المرض والرصاص يقتلان 30 قياديًا وكادرًا بـ"إخوان مصر"

فقدت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، على مدار أكثر من 3 أعوام نحو 30 قياديًا وكادرًا ينتمون لها، جراء مواجهات أمنية أو مرض فاجأهم بالسجون

المرض والرصاص يقتلان 30 قياديًا وكادرًا بـ"إخوان مصر"

القتيلان د. محمد كمال ود. ياسر شحاتة

فقدت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، على مدار أكثر من 3 أعوام نحو 30 قياديًا وكادرًا ينتمون لها، جراء مواجهات أمنية أو مرض فاجأهم بالسجون، أثناء حبسهم في قضايا تعتبرها الجماعة 'سياسية'، والسلطات القضائية 'جنائية'، بحسب إحصاء أجرته وكالة 'الأناضول' التركية للأنباء استنادا لمصادر مختلفة.

وفي الساعات الأولى، من صباح أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية عن 'مصرع' عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، محمد كمال، ومرافق له كادر بالجماعة يدعى ياسر شحاته 'خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن'، أول من أمس الإثنين.

وتتمسك بيانات جماعة الإخوان المسلمين باعتبار 'الإهمال الطبي' لقياداتها والمواجهة الأمنية بالرصاص من جانب الداخلية 'تصفية وقتلاً بطيئا'، فيما تلتزم بيانات الداخلية بالتأكيد على أنها تقدم كافة الرعاية الطبية للسجناء، وتتعامل مع أي مواجهات مسلحة برد مماثل، وهو ما يخلف قتلى ومصابين.

ووفق بيانات للجماعة والداخلية، ولحقوقيين، وتقارير حكومية، جاء التسلسل الزمني للوقائع كالتالي:

27  أيلول/ سبتمبر 2013:

اعتقال صفوت خليل (57 عامًا)، نقابي بارز، وهو من قيادات الإخوان المسلمين بالدقهلية (دلتا النيل)، في 24  آب/ أغسطس 2013، خلال مشاركته في مسيرة معارضة، وأودع سجن المنصورة العمومي. كان خليل مصابًا بالسرطان، واتهمت أسرته سلطات الأمن بـ'عدم تقديم العلاج الكافي له'، ما أدى إلى وفاته، التي اعتبرتها الجماعة 'عملية تصفية وقتل' بينما نفت الحكومة ذلك وقالت ان الوفاة نتيجة للمرض.

12  تشرين الثاني/ نوفمبر 2014

أصيب طارق محمود الغندور (53 عامًا)، وهو أكاديمي وأحد قيادات جماعة الإخوان بالقاهرة، بنزيف حاد في المريء داخل مستشفى سجن شبين الكوم ودخل في غيبوبة كاملة، وفيما اتهمت أسرته وزارة الداخلية بـ'الإهمال الطبي'، نفت الوزارة ذلك وقالت إن الوفاة طبيعة، واتهمتها الجماعة بقتله.

14  تشرين الثاني/ نوفمبر 2014

اعتقال أبو بكر أحمد القاضي (54 عامًا) بداية كانون الثاني/ يناير 2014 في القضية المعروفة إعلاميًا باسم 'ميدان محطة قنا'، بتهمة التحريض على أعمال عنف، وكان مصابًا بورم سرطاني في الكبد، وتوفي داخل سجن قنا العمومي جنوبي مصر، واعتبرت الجماعة ذلك 'قتلاً'، وهو ما نفته وقتها مصادر أمنية.

13 أيار/ مايو

الحكم على فريد إسماعيل عبد الحليم (58 عامًا) بالسجن 7 سنوات في قضية أحداث شغب وتظاهر، بدائرة قسم شرطة ثان بمدينة الزقازيق بالشرقية، وكان يعاني من تدهور كبير في صحته نتيجة مرضه بالكبد، وتوفي داخل مستشفي المنيل الجامعي بوسط القاهرة، التي نقل إليها من سجن طرة، وتوعدت الجماعة بالقصاص لمقتله.

25 أيار/ مايو

نقل محمد الفلاحجي (59 عامًا)، النائب السابق في البرلمان عن حزب 'الحرية والعدالة'، من سجن جمصة إلى مستشفى الأزهر بدمياط الجديدة، نتيجة حدوث فشل كلوى حاد، وتوفي عقب توقف وظائف الكلى تمامًا، واعتبرته الجماعة 'شهيد القتل البطيء'.

1 تموز/ يوليو

داهمت وزارة الداخية شقة بمدينة 6 أكتوبر، غرب القاهرة، واستهدفت اجتماعًا لقيادات الإخوان وقتها، وقتلت 13 قيادياً من لجنة لدعم أهالي القتلى والمصابين من أبناء الجماعة، وفق الإخوان.

وقالت الداخلية، حينها، إن عناصرها تعرضت لإطلاق النار، في حين أكدت جماعة الإخوان المسلمين أن الضحايا كانوا عزلًا، وأنهم 'قتلوا بدم بارد بعدما تم التحفظ عليهم وأخذ بصماتهم'.

وكان من بين الضحايا 13 مسؤول المكتب الإداري للإخوان بالمنوفية جمال خليفة، ومسؤول لجنة 'رعاية أسر الشهداء'، عبد الفتاح محمد إبراهيم السيسي، والبرلماني السابق ناصر الحافي، مسؤول اللجنة القانونية، ومسؤول مكتب الإخوان بالقليوبية طاهر أحمد إسماعيل، هشام زكي خفاجي، أسامة أحمد الحسيني، هشام ودح، معتصم أحمد العجيزي، خالد محمود، محمد السباعي، محمد سامي، وجمعة أبو العزم.

3 تموز/ يوليو 2015

قالت جماعة الإخوان المسلمين، إن القيادي طارق خليل، تعرض لـ'الاغتيال والتصفية الجسدية' من قبل قوات الأمن بعد إخفائه قسريًا منذ ثلاثة أسابيع لدي جهات أمنية، وهو الأمر الذي لم تعلق عليه جهات أمنية.

1  تشرين الأول/ أكتوبر 2015

قتلت قوات الأمن 4 كوادر ينتمون للجماعة داخل شقتهم في مدينة العجمي بالإسكندرية، بدعوى 'تورطهم في أعمال عنف'، وذلك أثناء تبادل لإطلاق النار، وفق بيان للداخلية، وهو ما اعتبرته الجماعة 'اغتيالا'.

25  كانون الثاني/ يناير 2016

أعلنت الداخلية مقتل الكادر بالجماعة محمد حمدان محمد علي ( 24 عامًا)، الذي وصفته بأنه 'قائد خلية إرهابية لاستهداف رجال الشرطة' في تبادل لإطلاق النار، فيما قالت الجماعة إن الداخلية قامت بـ'تصفيته' بعد أيام من القبض عليه.

12  حزيران/ يونيو 2016

أعلنت الجماعة وفاة ماجد الحنفي (35 عامًا)، بسجن طرة نتيجة مرضه، مؤكدة أنه 'قضى نحبه شاهدًا على معاناة عشرات الآلاف من المصريين في سجون الانقلاب، بما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على المنهجية المتبعة من قبل النظام العسكري لتصفية المعتقلين سياسيًا وتطبيق قواعد القتل البطيء عليهم'، ولم تعلق الداخلية.

14  حزيران/ يونيو 2016

الجماعة تعلن وفاة زغلول الجبالي (59 عامًا)، في سجن استقبال طرة، نتيجة 'الإهمال الطبي المتعمد'.

15 تموز/ يوليو 2016

قالت الجماعة إن 'مجزرة القتل البطيء' داخل السجون مستمرة، متهمة السلطات بـ'قتل' أحد قياداتها الدعوية، وهو عبد الفتاح خضر، الذي توفي في سجن طرة، متأثراً بمرضه.

2 أيلول/ سبتمبر 2016

اتهمت الجماعة السلطات المصرية بأنه 'استحلت دماءها بالإخفاء والتعذيب والإهمال'، تعليقاً على وفاة الكادر بالجماعة في السجن، وهو صبحي عرابي (توفي متأثر بمرضه بسجن طرة).

3  تشرين الأول/ أكتوبر 2016

في الساعات الأولى، من صباح أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الداخلية، مصرع عضو مكتب الإرشاد بالجماعة، محمد كمال، ومرافق له كادر بالجماعة يدعي ياسر شحاته، 'خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن'.

وشكك القيادي بالجماعة، محمد سوادن، بتلك الرواية وحمَّل الأمن 'مسؤولية مقتلهما'.

واعتبرت الجماعة الواقعة 'عملية اغتيال وجريمة دنيئة'، وفق بيان لها، وتوارى كمال عن الأنظار منذ فض اعتصامي 'رابعة العدوية' والنهضة'، آب/ أغسطس 2013، وهو من القيادات الإخوانية التي كانت مطلوبة لقوات الأمن.

وترأس كمال، ما يعرف بـ'مكتب إدارة الأزمة' داخل الإخوان، والذي تشكل في  شباط/ فبراير 2014، والتي قامت بأعمال مكتب الإرشاد.

وترصد تقارير حقوقية غير حكومية محلية ودولية، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أعداداً بالمئات للقتل 'خارج نطاق القانون'، والوفاة بالأمراض داخل السجون لمعارضين مصريين، وهو عادة ما تنفيه السلطات، وتقول إنها تقدم الرعاية الصحية والقانونية الكاملة لسجنائها دون تفرقة، معتبرة تلك اتهامات غير صحيحة.

اقرأ/ي أيضًا| مقتل قيادي بارز بجماعة الإخوان في تبادل لإطلاق النار

ومنذ إطاحة الجيش بمحمد مرسي، أول رئيس مدني مصري منتخب ديمقراطيًا في يوم 3 تموز/ يوليو 2013، تتهم السلطات قيادات جماعة الإخوان وأفرادها بـ'التحريض على العنف والإرهاب'، قبل أن تصدر الحكومة قرارًا في  كانون الأول/ ديسمبر 2013، باعتبار الجماعة 'إرهابية'، فيما تؤكد جماعة الإخوان إن نهجها سلمي في الاحتجاج على ما تعتبره 'انقلابًا عسكريًا' على مرسي الذي أمضى عامًا واحدًا من فترته الرئاسية، من أصل 4 سنوات.

التعليقات