مصر تعلن تقديم 500 مليون دولار لـ"إعادة إعمار غزة"

أعلنت السلطات المصرية، اليوم، الثلاثاء، تقديم مساعدة قيمتها 500 مليون دولار إلى غزة، للمساهمة في إعادة إعمار القطاع، بعد العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له منذ أكثر من أسبوع، جاء بالتزامن مع تصريحات صدرت عن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، تناول

مصر تعلن تقديم 500 مليون دولار لـ

(أ ب)

أعلنت السلطات المصرية، اليوم، الثلاثاء، تقديم مساعدة قيمتها 500 مليون دولار إلى غزة، للمساهمة في إعادة إعمار القطاع، بعد العدوان الإسرائيلي الذي يتعرض له منذ أكثر من أسبوع، وذلك بالتزامن مع تصريحات صدرت عن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في مؤشر آخر على تغيير في الخطاب الرسمي المصري في ما بالقضية الفلسطينية.

وكتب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، بسام راضي، على حسابه الرسمي في موقع "فيسبوك"، أن "الرئيس عبد الفتاح السيسي يعلن عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لإعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة".

وأضاف المتحدث أن "الشركات المصرية المتخصصة ستقوم بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار".

وتلعب مصر دور الوساطة بين سلطات الاحتلال الإسرائيلية وحركة حماس من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بالتنسيق مع دول أخرى من بينها الولايات المتحدة وقطر.

وبعد ظهر الثلاثاء شارك السيسي في العاصمة الفرنسية باريس في قمة ثلاثية بقصر الإليزيه حول تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، الذي شاركهما عبر فيديو كونفرنس.

وأوضح متحدث الرئاسة أن السيسي أكد أنه "لا سبيل لإنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالأراضي الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذري عادل وشامل للقضية الفلسطينية يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية".

وشدد الرئيس المصري على "خطورة تداعيات محاولات تغيير الوضع الديموغرافي لمدينة القدس وهي المحاولات التي تستوجب الوقف الفوري". ودعا إلى "تكثيف جهود المجتمع الدولي لحث إسرائيل على التوقف عن التصعيد الحالي مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأشار إلى "استمرار مصر ببذل قصارى جهدها من أجل وقف التصعيد المتبادل حاليا، من خلال تكثيف الاتصالات مع كافة الأطراف الدولية المعنية، ومع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي"، وفق متحدث الرئاسة المصرية.

ويأتي إعلان هذه المساعدة بعد ساعات من إعلان وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، في بيان صدر قبيل منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، إرسال 65 طنا من المساعدات الطبية إلى غزة للمساهمة في معالجة المصابين.

وقالت زايد إن المساعدات البالغة قيمتها 14 مليون جنيه (890 ألف دولار) تتضمن "مستلزمات جراحية ومستلزمات تشغيل الأقسام الداخلية والطوارئ ومستلزمات الأشعة والكسور وآلات جراحية للعمليات الكبرى والصغرى بالإضافة إلى أقنعة أكسجين وأجهزة تنفس اصطناعي وأجهزة تخدير". وأوضحت أن المساعدات تشمل "كافة أنواع الأدوية ومن بينها أدوية تخدير ومضادات حيوية ومراهم للحروق وأدوية للأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري والكلى".

وعبرت، أمس، الإثنين، 26 شاحنة تحمل مساعدات غذائية من رفح المصرية إلى قطاع غزة، بحسب مصادر في المعبر الحدودي أوضحت أن 50 سيارة إسعاف أرسلت كذلك إلى المعبر لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.

وتأتي المساعدات فيما صعّدت إسرائيل من عدوانها على القطاع حيث استشهد 212 فلسطينيا على الأقل، بينهم 61 طفلا وأصيب أكثر من 1400 شخص منذ بدء العدوان الإسرائيلي.

تحوّل في الموقف المصري؟

وتشير التحليلات إلى تغيير مرصود في الخطاب المصري في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وفصائل المقاومة في قطاع غزة المحاصر، غير أن مؤشرات عدة توضح أن الموقف المصري هو مجرد خطاب تكتيكي مرتبط بسياق وقتي، وليس تغيرًا إستراتيجيا طويل المدى.

ولفتت مصادر سياسية وإعلامية إلى صدور توجيهات واضحة للنقابات ومنظمات حقوقية حكومية، بحريتها في التعليق وإصدار بيانات حادة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، فيما شددت التوجيهات الحكومية المصرية على عدم التعرض أو ذكر مسؤولية الاحتلال عن الصراع مباشرة.

ووفقا للتحليلات فإن السلطات المصرية ترغب في لفت انتباه الإدارة الأميركية التي تواصل تجاهل القيادة المصرية منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وذلك للتأكيد على طبيعة الأدوار التي يمكن أن تلعبها مصر في المنطقة، ما من شأنه خدمة المصالح الأميركية، في حال حصول توافق بين القيادتين.

كما تسعى السلطات المصرية إلى تعزيز علاقاتها بإسرائيل في ظل تعرضها للتجاهل من الجانب الإسرائيلي نفسه خلال الفترة الماضية، وتعويل تل أبيب أكثر على الدور القطري في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة "حماس" التي تستضيف قطر رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، على أراضيها، في ظلّ الدعم المالي الكبير الذي تقدمه الدوحة لقطاع غزة.

التعليقات