07/10/2008 - 07:59

في ظل إصرار حماس على قائمة الأسرى: مصادر أمنية إسرائيلية تحذر من تفويت فرصة إطلاق سراح شاليط..

ليفني: بحسب قائمة حماس هناك أكثر من قنطار واحد.. * مصادر أمنية إسرائيلية: لقد حصل فشل عملاني ووقع الجندي في الأسر والآن يجب دفع ثمن ذلك..

في ظل إصرار حماس على قائمة الأسرى: مصادر أمنية إسرائيلية تحذر من تفويت فرصة إطلاق سراح شاليط..
حذرت مصادر أمنية إسرائيلية من أن الوقت اللازم للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليط، آخذ بالتقلص. وقالت المصادر ذاتها أنه مع مرور الوقت من الممكن أن تقع أمور كثيرة، وهنا مخاطر من تفويت فرصة إطلاق سراح شاليط وهو على قيد الحياة.

وفيما يشير إلى أن إصرار حماس على قائمة الأسرى الذين تطالب بإطلاق سراحهم قد يؤدي إلى تراجعات إسرائيلية، فبحسب تقديرات المصادر الأمنية فإنه مع مرور الوقت فإن حركة حماس بالذات قد تقوم برفع "الثمن" الذي تطلبه مقابل إطلاق سراح شاليط. وأضافت أن هناك عدة تطورات قد تعرقل سير المفاوضات وأن تنتهي بشكل "مأساوي"، ولذلك "يجب أخذ كافة الإمكانيات بالحسبان، والتي لا تتحكم إسرائيل ببعضها".

وتابعت أن التهدئة على الحدود من الممكن أن تنفجر في كل لحظة، وأنه من الممكن أن تقلص مصر مشاركتها في الاتصالات في حال انتقلت إلى التركيز على قضية الحفاظ على استقرار السلطة فيها. كما من الممكن أن يقوم أحد حراس شاليط بالمس به، أو من الممكن أن يصاب بأحد الأمراض المعدية التي قد لا يتمكنون من معالجتها كما يجب في مستشفى الشفاء، على حد قول المصادر الأمنية.

يذكر أن حركة حماس تطالب في المفاوضات الجارية بإطلاق سراح 1400 أسير فلسطيني، بينهم 450 أسيرا تقوم حماس بتحديد أسمائهم. وقد صادقت إسرائيل حتى الآن على أسماء 150-200 أسير حتى الآن من القائمة.

وبحسب المصادر الأمنية الإسرائيلية فإن ثمن الصفقة محدد. وفي المقابل، بحسب المصادر أيضا، فإنه لم تتوفر أية إمكانية لتنفيذ عملية عسكرية لإطلاق سراحه.

وأضافت لقد حصل فشل عملاني، وتم اختطاف الجندي، والآن يجب دفع ثمن ذلك، حتى لو كان إطلاق سراح فلسطينيين كان لهم دور في عمليات قتل فيها إسرائيليون. و"عندما تطلع رئيسة الحكومة الجديدة، تسيبي ليفني، على المواد ذات الصلة، فإنها ستدرك أن الوقت لا يلعب في صالحنا، وأن المسؤولية عن سلامة شاليط تقع أولا على عاتقها".

يذكر في هذا السياق أن ليفني قد امتنعت مؤخرا عن التصريح علانية بشأن شاليط. وكانت قد صرحت في وقت سابق بأن "الدولة ملتزمة تجاه الأسرى الإسرائيليين، فكم بالحري عندما يكونون على قيد الحياة". وبالرغم من أن ليفني كانت قد صوتت مع صفقة التبادل مع حزب الله (عملية الرضوان)، والتي تم فيها إطلاق سراح الأسير سمير القنطار مقابل جثتي الجنديين إلداد ريغيف وإيهود غولدفاسر، إلا أنها تحفظت من طريقة إدارة المفاوضات، وخاصة من حقيقة أن إسرائيل وفقط مع قرب انتهاء الصفقة قد أعلنت بأن الجنديين ليسا على قيد الحياة.

ونقل عن مصادر في مكتب ليفني قولها إن ليفني تتحفظ من المطالبة العلنية بإطلاق سراح أسرى بأي ثمن، وأنها تأخذ جانب الحذر بكل ما يتصل بإطلاق سراح فلسطينيين كان لهم دور في عمليات قتل فيها إسرائيليون، وخاصة عندما يكون الأمر مقابل تهديدات حركة حماس.

وكانت ليفني قد صرحت، في جلسة مغلقة عقدت مؤخرا، أنه ضمن قائمة مطالب حماس مقابل شاليط هناك أكثر من قنطار واحد. وبحسبها فإنها تأخذ بعين الاعتبار أنه سيتم ممارسة ضغوط شعبية عليها لبلورة الصفقة بأسرع ما يمكن، بما في ذلك تنظيم مظاهرات أمام منزلها. وأشارت أيضا إلى أنها خلال الانتخابات التمهيدية في "كاديما" رفضت مقابلة أصدقاء شاليط الناشطين لإطلاق سراحه، على اعتبار أن مثل هذا اللقاء قد يمس بالصفقة.

في المقابل، فإن رئيس الحكومة المستقيل، إيهود أولمرت، كان قد اعتمد الحذر ورفض إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين كان لهم دور في عمليات قتل مقابل شاليط. ويتبنى رئيس الموساد مئير دغان موقفا مماثلا، وإلى حد كبير رئيس الشاباك يوفال ديسكين.

ومن جهته فإن وزير الأمن إيهود باراك، ورئيس هيئة أركان الجيش غابي أشكنازي، يمثلان قطبا آخر. حيث يعتقد الإثنان أن الوقت لا يلعب في صالح إسرائيل، وأنها يجب استغلال استمرار التهدئة مع حركة حماس من أجل محاولة التوصل إلى اتفاق سريع حول صفقة التبادل مع شاليط، حتى لو كان ذلك ينطوي على "تنازلات كبيرة".

يذكر أن اللجنة الوزارية برئاسة حاييم رامون، والتي تناقش الرد الإسرائيلي على قائمة الأسرى التي قدمتها حركة حماس، قد أضافت مؤخرا 80 أسيرا إلى القائمة الإسرائيلية.

وجاء أن اللجنة قد ناقشت مؤخرا إمكانية إطلاق سراح فلسطينيين كان لهم دور في عمليات قتل إسرائيليين، ومن بينهم أسرى نفذوا عمليات أثارت ردود فعل غاضبة خلال الانتفاضة الأولى، إلا أنه لا يتوقع أن يشكلوا تهديدا كبيرا نسبيا في حال إطلاق سراحهم. كما قامت اللجنة بشطب أسماء أسرى بعد أن ادعت أن الحديث عن حالات ذات حساسية ورمزية عالية.

التعليقات