23/05/2008 - 07:02

وزير الإعلام السوري يدين الشروط المسبقة التي حددتها ليفني وينتقد أقوال باراك..

وزير الخارجية السوري: سورية لا يمكن أن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ما لم تضمن الانسحاب الكامل من الجولان. وهذا ليس شرطاً مسبقاً، بل هو حق سوري..

وزير الإعلام السوري يدين الشروط المسبقة التي حددتها ليفني وينتقد أقوال باراك..
أدان وزير الإعلام السوري، محسن بلال تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي قالت إن السلام مع سوريا منوط بتخلي الأخيرة عن علاقاتها مع إيران وحزب الله وحماس، واعتبر أنها بمثابة تحديد شروط مسبقة. وأعرب عن رفضه لتحديد مثل تلك الشروط . وانتقد تصريحات وزير الأمن إيهود باراك الذي تحدث عن ضرورة تقديم "تنازلات مؤلمة" من الطرفين. وقال إن اصطلاح " التنازلات المؤلمة" لا يسري على سوريا لأنها صاحبة حق على هضبة الجولان التي احتلت في الرابع من يونيو حزيران عام 1967.

وأكد بلال أن إسرائيل تعهدت بالانسحاب من هضبة الجولان، وقال: "حصلنا على تعهدات ورسائل من الحكومة الإسرائيلية ومن رئيس الوزراء أولمرت، عن طريق الأتراك، أكدوا فيها أنهم يعرفون ماذا يريد السوريون. أولمرت يعرف أن الجولان كاملا سيعاد لسوريا وأن إسرائيل ستنسحب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967".

ومن جانبه قال وزير الخارجية التركي علي باباجان إن مفاوضات السلام غير المباشرة التي جرت في إسطنبول بين سوريا وإسرائيل برعاية تركية كانت مرضية للطرفين، مؤكدا أنها ستستمر بصفة دورية. وأوضح باباجان أن فلسفة المفاوضات الجارية قائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام، مضيفا أن "الطرفين راضيان لكون المفاوضات التي جرت على مدى ثلاثة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في إسطنبول سمحت بإيجاد أرضية تفاهم مشتركة.

وكانت ليفني قد حددت أفق الحل السياسي مع سوريا، حيث ترى أن السلام مع سوريا منوط بتخلي الأخيرة عن علاقاتها مع إيران وحزب الله وحماس. وبذلك أكدت ما كان قد عبر عنه رئيس الوزراء إيهود اولمرت في أكثر من مناسبة.

وقالت ليفني إن "إسرائيل تنشد السلام ولكن على سوريا أن تدرك أن عليها أن تنأى بنفسها بشكل تام عن إيران وحزب الله وباقي التنظيمات الإرهابية". وتأتي تصريحات ليفني بعد يوم واحد من إعلان كل من سوريا وإسرائيل عن وجود مسار تفاوضي غير مباشر بوساطة تركية.

من جانبه شكك وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، في فرص التوصل إلى اتفاق بالمدى المنظور وقال إنه يراه بعيدا، ملمحا إلى أن السبب هو عدم استعداد سوريا لتقديم تنازلات. وقال باراك: "إن إخراج سوريا من دائرة العداء هو أمر بغاية الأهمية، ولكن ينبغي أن يدرك الجانبان أنه سيتعين عليهما تقديم تنازلات مؤلمة. السوريون يعرفون مثلنا أن التنازل هو أمر ثنائي المسار. وذلك أحد الأسباب لكون مسألة توقيع اتفاق ما زالت بعيدة جدا".

من جانبه أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، على أن دمشق لن تتقدم في المفاوضات دون ضمان انسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان. وقال في حديث لصحيفة الحياة إن «سورية لا يمكن أن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ما لم تضمن الانسحاب الكامل من الجولان. وهذا ليس شرطاً مسبقاً، بل هو حق سوري».

وكان أولمرت قد تطرق إلى المفاوضات الجارية مع سوريا وقال إنها ستنتقل لتصبح مفاوضات باشرة بين الطرفين بعد أن يصل الطرفان إلى نتائج ملموسة. وصرح خلال لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير، إن إسرائيل تعتزم إجراء مفاوضات بمسارين، الفلسطيني والسوري، دون أن يكون أي منهماعلى حساب الآخر. وأعرب عن أمله أن يتم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين خلال السنة الحالية. ووصف المفاوضات الجارية مع السلطة الفلسطينية بأنها جادة وهامة.

رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو شن هجوما عنيفا على أولمرت على خلفية المفاوضات مع سوريا. ودعا الأحزاب السياسية للعمل على تقديم موعد الانتخابات. وقال في اجتماع لحزب كديما إن "أولمرت الغارق في التحقيقات ليس مخولا من الجمهور لإجراء مفاوضات مصيرية على مستقبل إسرائيل". مضيفا أن "المفاوضات لا يمكنها أن تكون ملاذا لأي سياسي في ضائقة". متهما أولمرت بأنه اختار الوقت المناسب للإعلان عن المفاوضات لصرف النظر عن التحقيقات الجارية ضده.

وقال نتنياهو إن الانسحاب من الجولان" يشكل خطرا على إسرائيل لأن سوريا هي جزء من ما أسماه بمحور الشر. ويحوله إلى قاعدة متقدمة لإيران تهدد إسرائيل".

يذكر أنه قد صدر يوم أمس الأول بيانان، إسرائيلي وسوري، يؤكدان وجود مسار تفاوضي غير مباشر بين الطرفين بوساطة تركية وفقا لمرجعية مؤتمر مدريد عام 1991.

وقال مراقبون إسرائيليون إن خطوة أولمرت تعتبر هروبا للأمام حيث أن المسار السوري يأتي بعد تعثر المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. واعتبروا أن أولمرت يسعى من خلال المسار السوري إلى تعزيز مكانته محليا، وشكك المراقبون في قدرة أولمرت على المضي في هذا المسار في ظل شعبيته المتهالكة وضعف حكومته وقضايا الفساد التي تحوم فوق رأسه.

التعليقات