مصر بين حكومة الجنزوري وحكومة التحرير والانتخابات المفترضة

وعين قادة ائتلافات الثورة أربعة نواب للرئيس هم عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي وأحمد سيد النجار والمستشار أشرف البارودي، وستعلن تشكيلة الحكومة لاحقا على أن يكون ثلث أعضائها من الشباب

مصر بين حكومة الجنزوري وحكومة التحرير والانتخابات المفترضة

ازداد المشهد المصري تعقيدا وذلك قبل يومين فقط من الانتخابات البرلمانية المففترضة،فبينما سيطر اعتصام مئات الآلاف في ميدان التحرير الجمعة على المشهد بعد أن تجمع مئات الآلاف نهار الجمعة تلبية لنداء قوى ثورية للاحتشاد بـ "مليونية الفرصة الأخيرة" والتي خيمت عليها أجواء تعيين كمال الجنزوري رئيسا للوزراء وإعلان قوى الميدان عن حكومة إنقاذ برئاسة محمد البرادعي.

وعين قادة ائتلافات الثورة أربعة نواب للرئيس هم عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي وأحمد سيد النجار والمستشار أشرف البارودي، وستعلن تشكيلة الحكومة لاحقا على أن يكون ثلث أعضائها من الشباب.

وأعلنت قوى الميدان عن تعيين قيادة لها برئاسة المستشار محمد فؤاد نائب رئيس مجلس الدولة للاضطلاع بمهمة التنسيق بينها والمجلس العسكري وبقية القوى السياسية.

وقال فؤاد للجزيرة نت إن الاعتصام بميدان التحرير سيستمر إلى أن تتحقق مطالب المعتصمين، وهي نقل السلطة لحكومة إنقاذ وطني يرأسها أحد الشخصيات التي جرى التوافق عليها.

ونفى أن يكون الإعلان عن حكومة إنقاذ من ميدان التحرير انقلابا، مشيرا إلى أن هذه الحكومة ستعمل مع المجلس العسكري لتحقيق أهداف الثورة.


وحصل المعتصمون في ميدان التحرير على جرعة معنوية عندما أعلن شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب تأييده لهم. ونقل موفد شيخ الأزهر الشيخ حسن الشافعي في كلمة له ظهر الجمعة عن الطيب تأييده لمطالب المعتصمين وخاصة استكمال الثورة حتى تحقق مكاسبها.
واستمرت في الميدان حالة الغضب من المجلس العسكري والتي تجلت بزيادة أعداد اليافطات المطالبة بإنهاء حكم العسكر لمصر، وزاد من حدة هذه الحالة قرار تكليف كمال الجنزوري الذي رأى فيه المعتصمون التفافا جديدا على مطالبهم.

كما شهدت مدن مصرية لاسيما الإسكندرية اعتصامات ومظاهرات مؤيدة لمطالب معتصمي ميدان التحرير.

وبموازاة هذا الاعتصام تجمع الآلاف من مؤيدي المجلس العسكري في ميدان العباسية لتأييد خطوات المجلس وتأييد البرنامج الزمني الذي أعلنه المشير محمد حسين طنطاوي تمهيدا لتسلم السلطة للمدنيين.

وجاءت كل هذه التطورات مع حالة التوتر السياسي التي تخيم على المشهد المصري قبل ثلاثة أيام من انطلاق الانتخابات البرلمانية، وسط آمال بنجاحها بإخراج البلاد من الحالة التي تعيشها، وتحذير سياسيين من خطورة إجراء الانتخابات في مثل هذه الأجواء.

ويرى المحلل السياسي الدكتور حسن نافعة أن الانتخابات التشريعية باتت جزءا من الأزمة التي تعيشها مصر اليوم.
وقال للجزيرة نت إنه من غير المتوقع أن تفرز الانتخابات البرلمان الذي سيحقق أهداف الثورة، لأن من وصفهم بفلول الحزب الوطني ستدخل له عن طريق الأحزاب التي شكلوها والدوائر الفردية، إضافة لكون الانتخابات تجري وفق قانون لم يفهمه كثير من المصريين وستفرز لاحقا مجلس شورى لا يوجد له أي ضرورة، حسب تقديره.

وتحدث نافعة عن خطورة الوضع الأمني الذي تجري الانتخابات في ظلاله وحالة التوتر التي يشهدها الشارع السياسي. وتوقع أن تفرز الانتخابات برلمانا ضعيفا مما سيعطي القوى المتحكمة بالقرار دفعة للاستمرار.

وأعلن نافعة تأييده لمطالب معتصمي التحرير بضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة شخصية تحظى بالإجماع كأولوية تتقدم على إجراء الانتخابات.


من جانبه عبر القيادي البارز في حزب الحرية والعدالة المحسوب على جماعة الاخوان، محمد البلتاجي، عن تأييده لتشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة أحد الشخصيات التي أعلن عنها في ميدان التحرير.

غير أن البلتاجي أكد أهمية إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها لتفرز برلمانا يحكم فعليا مع حكومة الإنقاذ، ويحقق أهداف الثورة "وهذا قريب من سقف مطالب ميدان التحرير".

وعبر البلتاجي عن تحفظه على حكومة يقودها كمال الجنزوري الذي قال إنه ترعرع لمدة ثلاثين عاما في كنف النظام المخلوع.

ولا يتفق القيادي الإسلامي مع مخاوف يبديها البعض من نتائج الانتخابات وإمكانية دخول "فلول" النظام السابق للبرلمان بقوة، معتبرا أن الشعب قادر على انتخاب البرلمان الذي يمثله ويعبر عن روح الثورة بغض النظر عن الظروف الحالية.
 

التعليقات