25/03/2009 - 06:34

"العمل" يصوت إلى جانب الانضمام إلى حكومة نتانياهو.. الاتفاق يبقي بيد الليكود 6 حقائب وزارية فقط..

بموجب الاتفاق يحصل حزب العمل على خمس حقائب وزارية، وسيطرح الاتفاق على المجلس العام للحزب بعد ظهر اليوم للمصادقة عليه، في ظل تصاعد التوتر بين المعارضين والمؤيدين للاتفاق.

صوت مؤتمر حزب العمل، يوم أمس الثلاثاء، إلى جانب الدخول في ائتلاف حكومي برئاسة رئيس الليكود، بنيامين نتنياهو، وبعد تعداد الأصوات تبين أن المؤيدين أكثر بـ165 من المعارضين، وبذلك يكون باراك قد رسخ زعامته في الحزب وحقق فوزا على معارضيه.

وقال عضو الكنيست، عمير بيرتس، وهو من قادة المعارضين، إن المجموعة التي منيت بخسارة في التصويت ستجتمع وتدرس خطواتها. في حين قالت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتس وهي أيضا من المعارضين بشدة للانضمام للائتلاف الحكومي، إنها خائبة الأمل من نتائج التصويت إلا أنها تقبل النتائج.

وكان باراك قد حث بانفعال أعضاء المؤتمر على التصويت لصالح الانضمام لحكومة نتنياهو. ودافع عن نفسه في وجه التهم التي وجهت إليه في الأيام الأخيرة من المعارضين.

وفي وقت سابق من يوم أمس، الثلاثاء، وقع طاقما المفاوضات لحزبي العمل والـ «ليكود» بالحروف الأولى، اتفاقا ائتلافيا، بعد لقاء عقد بين رئيسي الحزبين، إيهود باراك، والمكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو. ويحصل حزب العمل بموجب الاتفاق على خمس حقائب وزارية. ويطرح الاتفاق على المجلس العام للحزب للتصويت في ظل تصاعد التوتر بين المعارضين والمؤيدين للاتفاق.

وحسب بنود الاتفاق التي تميزت بصياغات عامة، ستسعى إسرائيل إلى بلورة اتفاق شامل للسلام في المنطقة، وتلتزم بكافة الاتفاقات المبرمة، وتتعهد بمواصلة مفاوضات التسوية. ورغم دور باراك في التغاضي، بل في توفير الغطاء للبناء الاستيطاني، حسبما كشف النقاب هذا الأسبوع، تضمن الاتفاق المبدأي أن تعمل الحكومة على فرض القانون على البؤر الاستيطانية العشوائية، إلا أن الاتفاق تضمن أيضا فرض قوانين البناء على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وبموجب الاتفاق يحصل حزب العمل على خمسة حقائب وزارية: الأمن والصناعة والتجارة، والرفاه، والزراعة، وزيرا مسؤولا عن «شؤون الأقليات». يحصل حزب العمل أيضا على نائبي وزير ورئاسة لجنة الخارجية والأمن لفترة معينة.

ويشمل الاتفاق شؤونا اقتصادية واجتماعية، بما فيها زيادة ميزانيات التأهيل المهني، وزيادة فترة الاستحقاق لمخصصات البطالة.

وقال مكتب باراك عقب التوقيع على الاتفاق أنه «حقق إنجازات كبيرة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، وفي مواجهة التحديات الاقتصادية، واتفاق على دفع العملية السياسية، إلى جانب شؤون أخرى تتعلق بترتيبات الحكم وسلطة القانون».

وفور الإعلان عن توقيع الاتفاق انبرى المؤيدون للدفاع عنه والمعارضون للنيل منه، وقال شالوم سمحون المقرب من باراك إن الاتفاق «إنجاز دراماتيكي بكل المعايير». واضاف: شاركت في ثلاث حكومات، ولكن لم أشهد إنجازا بهذا الحجم.

إلا أن أوفير بينيس أحد أقطاب المعارضة اعتبر الاتفاق «ذرا للرماد في العيون»، وقال: يحاولون شراءنا بالحقائب الوزارية وتصريحات فارغة من المضمون، سيثبت المجلس العام اليوم أن الحزب ليس للبيع ولم ينه طريقه التاريخي".

سكرتير حزب العمل، إيتان كابل هاجم الاتفاق، واعتبر أن الحديث يجري عن تصفية للمبادئ. وفشل باراك خلال لقائه بكابل بعد توقيع الاتفاق مع الليكود من إقناعه بتأييد الاتفاق.

كما هاجم حزب "كاديما" الاتفاق وقال عضو الكنيست شلومو مولا، أن باراك تنصل من التسويات السياسية ودق المسمار الأخير في نعش أيدلوجية الحزب العريق الذس أسس الدولة من أجل مصالح شخصية ورغبة في البقاء في السلطة.

من جانبها قالت عضو الكنيست، أوريت نوكيد، التي كانت تتأرجح بين تأييد ومعارضة الاتفاق مع الليكود، إنها على ضوء الواقع الاقتصادي والأمني قررت تأييد الاتفاق.

وقد انضم المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، ورئيس حزب العمل إيهود باراك، صباح اليوم الثلاثاء، إلى طاقمي المفاوضات الائتلافية التابعين للحزبين اللذين اجتمعا طوال الليل في "رمات غان"، وذلك في محاولة للتوصل إلى تفاهمات أخيرة وبلورة مسودة أولى لاتفاق ائتلافي.

وفي المقابل، فإن باراك سوف يواجه امتحانا صعبا أمام مؤتمر حزب "العمل"، حيث سيطلب من الأعضاء المصادقة على الاتفاق الائتلافي، وتخويله صلاحية تحديد قائمة الوزراء ونواب الوزراء، الأمر الذي يقتضي تغيير قانون الحزب، كما يوسع الشرخ الحاصل بينه وبين المعارضين للانضمام إلى الائتلاف الحكومي، في ظل توقعات تشير إلى تعادل المعسكرين.

وكان من المقرر أن ينعقد مؤتمر حزب العمل في الثالثة والنصف من بعد ظهر الثلاثاء. وبعد انتهاء الكلمات، سيجري التصويت بشكل سري.

تجدر الإشارة إلى أن هناك 7 أعضاء كنيست من العمل يعارضون الائتلاف، وهم شيلي يحيموفيتش وأوفير بينيس وإيتان كابل وعمير بيرتس وداني بن سيمون ويولي تمير وأفيشاي برفرمان. وقام هؤلاء بإيصال رسالة إلى نتانياهو مفادها أن الاتفاق الائتلافي بين العمل والليكود لن يكون ملزما لهم، لأن باراك عمل بدون أي صلاحية. ضمن ردود الفعل على الاتفاق الائتلافي بين حزبي الـ"ليكود" و"العمل"، تصاعدت حدة الخلافات داخل الـ"ليكود"، ووجهت الاتهامات لبنيامين نتانياهو بدفع ثمن كبير مقابل نصف كتلة "العمل"، خاصة وأن الاتفاق قد أبقى بيد الـ"ليكود" 6 حقائب وزارية فقط.

وعلم أن حدة الغضب تصاعدت بعد أن تبين أن انضمام "العمل" إلى حكومة نتانياهو أصبح أمرا واقعا، في أعقاب قرار مؤتمر "العمل" خلال التصويت الذي جرى مساء أمس، الثلاثاء.

وعلى أرض الواقع فإن نتانياهو يكون بذلك قد وزع 14 حقيبة وزارية في الاتفاقات الائتلافية مع "يسرائيل بيتينو" و"شاس" و"العمل". وبذلك يتبقى لدى الـ"ليكود" 6 حقائب وزارية فقط، هي "المالية" و"المواصلات" و"المعارف" و"حماية البيئة" و"الاتصالات" وما تسمى بوزارة "تطوير/تهويد النقب والجليل".

ويتنافس على هذه الوزارات الست 11 متنافسا من الــ"ليكود" على منصب وزير، ما يعني أنه قد يكون هناك 4-5 وزراء من الحزب بدون وزارة، ومن المتوقع أن يكون بينهم بيني بيغين وموشي يعالون. وكان يفترض أن يحصل الأخير على حقيبة الأمن، إلا أن الاتفاق مع "العمل" أبقى الحقيبة بيدي إيهود باراك.

ونقل عن مسؤول كبير في الليكود قوله إن "الوضع في الحزب صعب، والمرشحون لتولي مناصب وزارية يعيشون حالة من التوتر، ويخشون التحدث عن ذلك خشية أن يؤدي ذلك إلى عدم تعيينهم في أي وزارة.

التعليقات