مصر: نقابة الأطباء تحقق في الترويج لعلاج وهمي أعلنه الجيش

الجيش يؤجل طرح العلاج بضعة أشهر قبل أن يتوقف الحديث عنه تماما، وتبدأ الحكومة المصرية باستيراد وتوزيع السوفالدي، وهو العقار الأميركي الذي اكتشف أخيرا لعلاج فيروس الكبد الوبائي

مصر: نقابة الأطباء تحقق في الترويج لعلاج وهمي أعلنه الجيش

بدأت نقابة الأطباء المصرية تحقيقا مع عدد من أعضائها متهمين بالتورط في الترويج لعلاج وهمي لالتهاب الكبد الوبائي أعلنه الجيش العام الماضي، بحسب ما أكد، اليوم الاثنين، عضو مجلس النقابة عمرو الشورى.

وقال الشورى لـ"فرانس برس" إن مجلس نقابة الأطباء "قرر في 14  كانون الثاني (يناير) إجراء تحقيق مع الأطباء الذين شاركوا في إجراء التجارب أو الترويج للجهاز الذي تم الادعاء أنه جهاز قادر على علاج فيروس  C" أي التهاب الكبد الوبائي، في إشارة إلى الجهاز الذي أعلن الجيش العام الماضي أنه اخترعه، وأنه يستطيع علاج هذا المرض المنتشر في مصر، والذي يعاني منه قرابة 20% من السكان، وفقا للتقديرات الرسمية.

وأكدت نقابة الأطباء في بيان أصدرته الأحد أنها "بدأت إجراءات المساءلة التأديبية للأطباء المشاركين في هذه الجريمة" وطالبت "كل من قام بمحاولات دعاية أو الترويج للجهاز بتقديم اعتذار واضح للشعب المصري".

وأضافت النقابة أنه "تم الإعلان عن الجهاز كأسلوب علاج جديد دون أن يكون هناك أي التزام بخطوات وأخلاقيات البحث العلمي الضرورية، وقام بالترويج له بعض المنتمين للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة والعديد من الإعلاميين وبعض الأطباء مما أدى لترك العديد من مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي لعلاجهم بعقار الانترفيرون المعروف بإجهاده الشديد للمرضى، وانتكاس حالتهم الصحية إذ ضللوا بالاعتقاد في علاج جديد سريع وساحر وغير مجهد".

وتابع البيان "لذلك فنقابة الأطباء تطالب كل الجهات التي قامت بالدعاية والترويج لهذا الجهاز الذي لم يمر بخطوات البحث العلمي الضرورية بتقديم الاعتذار للشعب المصري".

وأكد البيان أن النقابة "تبحث الإجراءات اللازمة للمحاسبة القانونية لكل من شارك فى جريمة تضليل الشعب المصري".

وكان الجيش أعلن في شباط (فبراير) 2014  في مؤتمر صحافي أنه توصل إلى جهاز قادر على علاج التهاب الكبد الوبائي ووعد ببدء معالجة المرضى به في 30 حزيران (يونيو) 2014 وهو ما أثار عاصفة من الاحتجاج والتشكيك من قبل الأطباء المصريين آنذاك.

وتم بعد ذلك الإعلان عن تأجيل طرح هذا العلاج بضعة أشهر قبل أن يتوقف الحديث عنه تماما، وتبدأ الحكومة المصرية باستيراد وتوزيع السوفالدي، وهو العقار الأميركي الذي اكتشف أخيرا لعلاج فيروس سي، بأسعار مدعمة للفقراء.

وتقول منظمة الصحة العالمية أن 40 ألف مصري يموتون سنويا بسبب التهاب الكبد الوبائي، وأن نسبة الإصابة به تبلغ 10% من السكان الذين تراوح أعمارهم بين 15 و59 عاما.

التعليقات