متحف أحمد فؤاد نجم... تخليد لذكراه أم إلغاء إرثه الثوري؟

ليس واضحا، ما الذي دفع ملياردير شهير كساويرس، لمحاولة تخليد ذكرى الشاعر الفقير الذي كتب باسم الفقراء والمظلومين، خصوصا في ظل تردي الوضع الحقوقي في مصر في الأعوام الأخيرة، جرّاء الممارسات القمعية التي ينتهجها النظام بقيادة عبد الفتاح السيسي

متحف أحمد فؤاد نجم... تخليد لذكراه أم إلغاء إرثه الثوري؟

(أرشيفية- أ ب)

أعلن رجل الأعمال المصري الشهير، نجيب ساويرس، أمس الإثنين، أنه سوف يحوّل منزل شاعر الفقراء والمسحوقين الراحل، أحمد فؤاد نجم، إلى متحف على اسمه، بعد أن اشتراه مؤخرا.

ويأتي شراء منزل شاعر العامية الذي اشتهر بكتاباته العاطفية كما السياسية، في وقت لا يزال المصريون فيه يُعانون من تفاصيل كثيرة مُطابقة لمضامين أشعار نجم التي تناولت القمع والظلم الذي تفرضه السلطة.  

وقال ساويرس في كلمة بالجامعة الأميركية في القاهرة خلال حفل إعلان جائزة "أحمد فؤاد نجم لشعر العامية" في دورتها الخامسة، أمس الإثنين: "اشترينا المنزل الذي عاش فيه (نجم) آخر مدة في حياته، وسنحوله إلى متحف باسمه، في المقطم".

وتوفي نجم في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر 2013 عن عمر يناهز الـ84 عاما بعد مشوار طويل وشاق تعرض خلاله للسجن أكثر من مرة بسبب أشعاره التي كانت دائما ما تنتقد الأوضاع السياسية والاجتماعية، والتي غنى معظمها، رفيق دربه الذي سُجن معه أيضا، إمام محمد أحمد عيسى، المعروف باسم "الشيخ إمام".

 

وأضاف ساويرس "أي شخص لديه أي شيء يتعلق به أو بذكراه، أشعاره، كتاباته، صوره أو أي شيء آخر، أرجو أن يتقدم به لنا وسنضعه بالمتحف مع الإشارة إلى صاحب الإهداء".

وليس واضحا، ما الذي دفع ملياردير شهير كساويرس، لمحاولة تخليد ذكرى الشاعر الفقير الذي كتب باسم الفقراء والمظلومين، خصوصا في ظل تردي الوضع الحقوقي في مصر في الأعوام الأخيرة، جرّاء الممارسات القمعية التي ينتهجها النظام بقيادة عبد الفتاح السيسي. 

إلا أن خطط ساويرس لتحويل منزل نجم لمتحف، تبدو أنها تحوّل ذكرى نضالية ثورية لفلوكلور، فيما يحتاج المصريون اليوم، ربما، إلى الحفاظ على ذكرى النضال أكثر من أي وقت مضى، خصوصا بعد الانقلاب على الحكومة المُنتخبة الوحيدة، وزج عشرات آلاف النشطاء في السجون، بما فيهم رموز الثورة المصرية عام 2011، إضافة إلى ازدياد فقر المصريين بشكل غير مسبوق، المصحوب بآلية قمع شرسة. 

 

التعليقات