16/03/2008 - 07:01

مصادر إسرائيلية وأوروبية: رسالة تحذير إسرائيلية لسوريا بعد اغتيال مغنية..

"أردوغان حمل في أكثر من مناسبة رغبة إسرائيلية في إدارة حوار مع سوريا، وقد أجيب بأن دمشق لا تريد صفقة في الخفاء. وتريد أن يكون النقاش علنياً، وأن تكون هناك نية إسرائيلية للانسحاب من جميع الأراضي المحتلة"..

مصادر إسرائيلية وأوروبية: رسالة تحذير إسرائيلية لسوريا بعد اغتيال مغنية..
أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية ما تناقلته وكالة الأنباء "رويترز" والتي جاء فيها، نقلا عن مصادر إسرائيلية وأوروبية، أن إسرائيل حذرت سوريا، بعد اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية، بأنها ستكون المسؤول الأول عن أي هجوم ينفذه حزب الله على أهداف إسرائيلية.

وقالت المصادر إن الرسالة نقلت لسوريا عبر وسيط أوروبي وجاء فيها أن « إسرائيل سترى في سوريا المسؤول الأول عن أي هجوم ينفذه حزب الله ضد أهداف إسرائيلية – وستتعامل معها انطلاقا من ذلك».

وتضيف تلك المصادر أن «التحذير الإسرائيلي للسوريين ينبع من خشية إسرائيل بأن ينتهز حزب الله التصعيد في قطاع غزة، في حال شنت إسرائيل حملة عسكرية هناك، من أجل فتح جبهة في الشمال».

وحسب تلك المصادر تم نقل الرسالة عن طريق وسيط أوروبي، وذلك بعد اغتيال مغنية مباشرة وقبل الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أطلقت عليها قوات الاحتلال اسم " الشتاء الحار".

وتضيف المصادر أن الرسالة تؤكد أن سوريا ستتعرض لهجوم إسرائيلي، حتى لو نفذ حزب الله هجمات انطلاقا من الأراضي اللبنانية.

هذا ورفض مسؤول حكومي رفيع التأكيد على تلك المعلومات، كما ذكرت صحيفة هآرتس، وقال: " يدور الحديث عن «إستراتيجية راسخة». فقد عمقت سوريا تدخلها بشكل كبير بحزب الله وبجنوب لبنان منذ الحرب".
ومن جهتها تناقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية النبأ عن "رويترز"، مشيرة إلى تصريحات "مصدر أوروبي مطلع على المسألة"، والتي جاء فيها أن "موت عماد مغنية والانتقام الذي هدد به حزب الله يتركان شبح صراع إقليمي أوسع".

وقلل المصدر نفسه من فرص فتح مسار سلام إسرائيلي سوري في تلك الظروف، وقال إن "هناك اهتماما على الجانبين، لكنني أعتقد أن المضي قدما سيكون صعبا جدا". وأشار إلى العلاقات الوثيقة بين سورية وإيران، وقال إن "اتفاق سلام إسرائيلي سوري أصبحت أكثر صعوبة".

ولدى سؤاله عن خطر هجوم إسرائيلي على سوريا رداً على هجوم لحزب الله قال مسؤول بريطاني «هناك دائماً خطر أن يؤدّي تحوّل في الأحداث هنا الى إثارة شيء ما على الحدود الشمالية.. وهو ما سيكون كارثة».

وكتبت الصحيفة أيضا أنه يبدو أن المشهد السوداوي الذي يستشرفه الجيش الإسرائيلي لواقع إسرائيل الاستراتيجي دفعه بقوة هذه المرة إلى الطلب رسمياً من الحكومة أن تتّجه صوب إدارة مفاوضات مباشرة وسريعة مع سوريا بغية التوصل إلى اتفاق معها يؤدي برأي الجيش إلى فرط السلسلة التي تمتد من طهران إلى غزة وتتمركز دمشق في وسطها. وترافق هذا الكلام المسرّب أمس إلى صحافة إسرائيل، مع كلام آخر نسبته وكالة "رويترز" إلى مسؤولين إسرائيليين وأوروبيين عن توجيه تل أبيب رسالة تحذير إلى سوريا بأنها سوف تتحمّل مسؤولية أي هجوم يشنّه حزب الله رداً على اغتيال قائده العسكري الشهيد عماد مغنية.

وأضافت أنه فيما تنشط الماكينات العسكرية والأمنية في كل دول المنطقة خشية وقوع انفجار كبير، تعمل إسرائيل سياسياً وفق خلاصات حرب لبنان الثانية العسكرية، ولا سيما أنها أدركت أن إحدى أخطر نتائج هذه الحرب هي عودة «التلازم الاستراتيجي» بين جبهتي لبنان وسوريا وامتدادها العملي نحو المناطق الفلسطينية في ظل دعم إيراني غير مسبوق. كما أن الحديث عن جهوزية عسكرية إسرائيلية لمواجهة حروب على كل الجبهات يبدو «كلاماً للإعلام» فقط، حيث تقود مؤشرات كثيرة إلى وجود مشكلات كبيرة يصعب على إسرائيل تجاوزها في وقت قصير. كما أن الوقت الذي يمرّ من شأنه تعزيز قدرات الجبهات المقابلة. ويبدو أن الجيش والاستخبارات العسكرية المعنيين بالأمر يدركان هذه المصاعب، ما يدفعهما إلى البحث عن مخرج ولو مؤقت.

وبينما تحدث «موظفون أمنيون فرنسيون» عن «مفاوضات تجري في تركيا بين إسرائيل وسوريا»، علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان حمل في أكثر من مناسبة رغبة إسرائيلية في إدارة حوار سريع ومكثف مع سوريا. وقد أجيب بأن دمشق لا تزال تريد السلام، لكنها لا تريد صفقة في الخفاء. وهي إذا وجدت أن من المناسب حصول نقاش، فهي ترغب في أن يكون علنياً وليس بعيداً عن الأضواء، وأن تكون هناك إشارات جدية وكاملة إلى نية إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة. كذلك أُبلغت أنقرة بأن سوريا لا يمكن أن تفاوض تحت النار، وليست النار إذا أطلقت عليها وحدها، لكنها لن تدير حواراً فيما ترتكب إسرائيل المجازر ضد الفلسطينيين. كذلك علم أن سوريا أبلغت تركيا أنها لا تريد تعطيل جهودها، لكنها «تتمسك بوحدة المسارات التفاوضية مع كل العرب، وهي تنظر بحذر إلى النوايا الإسرائيلية، وهي تشاهد ما تقوم به إسرائيل في كل المنطقة».

ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن دمشق ليست مستعدة لصفقة من النوع الذي تريده إسرائيل للانتقام من عرب آخرين، وهي لا تشعر بوجود حماسة جدية لدى الولايات المتحدة لحصول أي تقدم، بل إن هناك دلائل على مزيد من التعامل الأميركي غير الواقعي مع شؤون المنطقة، وليس هناك ما يشير إلى أن تل أبيب قادرة في هذه الظروف على تجاوز الإرادة الأميركية.

التعليقات