السيسي يصعد الحرب على حرية الصحافة

نقيب الصحافيين: نهناك نحو 27 زميلاً، ارتفعوا خلال الأيام السابقة إلى 29، رهن الاحتجاز في قضايا متنوعة، من بينها قضايا تتعلق بمهنتهم سواء على ذمة المحاكمة أو محكومين بأحكام غير نهائية، أو باتة أو من دون توجيه أي اتهامات إليهم

السيسي يصعد الحرب على حرية الصحافة

مقر نقابة الصحافيين بالقاهرة، اليوم (أ.ف.ب.)

دانت نقابة الصحافيين المصريين اليوم الثلاثاء تصعيد النظام المصري للحرب ضد الصحافيين وتراجع أوضاع الحريات الصحافية، بعد يومين من مداهمة الشرطة لمقر النقابة في القاهرة وتوقيف صحافيين معارضين اثنين.

ودهمت الشرطة المصرية مساء الأحد مقر نقابة الصحافيين المصريين في وسط القاهرة وقبضت على الصحافيين المعارضين عمرو بدر ومحمود السقا، اللذين كان صدر قرار بتوقيفهما من النيابة العامة لاتهامهما بالتحريض على التظاهر.

وعقد مجلس نقابة الصحافيين اليوم مؤتمرا صحفيا وسط غضب عشرات الصحافيين الذين كم بعضهم أفواههم فيما قيد آخرون أيديهم في وضع التكبيل، في إشارة للانتهاكات ضد الصحافيين في مصر.

وأغلقت الشرطة الطريق المؤدية إلى النقابة أمام المارة والسيارات وسمحت فقط بمرور الصحافيين حاملي بطاقة عضوية النقابة، ما أدى إلى تراجع عدد المتضامنين مع النقابة بحسب صحافيين.

وتلا نقيب الصحافيين المصريين يحيى قلاش بيانا قال فيه إنه 'يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام وموقع مصر يتراجع في كل التقارير العالمية حول الحريات الصحافية'.

وأضاف أنه 'بدلاً من أن تبدأ الحكومة بتنفيذ خطوات فعلية للخروج من هذا الوضع، كانت المفاجأة هي تصعيد الحرب ضد الصحافة والصحافيين ممثلة بنقابتهم'.

وقال قلاش إن 'هناك نحو 27 زميلاً، ارتفعوا خلال الأيام السابقة إلى 29، رهن الاحتجاز في قضايا متنوعة، من بينها قضايا تتعلق بمهنتهم سواء على ذمة المحاكمة أو محكومين بأحكام غير نهائية، أو باتة أو من دون توجيه أي اتهامات إليهم، وبين هؤلاء من تجاوز احتجازه الحد الأقصى للحبس الاحتياطي' وهو عامان.

كما أشار إلى أن 'العام الماضي شهد صدور 14 قرارا بحظر النشر في قضايا تتعلق بوقائع فساد'. وطالبت النقابة بإقالة وزير الداخلية والدعوة لجمعية عمومية عاجلة غدا.

'فكوا قيودنا' (أ.ب.)

وساد الغضب الأجواء في بهو النقابة اليوم وهتف الصحافيون 'عاشت حرية الصحافة' و'عاشت كرامة الصحافيين' مرارا. وعلقت لافتة سوداء كبيرة كتب عليها بالأحمر 'الصحافة ليست جريمة' على واجهة النقابة الزجاجية.

وقررت النيابة أمس حبس عمرو بدر، رئيس تحرير موقع 'بوابة يناير' الالكتروني المعارض لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحمود السقا الصحافي بالموقع نفسه، لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات في اتهامات ب 'التحريض على التظاهر والدعوة للتجمهر والدعوة لقلب نظام الحكم والتحريض على مؤسسات الدولة'.

وتحول مقر نقابة الصحافيين في القاهرة مؤخرا إلى منبر لحرية التعبير في مصر بعد التضييق الأمني على التظاهر.

وحلت مصر في المرتبة الثانية بعد الصين على قائمة الدول التي تسجن صحافيين في العالم، بحسب تقرير للجنة حماية الصحافيين الدولية التي أحصت 23 صحافيا مسجونا في مصر بنهاية كانون الأول/ديسمبر 2015.

وكشفت رسالة بالبريد الكتروني أرسلت خطأ للصحافيين من وزارة الداخلية الطريقة التي تنوي الوزارة التعامل فيها مع الأزمة، ما شكل إحراجا كبيرا للوزارة في مصر. واشتملت هذه الرسالة على 'مذكرة بشأن التعامل الإعلامي مع واقعة الادعاء باقتحام الأجهزة الأمنية لمقر نقابة الصحافيين'.

منع التضامن مع الصحافيين (أ.ف.ب.)

وتضمنت المذكرة نصائح بأن يكون 'للوزارة موقف ثابت ... لا يمكن التراجع عن هذا الموقف الآن فالتراجع يعنى أن هناك خطأ قد حدث وبالتالي لو كان هناك خطأ فمن المسؤول ومن يجب محاسبته؟؟؟'.

وكذلك 'الاستعانة ببعض الخبراء الأمنيين من السادة لواءات الشرطة بالمعاش والتنسيق مع بعض البرامج لاستضافتهم وشرح وجه نظر الوزارة في الواقعة'.

وتضمنت المذكرة أيضا تأكيد محاولة 'كسب تأييد الرأي العام لمواجهة موقف النقابة وذلك من خلال الترويج لأن النقابة تسعى إلى أن تكون فوق القانون لا يمكن محاسبة أعضائها'.

اقرأ/ي أيضًا| عناوين الصحف المصرية "تبتلع المظاهرات"

وبعد أن أطاح السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع، الرئيس الإسلامي محمد مرسي، شنت قوات الأمن حملة قمع دامية ضد جماعة الإخوان المسلمين امتدت بعد ذلك إلى الناشطين الليبراليين واليساريين الذين برزوا خلال الثورة على حسني مبارك عام 2011 ويقبع العديد منهم الآن في السجون.

التعليقات