مصر: من مجزرة الأهلي إلى مجزرة الزمالك

قتل 22 من مشجعي نادي الزمالك لكرة القدم وأصيب 25 آخرون على الأقل مساء أمس الأحد في اشتباكات مع الشرطة أمام ستاد الدفاع الجوي في القاهرة، بحسب ما أعلنت النيابة العامة ووزارة الصحة.

مصر: من مجزرة الأهلي إلى مجزرة الزمالك

قتل 22 من مشجعي نادي الزمالك لكرة القدم وأصيب  25  آخرون على الأقل مساء أمس الأحد في اشتباكات مع الشرطة أمام ستاد الدفاع الجوي في القاهرة، بحسب ما أعلنت النيابة العامة ووزارة الصحة.

وقالت النيابة العامة في بيان إن "أعداد القتلى التي أخطرت بها النيابة بلغت 22 قتيلا بشكل مبدئي" وأن جثامين 21 قتيلا وصلت الى مشرحة زينهم التابعة لوزارة الصحة في القاهرة.

وكانت وزارة الصحة أكدت في بيان أن عدد المصابين بلغ أكثر من 25 شخصا نقلوا الى المستشفيات للعلاج.

وهذه هي أول مباراة لكرة القدم تقام بحضور الجمهور في مصر منذ ثلاث سنوات اذ كانت السلطات المصرية قررت اقامة المباريات بدون جمهور في أعقاب سقوط عشرات القتلى خلال مباراة كرة القدم في مدينة بورسعيد في العام 2012.

وبدأت الاشتباكات بحسب شهود عيان عندما حاولت الشرطة منع أعضاء رابطة مشجعي نادي الزمالك المعروفة باسم "التراس وايت نايتس" من دخول الاستاد وألقت قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم.

وأمام مشرحة زينهم حيث نقلت جثث الضحايا روى محمد (28 عاما) الذي كان يضع حول رقبته منديلا بألوان نادي الزمالك، لفرانس برس أن "الشرطة خصصت ممرا ضيقا جدا ومحاط من الجانبين بالأسلاك الشائكة لدخولنا الاستاد وعندما شكونا من ذلك أطلقوا علينا قنابل الغاز فتدافعنا للخلف بسرعة".

وتابع باكيا "كنا ندهس بعضنا البعض وهم مستمرين في ضربنا بالغاز". وأضاف "هذه مجزرة، الشرطة نصبت لنا فخا وقتلتنا".

وأكد مشجع آخر للزمالك يدعى محمد أيضا ويبلغ من العمر 19 عاما نفس الرواية.

وقال الشاب الذي جاء إلى المشرحة بحثا عن خمسة من زملائة لا يعرف مصيرهم "الشرطة ادخلتنا جميعا في ممر محاط بالأسلاك الشائكة وضربتنا بقنابل بالغاز عندما اشتكينا".

وادعت وزارة الداخلية أن القتلى والمصابين سقطوا بسبب تدافع المشجعين مؤكدة في بيان أن "عشرات الآلاف من المشجعين تدافعوا مساء الأحد لإقتحام بوابات إستاد الدفاع الجوى وأصيب على إثر ذلك عشرات الاشخاص نتيجة التدافع".

وأضافت ان قوات الأمن "قامت بتنظيم دخول حاملى البطاقات عبر بوابات الإستاد  وقامت بتفريق المشجعين ممن حاولوا اقتحام إلاستاد بدون بطاقات دخول (...) وقاموا بتعطيل حركة المرور فى الإتجاهين وإيقاف الحافلة التى تقل لاعبي فريق الزمالك ومنعهم من الوصول إلى الإستاد وإضرام النيران فى إحدى سيارات الشرطة".

وتابعت الوزارة في بيانها "تم تفريقهم وتأمين وصول اللاعبين والجهاز الفنى لأرض الملعب" و"تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا يفيد بحدوث حالات وفاة نتيجة التدافع".

وقرر رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب مساء اليوم تأجيل الدوري العام لكرة القدم الى أجل غير مسمي "بعد الأحداث المؤسفة" التي وقعت أمام استاد الدفاع الجوي.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الوزراء في بيان إنه "بعد دخول الجماهير حاملة بطاقات الدخول وإغلاق أبواب الاستاد، بدأت بعض الحشود فى التجمع بهدف الدخول عنوة، ومحاولة اقتحام الاستاد والاشتباك مع قوات الأمن".

وأضاف المتحدث باسم رئاسة الوزراء ان هذه الحشود "رفضت الخضوع لإجراءات التفتيش المتبعة لتأمين المباراة والمشجعين، ثم قاموا بأحداث عنف واعتداء على قوات الأمن وحرق السيارات وبعض الممتلكات العامة والخاصة".

 وأمر النائب العام هشام بركات، بحسب بيان النيابة، "بفتح تحقيقات موسعة في أحداث الاشتباكات".

وأمرت النيابة العامة "بتكليف الأطباء الشرعيين لتشريح جثامين القتلى (...) وتحديد أسباب الوفاة على وجه الدقة، مع التصريح بدفن الجثامين عقب الانتهاء من التشريح، وتكليف الإدارة العامة لمباحث القاهرة لإجراء التحريات بشأن ملابسات الأحداث توصلا لمرتكبيها وضبطهم وعرضهم على النيابة العامة لاستجوابهم".

وقال مسؤول في وزارة الصحة إن بعض القتلى لقوا حتفهم جراء كسر في العنق.

واطلع صحفي من فرانس برس أمام مشرحة زينهم على تقارير للطب الشرعي تشير الى أن اثنين من الضحايا قتلوا نتيجة "ضغط شديد على الصدر".

ورغم هذه الاشتباكات فان المباراة بين فريقي الزمالك وإنبى اقيمت بعد تأخيرها نصف ساعة عن موعدها، ما زاد من غضب جمهور الزمالك.

وقرر اتحاد كرة القدم المصري  في كانون الأول(ديسمبر) الماضي السماح للجمهور بحضور مباريات كرة القدم خلال الدور الثاني لدوري كرة القدم المصري الذي بدأ الأحد. ولكن الاتحاد وضع حدا أقصى لعدد الجمهور المسموح له بالدخول وهو 10 آلاف شخص.

وكان جمهور الكرة ممنوعا من حضور المباريات منذ "مذبحة بورسعيد" التي قتل فيها 72 مشجعا من أعضاء ألتراس النادي الأهلي لكرة القدم في الثاني من شباط(فبراير) 2012 بعد مباراة مع نادي المصري في مدينة بورسعيد.

وكانت مأساة ستاد بورسعيد التي وقعت في الأول من شباط(فبراير) 2012  في ظل حالة الانفلات الأمني التي صاحبت اطاحة الرئيس المصري حسني مبارك قبلها بعام هي اسوأ كارثة رياضية من هذا النوع في مصر.

 

التعليقات