من التحفظ إلى المصادرة: هذه أبرز ممتلكات الإخوان المسلمين المهددة بمصر

تظهر المادة بهذه الصورة بالمخالفة الواضحة للمادة 40 من الدستور التي تنص على أن "المصادرة العامة للأموال محظورة. ولا تجوز المصادرة الخاصة إلا بحكم قضائي"، فالمقصود بالمصادرة الخاصة هنا أن تحدد المحكمة الجنائية حصريًا

من التحفظ إلى المصادرة: هذه أبرز ممتلكات الإخوان المسلمين المهددة بمصر

(أرشيفية - أ ف ب)

صادرت لجنة التحفظ على أموال الجماعات الإرهابية في مصر برئاسة المستشار محمد ياسر أبوالفتوح، جميع أموال الممتلكات التابعة للأشخاص والجمعيات والشركات المتهمة بتمويل جماعة الإخوان المسلمين، وأعلنت السلطات المصرية، اليوم الثلاثاء، مصادرة أموال 1589 شخصا بينهم أول رئيس مدني منتخب بالبلاد، محمد مرسي، وأسرته، و1133 جمعية أهلية و118 شركة ومستشفيات ومواقع إخبارية.

وقالت لجنة التحفظ والتصرف في أموال الجماعات الإرهابية بمصر (قضائية)، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية بينها الأهرام المملوكة للدولة، اليوم، إنها قامت بـ "التحفظ على عدد 1589 عنصرا من العناصر المنتمية والداعمة لتنظيم الإخوان و118 شركة متنوعة النشاط و1133 جمعية أهلية و104 مدارس و69 مستشفى و33 موقعا إلكترونيا وقناة فضائية".

كما قررت اللجنة "إضافة جميع الأموال المتحفظ عليها إلى الخزانة العامة"، وفق المصدر ذاته.

ومن أبرز الأسماء التي شملها بيان اللجنة مرسي وأسرته، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، ونائبه خيرت الشاطر، ورئيس اتحاد علماء المسلمين يوسف القرضاوي، وقيادات أخرى بينها محمد البلتاجي، ومحمد سعد الكتاتني وغيرهما.

وفي أكثر من مرة نفت جماعة الإخوان المسلمين، على لسان قياداتها، اتهامات بـ "الفساد أو ارتباطها بالعنف والإرهاب".

وشددت الجماعة على أن "لجنة حصر أموال الإخوان غير مختصة ولا تعترف بها، ولم تثبت فساد أحد من الإخوان أو نهبهم لأموال أحد".

وعملت الحكومة بالتعاون مع البرلمان في مصر، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ نهاية العام الماضي، على وضع تشريعات تضمن استمرار وضع يدها على أموال جماعة الإخوان وأعضائها المتحفظ عليها منذ مطلع عام 2014 والمنتشرة في أشكال اقتصادية عديدة، كالمدارس والمستشفيات والمحلات التجارية والعقارات والأراضي الزراعية والصحراوية والشركات الاستثمارية والمواقع الإلكترونية، مع السماح لها باستثمار تلك الأموال بالتصرف فيها بالتأجير أو البيع لحساب الخزانة العامة للدولة، إثر تنبه الحكومة إلى أنها لا تحقق الأرباح المرجوة من التحفظ على أموال بهذا الحجم.

واستفادت الحكومة من القانون الذي أصدره السيسي لتغيير إجراءات التحفظ على الأموال والتقاضي بشأنها، المنصوص عليها في قانون الكيانات الإرهابية المطبق منذ شباط/ فبراير 2015، والذي كان وسيلة مناسبة أعادت بها الحكومة صياغة جميع قرارات التحفظ على الأموال وإنشاء لجنة إدارية من وزارة العدل للسيطرة عليها وإدارتها، وذلك بعدما أصدرت محكمة القضاء الإداري عدة أحكام قضائية ببطلان تلك القرارات، فجاء قانون الكيانات الإرهابية ليوفر للحكومة سندًا تشريعيًا لتصرفاتها المحكوم سابقًا ببطلانها، من خلال استصدار النيابة العامة قرارات بإدراج أسماء جميع المتحفظ على أموالهم على قائمة الإرهابيين، والتي يترتب بمجرد الإدراج عليها تجميد أموال المتهم وإسناد إدارتها للجنة مختصة.

وتمنح المادة 11 من هذا القانون اللجنة، بحسب ما جاء في نصها، سلطة "التصرف في الأموال محل التحفظ على النحو المبين في القانون المدني وقانون المرافعات المدنية والتجارية، وذلك بنقل ملكيته إلى جانب الخزانة العامة للدولة، بناء على طلب اللجنة من المحكمة المختصة"، ما يعني أن اللجنة يمكنها في أي وقت (بعد صدور حكم نهائي بالتحفظ) أن تطلب من محكمة الأمور المستعجلة أيضًا أن تأمر بالتصرف في الأموال، فتستجيب المحكمة بالطبع، وتسرع اللجنة لنقل تبعية المال جميعه إلى الخزانة العامة للدولة، أي مصادرته لصالح الدولة، أو استغلاله بأية صورة لمصلحة الدولة أيضًا.

وتظهر المادة بهذه الصورة بالمخالفة الواضحة للمادة 40 من الدستور التي تنص على أن "المصادرة العامة للأموال محظورة. ولا تجوز المصادرة الخاصة إلا بحكم قضائي"، فالمقصود بالمصادرة الخاصة هنا أن تحدد المحكمة الجنائية حصريًا الأدوات أو الأموال التي استخدمها الجاني في عمله الإجرامي، ومن ثم تحكم بمصادرتها بعد ثبوت استخدامها في مخالفة القانون، كمصادرة السيارات والأسلحة والمخدرات في قضايا التهريب والقتل والإرهاب، الأمر الذي يختلف تمامًا عن حالة الأموال المتحفظ عليها جميعًا من أشخاص يشتبه في تمويلهم لجماعة الإخوان.

ويمنع هذا القانون المتضررين من الطعن على قرار ضم الأموال بأي صورة، حتى أمام محكمة النقض، ما يعبر عن بلوغ التنكيل بجماعة الإخوان ومؤيديها ذروته، وخاصة أن هذا القرار يصدر بعد أيام معدودة من إدانة 734 شخصا والحكم بإعدام 75 منهم في قضية اعتصام رابعة العدوية.

التعليقات