03/03/2009 - 15:24

كلينتون تدعو إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاقية تهدئة مع حماس قبل تشكيل حكومة جديدة

* كلينتون بررت الحرب العدوانية على قطاع غزة: لا نتوقع من أي دولة أن تقف مكتوفة الأيدي حيال تعرضها للقثف بالقذائف الصاروخية * الولايات المتحدة سترسل مبعوثين لسوريا لتوثيق العلاقات * الولايات المتحدة ستقوم بكل ما يلزم لإحباط إمكانية حصول إيران على سلاح نووي * كلينتون: الولايات المتحدة تؤيد حل الدولتين وتدعو لإبرام اتفاقية تهدئة قبل تشكيل حكومة جديدة

كلينتون تدعو إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاقية تهدئة مع حماس قبل تشكيل حكومة جديدة
في لقائها صباح اليوم، الثلاثاء، مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، على أن الولايات المتحدة سوف تقف إلى جانب أي حكومة إسرائيلية يتم تشكيلها.

ونقل عن كلينتون قولها إن "واشنطن تدرك التهديدات الأمنية التي تتعرض لها إسرائيل، وتقف إلى جانبها بكل ما يتصل بأمنها".

وقالت إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصمم على عدم العودة إلى أخطاء الماضي، وإيجاد طرق جديدة خلاقة لمواجهة ما أسمته بـ"القوى المتطرفة" في الشرق الأوسط.

وكانت قد أفادت التقارير الإسرائيلية أن إسرائيل سوف تضع أمام كلينتون، التي وصلت البلاد يوم أمس الإثنين، سلسلة من "الخطوط الحمراء" التي تعتقد أنه يجب وضعها قبل بدء الحوار الأمريكي مع إيران بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

وفي المقابل، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية المنصرف، إيهود أولمرت، قد تحدث مع وزير الخارجية الكندي، لورانس كانون، وقال إن "الجدول الزمني للبرنامج النووي الإيراني يدفع باتجاه العمل بحزم، وأن إسرائيل لن تحتمل تحول إيران إلى دولة نووية".

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه في الأسابيع الأخيرة قامت وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية بوضع وثيقة مشتركة تحدد "الخطوط الحمراء" الإسرائيلية بكل ما يتصل بالحوار بين الغرب وإيران.

وتنصح الوثيقة المشار إليها الحكومة الإسرائيلية بأن تتبنى توجها إيجابيا تجاه نوايا الإدارة الأمريكية بإجراء مفاوضات مع إيران حول البرنامج النووي، ولكن مع وضع تحفظات، والتأكيد على أخذها بعين الاعتبار قبل بدء الحوار.

وجاء أنه من المقرر أن يعرض رئيس الحكومة ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الأمن إيهود باراك، موقف إسرائيل في محادثاتهم مع كلينتون اليوم.

أما بالنسبة للنقاط المركزية التي ستؤكد عليها إسرائيل، فهي:

أولا تشديد العقوبات المفروضة على إيران في مجلس الأمن وخارجه إلى حين البدء بالحوار وخلاله، وذلك حتى لا يتم اعتبار الحوار مع إيران، من قبل المجتمع الدولي، كنوع من التعايش مع البرنامج النووي.

ثانيا على الولايات المتحدة، سوية مع روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وقبل بدء الحوار، بلورة خطة عمل في حال أخفقت المحادثات مع إيران. وأنه في هذه الحالة يجب العمل على خطوات منسقة دوليا لفرض عقوبات صارمة على النظام الإيراني.

ثالثا يجب تحديد المدة الزمنية للمحادثات مع إيران، وذلك بهدف منع تبذير الوقت. كما يجب تعريف المحادثات على أنها "فرصة لمرة واحدة" بالنسبة لإيران.

رابعا هناك أهمية كبيرة لتوقيت بدء الحوار، وعلى الولايات المتحدة أن تدرس إذا ما كان يجب البدء بها قبل انتخابات الرئاسة في إيران في حزيران/ يونيو.

تجدر الإشارة إلى أنه قبل أسبوع، أجرى الطاقم الثلاثي (أولمرت وليفني وباراك) مباحثات مع قادة الأجهزة الأمنية، حيث تمت المصادقة على السياسة التي ستتبعها إسرائيل تجاه الولايات المتحدة بكل ما يتصل بالبرنامج النووي الإيراني. كما جاء أن غالبية المسؤولين الأمنيين يرون في حور الولايات المتحدة مع إيران فرصة وليس تهديدا.

دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الحكومة الإسرائيلية الانتقالية إلى التعجيل في إبرام اتفاقية التهدئة مع حماس، وقالت إنه: " يتعين على إسرائيل أن تسعى للتوصل على اتفاقية تهدئة مع حماس- قبل تشكيل حكومة جديدة".

وبررت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في نهاية شهر كانون الثاني ديسمبر الماضي، وقالت في مؤتمر صحفي مشترك أعقب لقاءها مع وزيرة الخارجية الإسرائلية تسيبي، إنها لا تتوقع من إسرائيل مكتوفة الأيدي حيال تعرضها لإطلاق القذائف الصاروخية: "لا نتوقع من أي أمة أن تقف مكتوفة الأيدي حينما يطلقون عليها قذائف صاروخية. يجب وقف الإطلاق ووقف تهريب السلاح". وتابعت: " هذه الهجمات تسبب الموت للمواطنين في إسرائيل وغزة".

وتطرقت إلى المفاوضات المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين، وقالت إنه يجب التوصل الى الحل المبني على قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية. واشارت كلينتون الى أن وقفا مستمرا لاطلاق النار في قطاع غزة يشكل الخطوة الأولى نحو احلال السلام في الشرق الأوسط.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك أعقب لقاءها مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني: " نحن نشاطر إسرائيل قلقها من كل ما يتعلق بإيران التي تمول التنظيمات الإرهابية بما في ذلك حماس".

وأشارت إلى أن الولايات المتحدة ستواصل المحادثات مع إيران. وأضافت قائلة: " هناك تسليم بأننا يجب أن نواجه التهديد الإيراني. ويجب القيام بكل ما يلزم لمنع إيران من التزود بسلاح نووي. هذا هو الهدف التكتيكي لكل خطواتنا، واتصالاتنا مع إيران لا تغير هدفنا- وهو منع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وحول الاتصالات مع سوريا قالت كلينتون إن ديبلوماسيين أمريكيين رفيعين سيتوجهان لدمشق قريبا لبحث سبل توثيق العلاقات بين الدولتبن.

وكانت ليفني قد وجهت تهديدات لحركة حماس قبيل لقائها مع الوزيرة الأمريكية، وحذرت من ان اسرائيل مستعدة لضرب حركة حماس مجددا في قطاع غزة اذا استمر اطلاق الصواريخ من هذه الاراضي. وقالت ليفني للاذاعة العامة الاسرائيلية: "اذا تبين ان حماس لم تفهم الرسالة فانها ستتعرض مجددا لضربة" في اشارة الى الهجوم العسكري المدمر الذي شنته الدولة العبرية على قطاع غزة لمدة ثلاثة اسابيع في 27 كانون الاول/ديسمبر. من جهة اخرى قالت ليفني ان "المساعدة لقطاع غزة يجب ان تصلها عبر السلطة الفلسطينية لان حماس منظمة ارهابية وغير شرعية". وكانت بذلك تشير الى مساعدة بقيمة 4,5 مليار دولار تعهدت السلطة الفلسطينية بدفعها الاثنين خلال مؤتمر شرم الشيخ لاعادة اعمار قطاع غزة وانعاش الاقتصاد الفلسطيني.

وتابعت ليفني ان "العالم لا يعترف بحماس ومن جهتنا نحن نحاربها لكن مع الالتزام بحوار مع العناصر البراغماتية الفلسطينية".


التعليقات