29/01/2008 - 08:49

مع اقتراب موعد تسلم تقرير فينوغراد: توتر بين باراك وأولمرت، والأخير يعارض تقديم موعد الانتخابات

مقربون من أولمرت: تقديم موعد الانتخابات يعني فوزا لليكود * مقربون من باراك: سيتخذ قراره بعد الاطلاع على التقرير * الليكود يصرح بأنه سيعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية..

مع اقتراب موعد تسلم تقرير فينوغراد: توتر بين باراك وأولمرت، والأخير يعارض تقديم موعد الانتخابات
قبل يوم واحد من نشر تقرير فينوغراد النهائي، صرح مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إنه لن يجري مفاوضات مع وزير الأمن، إيهود باراك، حول تقديم موعد الانتخابات، وذلك في أعقاب تقديرات الجهاز السياسي بأن باراك سوف يطالب بتقديم موعد الانتخابات إلى مطلع العام 2009، بدلا من موعدها الطبيعي في خريف العام 2010.

وتشير التقديرات إلى أن معارضة تقديم موعد الانتخابات ستكون الرسالة الأولى التي يعنى بعرضها أولمرت عشية نشر التقرير، وذلك في إطار محاولاته لمنع تفكك الائتلاف الحكومي، خاصة وأنه يخشى أولمرت من سيناريو يخضع فيه باراك إلى ضغوط شعبية وسياسية لتنفيذ تعهداته من العام الماضي بالعمل على تغيير رئيس الحكومة أو العمل على تقديم موعد الانتخابات بعد نشر التقرير.

ونقل عن مقربين من أولمرت أن الأخير لن يشارك في الاتصالات المحتملة في داخل الائتلاف لتحديد موعد متفق عليه لتقديم موعد الانتخابات. وبحسبهم فإن أولمرت يرفض إدخال البلاد في الانتخابات التي ستمس بالاقتصاد وبالعملية السياسية الجارية مع الفلسطينيين.

كما نقل أن أولمرت يعارض فكرة تقديم موعد الانتخابات، بادعاء أن ذلك نابع من مصلحة وطنية وليس سياسية، وفي الوقت نفسه لا ينفي المقربون من أولمرت ادعاءات أخرى تقول إن تقديم موعد الانتخابات يعني فوزا لليكود.

وكان أولمرت قد طلب من أعضاء كتلته، يوم أمس الإثنين، الحفاظ على هدوئهم بعد نشر التقرير، وقال إن "كاديما" سيقود البلاد لسنوات أخرى كثيرة.

وفي المقابل فإن تقديرات حزب العمل تشري إلى باراك سوف يعلن عن قراره في الأسبوع القادم. وكان باراك قد صرح يوم أمس، الإثنين، إنه سيبلور قراره النهائي بالنسبة لمستقبل حزب العمل في الحكومة بعد الاطلاع على تقرير لجنة فينوغراد. وعلاوة على ذلك، فإن أعضاء الكنيست من حزب العمل، الذين يؤيدون استقالة حزب العمل من الحكومة بعد نشر تقرير فينوغراد، سيقومون بعقد اجتماع لناشطي الحزب في تل أبيب، وذلك في إطار جهود إيتان كابل وأوفير بينيس وداني ياتوم للتأثير على باراك.

أما في الليكود فمن المتوقع أن يصرح الحزب بأنه سيعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسته، بعد تقديم موعد الانتخابات، وذلك ردا على الادعاءات بأن نتانياهو سيعمل على تشكيل ائتلاف يميني يضم "يسرائيل بيتينو" وحزب أركادي غايدميك. وردا على الادعاءات بأن تقديم موعد الانتخابات يمس بالاستقرار السياسي، فإن الليكود ينوي التأكيد على أنه يجب أن تعكس الحكومة إرادة الجمهور، وهو ما لا تفعله حكومة أولمرت – باراك.

ومن جهتها كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن التوتر يتفاقم بين أولمرت وباراك في الأيام الأخيرة. وجعلت الصحيفة عنوانها الرئيسي: "التوتر يتفاقم بين أولمرت وباراك.. مقربون من أولمرت: بإمكان باراك أن يستقيل، لن نقدم موعد الانتخابات".

وأضافت الصحيفة أن التقديرات تتبلور في معسكر باراك نحو توجه الأخير إلى تقديم موعد الانتخابات، مقابل رسالة حادة من أولمرت تقول إنه لن يجري أية مفاوضات مع باراك على تقديم موعد الانتخابات، ولن يناقش هذا الموضوع بتاتا، بادعاء أن الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات بأكثر من سنة هو عدم مسؤولية، في حين يرد حزب العمل على ذلك بالقول إنه في حال استقالة حزب العمل فإنه لا يوجد حكومة لدى أولمرت.

وفي سياق المخاوف من تفكك الائتلاف، أفادت الصحيفة في السياق ذاته أن خشية أولمرت من خروج "شاس" من الائتلاف، دفعته إلى الخنوع لضغوط "شاس"، حيث أعلن أن القدس بعيدة عن طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين.

كما أشارت الصحيفة إلى أن "كاديما" سوف يلجأ إلى عدة وسائل دفاعية ردا على تقرير فينوغراد، من بينها عدم مواجهة عائلات الجنود الذين قتلوا في الحرب، والتأكيد على أنه تمت معالجة كافة النواقص في الجيش وتحديث العتاد وإعداده للحرب، كما أن كافة وحدات الاحتياط قد تدربت، وأن الجيش لا يتحدث كثيرا في وسائل الإعلام. وكذلك التشديد على تعزيز قوة الردع، على اعتبار أن الهدوء يسود الشمال بعد الحرب، بالإضافة إلى القول بأن أولمرت يتحمل المسؤولية عن التقرير وأنه سيعمل على تصحيح كافة النواقص.

إلى ذلك، من المتوقع أن يتم تسليم التقرير من قبل لجنة فينوغراد في الساعة الخامسة من مساء غد، الأربعاء، والذي يمتد على مجلدين يضمان أكثر من 500 صفحة. وكان قد تم تعيين اللجنة في 17 أيلول/ سبتمبر من العام 2006 لفحص الإخفاقات في الحرب الأخيرة على لبنان، وخصص لها 14 مليون شيكل، صرف منها 10 ملايين شيكل، خلال 485 يوم عمل، مثل أمامها خلالها 75 شاهدا.

وكان قد توجه أعضاء اللجنة إلى بلدية القدس يوم أمس، الإثنين، وذلك للتيقن من الثلوج التي يتوقع أن تتساقط اليوم وغد لن تؤدي إلى عرقلة تقديم التقرير إلى رئيس الحكومة في موعده المحدد. ومن جهتها تعهدت البلدية بالاهتمام بفتح الطريق أمام أعضاء اللجنة، وتوفير مركبات خاصة مع سلاسل حديدية على إطاراتها، لنقل أعضاء اللجنة إلى مكتب رئيس الحكومة، وبعد ذلك إلى "مباني الأمة" حيث سيعقد مؤتمر صحافي.

التعليقات