مصريون أقباط يهاجمون قوات الأمن خلال تشييع ضحايا التفجيرين

صرخت امرأة كانت تبحث عن أحد أقاربها "ليه بتحاولوا تمنعونا دلوقتي؟ كنتوا فين لما ده حصل؟"، وبدا البعض في حالة صدمة تامة وقد اكتست وجوههم بالذهول.

مصريون أقباط يهاجمون قوات الأمن خلال تشييع ضحايا التفجيرين

خلال تشييع جثامين الضحايا، اليوم الإثنين (أ ف ب)

اختلطت دموع الحزن والألم بمشاعر الغضب العارم مع تدفق أسر ضحايا تفجيرات الكنيستين في الإسكندرية وطنطا خلال تسلمهم لجثامين ذويهم اليوم الإثنين، وسط شعور بالحنق تجاه الدولة التي يعتقدون أنها لا توفر لهم الحماية، وهاجموا تهاونها في حماية الكنائس خلال عيد أحد الشعانين.

وقتل 44 شخصاً وأصيب عشرات آخرون في تفجيري أحد الشعانين الذي يمثل احتفالاً في مستهل أسبوع الآلام الذي ينتهي بعيد الفصح.

وفي مشرحة المستشفى الجامعي في طنطا حاول مصريون أقباط ينهشهم القلق واللوعة الدخول للبحث عن ذويهم. لكن قوات الأمن منعتهم تفادياً للتكدس مما فجر مشاعر الغضب بين الحشد الكبير.

وصرخت امرأة كانت تبحث عن أحد أقاربها 'ليه بتحاولوا تمنعونا دلوقتي؟ كنتوا فين لما ده حصل؟'، وبدا البعض في حالة صدمة تامة وقد اكتست وجوههم بالذهول.

وأخفى رجل في منتصف العمر وجهه بيديه وهو يبكي لدى خروجه من المشرحة بعد التعرف على جثة أخيه، وتعالى صراخه بينما حاول أفراد أسرته تهدئته.

بعد ساعات من الهجوم كان كيرلس بهيج وأقباط آخرون يحفرون القبور في فناء بكنيسة مار جرجس في مدينة طنطا حيث وقع التفجير الأول.

واستعرض بهيج صوراً على هاتفه المحمول للهجوم وظهرت فيها أشلاء بشرية ودماء وزجاج متناثر على أرضية الكنيسة في أحد أقدس الأيام بالنسبة للمسيحيين، وقال إنه 'يوم زي ده المفروض عيد مينفعش إن يتنكد علينا'. وأضاف: 'من دلوقتي إحنا هنحمي كنيستنا. إحنا هنعتمد على نفسنا عشان اللي بيحصل دا كتير. مش مقبول'.

ووعد الرئيس عبد الفتاح السيسي بحماية الأقباط في إطار حملة ضد الإرهاب. لكن أقباطاً في طنطا قالوا إن الأمن كان شبه غائب أمس الأحد رغم تحذيرات متكررة في الأسابيع القليلة الماضية.

وقال مسؤول كبير بالشرطة لرويترز إنه تم العثور على قنبلة وتفكيكها قرب الكنيسة في طنطا قبل نحو أسبوع.

وقالت أميرة ماهر البالغة من العمر 38 عاماً فيما كانت في مستشفى قريب تنتظر شقيقها المصاب 'ده المفروض يكون إنذار أو تنبيه إن ممكن المكان ده يكون مستهدف.. بالذات النهاردة أحد الخوص (الشعانين أو السعف).. على مدى العام كله ده أكبر تجمع للناس. أنا مش عارفة إزاي ده حصل'.

وعبر مصريون أقباط تجولوا داخل الكنيسة المتفحمة من الداخل في محاولة لاستيعاب فداحة الهجوم عن استيائهم مما وصفوه بأنه تراخي الأمن.

وقال القمص صليب توفيق كبيش في طنطا إن الشعور السائد بين ذوي الضحايا ربما يكون هو عدم التصديق.

وفيما ترددت في الخارج أصوات سيارات إسعاف تنقل الجرحى، قال كبيش:'لم نتوقع أن يقدم أشخاص يعيشون معنا في نفس البلد ونبادلهم الحب والصداقة ونعرفهم على مثل هذا العمل'.

التعليقات