه وجه تعليماته للشّرطة لحماية المواطنين "وكان ذلك واضحا في تعامل قوات الشرطة مع شبابنا، فقد باردت إلى حمايتهم في بدايتها، احتراما لحقهم في التظاهر السلمي طالما تمّ في إطار القانون، ونحن لا نقبل أن تتحول هذه التظاهرات لأعمال شغب تهدد الأمن العام."

"إن هذه التظاهرات وما شهدناه قبلها من وقفات احتجاجاية خلال الأعوام القلية الماضية، ما كان لها أن تتم لولا المساحات العريضة لحريات الرأي والتعبير والصحافة، ولولا ما تشهده مصر لتفاعل غير مسبوق لقوى المجتمع."

"إنني كرئيس للجمهورية، وبمقتضى صلاحياتي التي يمنحني إياها الدّستور، كحكم بين السلطات، أكدت مرارا وسوف أظل، أن السيادة للشعب، وسوف أتمسّك دائما بحقهم في ممارسة حرية الرأي والتعبير طالما تم ذلك في إطار الشرعية وتحت سلطة القانون، وإنني أنحاز كلّ الانحياز لحرية المواطنين في إبداء آرائهم."

وحذّر مبارك من أعمال العنف واستمرار أعمال الشّغب التي قد تؤدّي إلى مسّ استقرار مصر"والانجراف بها وبشعبها لمنزلقات خطيرة، تهدّد النظام العام والسلام الاجتماعي، ولا يعلم أحد مداها وتداعياتها على حضار الوطن ومستقبله."

مبارك: الأمثلة التي تحيط بنا لم تحقّق ديموقراطيّة أو استقرارا

وذهب مبارك إلى إن مصر لها الدّور الأساسي في المنطقة، وأنّها الأهمّ "سكانًا، ودورًا، وثقلا، وتأثيرا، وهي دولة مؤسسة يحكمها الدّستور والقانون وعلينا  أن نحذر مما يحيط بنا من أمثلة عديدة... (من محاولات التّغيير) فلا ديموقراطية حققت ولا استقرارا."

وأضاف مبارك: "أيها الإخوة المواطنزن، لقد جاءت هذه التظاهرات لتعبر عن تطلعات مشروعة للمزيد من الديموقراطية، ولمحاصرة البطالة، وتحسين مستوى المعيشة، ومكافحة الفقر والتصدّي بكل حسم للفاسد.. وإنني أعي ظروفهم ومطالبهم، وأعلم جيدا قدر همومه ومعاناته، لم أنفصل عنها يوما."

وقال مبارك إن اللجوء للعنف لن يحلّ مشكلات الشعب المصري: "ما نواجهه من مشكلات وما نسعى إليه من أهداف، لن يحققه اللجوء إلى العنف، ولن تصنعه الفوضى، وإنما يحققه الحوار الوطني والعمل المخلص الجاد (...) وليس نهب المتتلكات العامة والخاصة، وإشعال الحرائق وهدم ما بنيناه."

مبارك: لقد انحزتُ وسأظلّ أنحاز للفقراء على الدّوام

"وحول الاصلاحات الاجتماعيّة قال مبارك: "قتناعي ثابتٌ لا يتزعزع بمواصلة الاصلاح السياسيّ، والاقتصاديّ، والاجتماعيّ من أجل مجتمع مصريّ حرّ وديموقراطيّ.. لقد انحزت وسوف أظلّ للفقراء من أبناء العشب على الدوام، مقتنعا من أن الاقتصاد أكبر وأخطر من أن يترك للاقتصاديين وحدهم."

وأضاف: "إن برنامجنا لمحاصرة البطالة وإتاحة المزيد من خدمات التعليم والصحة والإسكان للشباب والمواطنين سيتستمرّ ولن يتوقّف."

ودعا مبارك إلى أن تبقى "البلاد مستقرّة، وأن تبقى مصر وطنا لشعب متحضّر، وعريق، لا يضع مكتسباته وآماله في المستقبل في مهبّ الرّيح."

مبارك: ما حدث في هذه المظاهرات تجاوز كلّ الحدود، وتهدف إلى تحقيق مخطّطات لنزع الشرعيّة

وذهب مبارك أنّ ما حدث خلال هذه التظاهرات يتجاوز كلّ الحدود، وأنّها تأتي ضمن "مخطّط أبعد من النّهب والسّلب، لزعزعة الاستقرار والانقضاض على الشرعية."

ووجّه مبارك كلامه إلى الشّباب، واصفًا إيّاهم بأنّهم أغلى ما لديها، وقال مخاطبًا له: "أهيب بشبابنا وبكلّ مصري ومصرية مراعاة صالح الوطن وأمنه"، وأنّه "تطلّعات مصر وأبنائها إنما تتحقق بالوعي والحوار، والاجتهاد من أجل الوطن."

وقال أيضًا: "إني لأتحدث إليكم اليوم لا كرئيس للجمهوريّة فحسب، وإنما كمصري شاءت الأقدار أن يتحمل مسؤولية هذا الوطن."

التعليقات