الأمن المصري يغلق "مترو التحرير" في ذكرى الانقلاب

لشركة تلقت قرارًا من جهات أمنية يطالبها بإغلاق المحطة لـ"دواعٍ أمنية"، وتنتشر قوات الأمن على مداخل ومخارج شوارع منطقة وسط القاهرة والمؤدية لميدان التحرير، بالتزامن مع احتجاجات طلابية على قرار وزارة التربية والتعليم تأجيل امتحانات الثانوية العامة

الأمن المصري يغلق

عنصر أمن مصري في محطة مترو السادات (أ.ف.ب)

قرّرت السلطات المصرية، صباح اليوم الخميس، إغلاق محطة مترو الأنفاق المعروفة باسم "السادات" المؤدية لميدان التحرير، وسط القاهرة، تحت ذريعة "دواع أمنية"، تزامنًا مع الذكرى الثالثة لتظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013 التي مهدت للانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، ووصول الجنرال عبد الفتاح السيسي لسدة الحكم.

وأعلنت الشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق (حكومية) بالقاهرة، غلق المحطة المذكورة، أمام الجمهور، اليوم الخميس، دون تحديد موعد إعادة فتحها، ما يشير إلى خشية النظام المصري من خروج الشعب في مظاهرات ضده.

وبحسب البيان، فإن الشركة تلقت قرارًا من جهات أمنية يطالبها بإغلاق المحطة لـ"دواعٍ أمنية"، وتنتشر قوات الأمن على مداخل ومخارج شوارع منطقة وسط القاهرة والمؤدية لميدان التحرير، بالتزامن مع احتجاجات طلابية على قرار وزارة التربية والتعليم تأجيل امتحانات الثانوية العامة، بسبب تسريب الامتحانات.

وأمس الأربعاء، تظاهر مئات من طلاب الثانوية العامة بمصر، أمام نقابة الصحفيين، وسط القاهرة، مطالبين بإقالة وزير التعليم، الهلالي الشربيني، احتجاجًا على قرار إعادة الامتحانات لبعض المواد التي تم تسريبها، وتأجيل أخرى.

ومحطة مترو السادات، معروفة لدى الجمهور باسم محطة "التحرير"، نظرًا لقربها من الميدان الشهير الذي شهد ثورة 25 كانون ثان/ يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، خلال 18 يومًا، وكانت شاهدة على مظاهرات طالبت بالإطاحة بمرسي في 30 يونيو 2013، ويخشى السيسي حاليًا أن يعود الناس إلى الميدان للطالبة بعزله.

ويمر من المحطة خطان رئيسيان للمترو، يربطان محافظات القاهرة الكبرى الثلاث (القاهرة والجيزة والقليوبية).

تجدر الإشارة أن المحطة المذكورة عادت لخدمة الجمهور، منتصف يونيو 2015، بعد إغلاق دام 671 يومًا، عقب فض الأمن المصري اعتصامي رابعة العدوية، والنهضة وارتكاب مجازر فيهما، في 14 أغسطس/ آب 2013.

وعاد إغلاق المحطة في تموز/ يوليو الماضي، عقب واقعة اغتيال النائب العام السابق، هشام بركات، وأعيد فتحها بعد خمسة أيام فقط، وأُغلقت ثانية في الذكرى الخامسة لثورة يناير 2011، وكذلك خلال تلك المظاهرات المعروفة إعلاميًا بـ"بتظاهرات الأرض"، لرفض "التنازل" عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، في نيسان/ إبريل الماضي، قبل أن يُعاد فتحها مرة أخرى للجمهور.

وبينما دعت السلطات المصرية إلى الاحتفال بذكرى 30 يونيو، تجاهلت جماعة الإخوان المسلمين والتحالف الوطني لدعم الشرعية، والقوى السياسية والثورية المعارضة، دعوة أنصارها للتظاهر في ذلك اليوم على خلاف الأعوام السابقة.

وتحل على مصر اليوم، الذكرى الثالثة لمظاهرات "30 يونيو" التي مهدت لإطاحة الجيش، بمرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في 3 تموز/ يوليو 2013، بعد عام واحد من فترة توليه الحكم (المقررة بـ 4 سنوات).

ومنذ الإطاحة بمرسي، تتهم السلطات المصرية قيادات جماعة الإخوان وأفرادها بـ"التحريض على العنف والإرهاب"، قبل أن تصدر الحكومة قرارا في كانون أول/ ديسمبر 2013، باعتبار الجماعة "إرهابية".  فيما تقول جماعة الإخوان إن نهجها "سلمي" في الاحتجاج على ما تعتبره "انقلابا عسكريا" على مرسي، وتتهم في المقابل قوات الأمن المصرية بـ"قتل" متظاهرين مناهضين لعزله.

التعليقات