مصر: ارتفاع مستوى البحر يُهدد الإسكندرية

تواجه مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر، تهديدا جديدا يتمثل في التغيرات المناخية، إذ يهدد ارتفاع مستوى سطح البحر بغمر أحياء فقيرة ومواقع أثرية، وفق ما أوردت وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء.

مصر: ارتفاع مستوى البحر يُهدد الإسكندرية

أقامت السلطات المصرية، حواجز خرسانية في البحر (أ ب)

تواجه مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر، تهديدا جديدا يتمثل في التغيرات المناخية، إذ يهدد ارتفاع مستوى سطح البحر بغمر أحياء فقيرة ومواقع أثرية، وفق ما أوردت وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء.

وأقامت السلطات المصرية، حواجز خرسانية في البحر للحد من المد، ولا سيّما أن الإسكندرية، وهي المدينة الثانية من حيث الأهمية في البلاد، محاطة بمياه البحر الأبيض المتوسط من ثلاث جهات وبحيرة من الجهة الأخرى، ما يجعلها سريعة التأثر بشكل فريد من أي ارتفاع في مستوى مياه البحر الذي يتسبب فيه الاحتباس الحراري وذوبان القمم الجليدية القطبية.

مناطق كاملة مهددة بالغمر (أ ب)

ويمتد ساحل الإسكندرية لأكثر من 60 كيلومتر، ما جعلها مقصدا صيفيا رئيسيا للمصريين، بيد أن الكثير من أشهر شواطئها ظهرت عليها بالفعل علامات التآكل.

وحذرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في الأمم المتحدة من أن مستويات البحار العالمية قد ترتفع بنسبة 0.28 إلى 0.98 متر (1- 3 قدم) بحلول عام 2100، مع "تداعيات خطيرة على المدن الساحلية والدلتا والدول المنخفضة".

(أ ب)

ويعترف الخبراء بأن الاختلافات الإقليمية في ارتفاع مستوى سطح البحر وتأثيراته لا تزال غير مفهومة جيدًا. لكن في الإسكندرية، مدينة ساحلية تضم أكثر من 5 ملايين شخص و40 في المائة من الصناعات المصرية، هناك بالفعل علامات على التغيير.

وتقول وزارة الموارد المائية والري في مصر إن مستوى سطح البحر ارتفع بمعدل 1.8 ملليمتر سنويا حتى عام 1993. على مدى العقدين التاليين ارتفع إلى 2.1 ملليمتر في العام، ومنذ عام 2012 وصل إلى 3.2 ملليمتر في السنة، وهو ما يكفي لتهديد بناء الأساسات.

(أ ب)

الأرض التي شيدت عليها الإسكندرية، جنبا إلى جنب مع دلتا نهر النيل المحيطة بها، تتغير بنفس المعدل تقريبا، وذلك في جزء منه يعود إلى السدود عند المنبع التي تمنع تجديد الطمي واستخراج الغاز الطبيعي. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تفاقم آثار الارتفاع في مستوى سطح البحر، مع عواقب وخيمة محتملة.

وتنبأت دراسة في عام 2018 بأن ما يصل إلى 734 كيلومتر مربع من دلتا النيل قد تغمرها المياه، وأن 2660 كيلومتر مربع بنهاية القرن، ما يؤثر على 5.7 مليون شخص.

يتعامل السكان الذي يعيشون في المناطق المنخفضة بالفعل مع تلك التداعيات، إذ يقول أحد سكان حي الشاطبي، إنه اضطر لإصلاح منزله المكون من ثلاثة طوابق، مرتين منذ عاصفة 2015.

(أ ب)

في حي المكس، أُجبر مئات السكان على ترك منازلهم بعد فيضانات 2015. وشيدت وزارة الإسكان تسع بنايات سكنية لهؤلاء السكان بعد أن أعلنت أن المنطقة غير آمنة.

وأقامت السلطات دفاعات في البحر لحماية الحي، الذي يضم مصفاة نفط ومصنع إسمنت ومدابغ، لكن السكان قالوا إن تلك الحواجز لم تحدث اختلافا كثيرا، كما أن المواقع الأثرية في المدينة، تحت التهديد.

التعليقات