ثورة الغلابة: النظام المصري يستنفر أمنيًا ويغلق مترو التحرير

في ظل الدعوات إلى ثورة الغلابة، بعد موجة غلاء الأسعار في مصر، النظام يتوجس خيفة، والداخلية المصرية تستنفر أمنيًا وتغلق محطة مترو التحرير لمنع المتظاهرين من الوصول إلى المكان الرمزي للثورة المصرية.

ثورة الغلابة: النظام المصري يستنفر أمنيًا ويغلق مترو التحرير

في ظل دعوات للتظاهر دعا إليها معارضون، تحت شعار 'ثورة الغلابة'، السلطات المصرية تقرر إغلاق محطة مترو الأنفاق المعروفة باسم 'السادات' المؤدية لميدان التحرير، وسط القاهرة، لقطع الطريق على الثوار، ومنعهم من الوصول إلى ميدان التحرير.

ونقلت الصحيفة الحكومية 'أخبار اليوم'، عن مصدر مسؤول بإدارة المترو، قوله، إن 'إدارة المترو تلقت تعليمات سرية لم تكشف النقاب عنها من الجهات الأمنية بغلق المحطة، بسبب الدعاوى المتكررة للتظاهر اليوم الجمعة الموافق 11 تشرين الثاني/ نوفمبر لدواعٍ أمنية'.

عزل التحرير

وبحسب الصحيفة الحكومية، أصدرت إدارة مترو الأنفاق تعليمات للسائقين بعدم توقف القطارات في محطة السادات والواقعة في ميدان التحرير، الجمعة، 'حرصًا على أمن وسلامة الركاب ومنعًا لاستغلال المرافق العامة في الأعمال التخريبية.

ولم تعلن شركة مترو الأنفاق، رسميًا عن إغلاق المحطة، حتى الساعة 23:40 من مساء أمس، الخميس.

ويعد ميدان التحرير، رمزًا لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أجبرت الرئيس الأسبق حسني مبارك على التنحي في 11 فبراير/شباط من العام ذاته، بعد نحو 30 عامًا في الحكم.

ومحطة مترو السادات، معروفة لدى الجمهور باسم محطة 'التحرير'، نظرًا لقربها من ميدان التحرير.

ويمر من المحطة خطان رئيسيان للمترو، يربطان محافظات القاهرة الكبرى الثلاث (القاهرة والجيزة والقليوبية).

وبحسب تقارير محلية، أعلنت أجهزة الأمن، الأربعاء الماضي، حالة الاستنفار الأمني القصوى ورفع حالة الاستعداد إلى الحالة 'ج' (الحالة القصوى للاستعداد الأمني)؛ تحسبًا لدعوات التظاهر.

ومنذ فترة، تنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين قطاعات من المصريين، تطالب بالتظاهر اليوم الجمعة، تحت عنوان باسم '11-11 ثورة الغلابة (الفقراء)' للمطالبة برحيل النظام احتجاجا على ارتفاع الأسعار.

استنفار أمني

وتشهد القاهرة، وعدة مدن مصرية، حالة من الاستنفار الأمني والانتشار المكثف لقوات الأمن، قبل انطلاق دعوات للتظاهر، حيث تمركزت آليات شرطية، وقوات الأمن في الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير، بكثافة.

كما تمركزت آليات عسكرية وعناصر من الجيش، بوسط الميدان، وسط حالة من الاستنفار بشوارع منطقة وسط القاهرة.

(رويترز)

وطالب السيسي، مساء الإثنين الماضي، قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات ببلاده بـ'اليقظة والحذر'، وذلك خلال اجتماع ضم وزيري الدفاع، صدقي صبحي، والداخلية مجدى عبد الغفار، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، توحيد توفيق عبد السميع، ومدير المخابرات الحربية، محمد فرج الشحات، ومدير المخابرات العامة، خالد فوزي.

وإلى جانب الانتشار الأمني، الذي يكاد يكون غير مسبوق الكثافة منذ فترة بعيدة، حول الميادين الرئيسية والسجون ومؤسسات حكومية مهمة، تتصاعد حدة الخطاب الإعلامي المهاجم لدعوة التظاهر، من قِبل داعمين للنظام.

المساجد في خدمة الانقلاب

وأعلنت وزارة الأوقاف المصرية، مساء أمس، الخميس، عن إجراءات استثنائية بالمساجد لليوم الجمعة، عشية دعوات للتظاهر تحت شعار 'ثورة الغلابة'.

وقال مصدر مسؤول بالوزارة، مفضلا عدم ذكر اسمه لـ'أسباب شخصية'، إن 'وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، كلف بتشكيل فرق متابعة على جميع المساجد في كل محافظات مصر، فيما يتعلق بالدعوات التي ظهرت مؤخرًا للتظاهر، بعد صلاة الجمعة'.

ووفق المصدر، شدد الوزير على ضرورة إغلاق المساجد على الفور عقب كل صلاة؛ 'حتى لا يتم استغلالها من قبل المتظاهرين'.

وأوضح أنه 'سيتم غلق المساجد في 27 محافظة بأنحاء الجمهورية، وعددها 120 ألف مسجد عقب كل صلاة، بداية من مساء الخميس'.

وشدد الوزير على ضرورة 'تواجد عمالة المساجد بالكامل، الجمعة، في كل المساجد؛ الكبيرة والصغيرة لتأمينها، ومنع أي شغب قد يحدث'.

اقرأ/ي أيضًا | ثورة الغلابة: مسيرات شعبية تجوب محافظات مصر

وفي وقت سابق استبقت وزارة الأوقاف المصرية، دعوات التظاهر، الجمعة، والتي تحمل شعار 'ثورة الغلابة'، بتوحيد خطبة صلاة الجمعة، على مستوى مساجد الجمهورية، حول 'التحذير من التخريب، وأهمية الحفاظ على مصر'. 

التعليقات