غلعاد يتوجه إلى القاهرة وسط اتساع الخلاف بين أولمرت وباراك، ومذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة

يصل رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد إلى القاهرة اليوم لبحث المبادرة المصرية لإنهاء الحرب على غزة، وسط اتساع هوة الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ووزير الأمن إيهود باراك، حول نقطة نهاية الحرب. واتهم أولمرت باراك بأنه تصريحاته أضعفت الموقف الإسرائيلي ودفعت حماس لتشديد مواقفها. من جانب آخر من المتوقع أن يتم اليوم التوقيع على مذكرة تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة، تتضمن ضمانات لمراقبة ومنع تدفق السلاح غلى غزة.

واتهم مقربو أولمرت باراك بأنه سبب أضرارا للجهود السياسية لتحقيق أهداف الحرب. وقالوا إن تصريحات باراك «منحت حماس حقنة حيوية». وأضافوا أن تصريحات باراك بأن «العملية استنفذت ذاتها» هي أيضا خرق للاتفاق الذي اتخذ في المطبخ السياسي يوم الاثنين بالمحافظة على تعتيم حول أهداف الحرب وتقدمها.

ويعتقد باراك أن إسرائيل حققت الردع المطلوب وأن الاستمرار في العمليات قد يبدد الإنجازات. ويدفع باتجاه الاستجابة للمبادرة المصرية إذا أعرب المصريون عن استعدادهم للمشاركة في بناء آلية لوقف تهريب السلاح عن طريق محور فيلاديلفيا. فيما ترى ليفني أنه يجب وقف الحرب في اللحظة التي تقتنع إسرائيل بأنها حققت أهدافها دون علاقة للمبادرات السياسية. ويرى أولمرت أنه يجب الاستمرار بالحرب وإظهار عزم على مواصلتها بالتوازي مع الجهود السياسية، وبذلك يتواصل الضغط على حماس لابتزاز شروط أفضل لوقف إطلاق النار.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن أولمرت عرض في اجتماع المطبخ السياسي يوم أمس معلومات استخبارية تفيد بأن تصريحات باراك بأن «العملية استنفذت ذاتها ويجب التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري» تسببت في تشديد حماس لمواقفها.

غلعاد في القاهرة: احتمالات جيدة للتوصل إلى اتفاق

ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباري قوله إن «هناك احتمالات جيدة للتوصل لوقف لإطلاق النار»، وأضاف، «نحن نعمل الآن للتوصل إلى وقف إطلاق نار متبادل باسرع وقت ممكن».

ويصل رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الأمن عاموس غلعاد إلى القاهرة اليوم لإجراء جولة مباحثات مع وزير المخابرات عمر سليمان. وسيبحث المسؤلان تحفظات حماس على عدد من بنود المبادرة خلال لقاءات وفد الحركة مع المسؤولين المصريين يوم أول أمس الثلاثاء. وبعد عودة غلعاد من القاهرة سيجتمع المطبخ السياسي لبحث المبادرة بصيغتها المعدلة واتخاذ قرار بشأنها.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني مصري قوله: كون حماس لم تجادلنا وتعاملت مع مبادرتنا باحترام، كقاعدة لوقف إطلاق النار هي علامات مشجعة. كما أن هناك عدة أمور إيجابية أخرى لا نريد الإفصاح عنها الآن".

وأكدت صحيفة هآرتس أن مدير مكتب وزارة الخارجية، أهرون أفرموفيتش، يتوجه اليوم إلى الولايات المتحدة لتوقيع على مذكرة تفاهمات أمنية- استخبارية مع واشنطن تتضمن ضمانات وتعهدات أمريكية بزيادة الرقابة على «تهريب السلاح إلى قطاع غزة»، وعلى «مسارات التهريب، من إيران إلى قطاع غزة عن طريق الخليج الفارسي، والسودان ودول أخرى». وتأتي هذه التفاهمات تتمة للمبادرة المصرية التي سيناقشها غلعاد اليوم.