22/06/2009 - 06:54

باراك من القاهرة: خطاب نتنياهو خطوة كبيرة الى الأمام؛ وهناك مصلحة مشتركة للكفاح ضد إيران

يتوقع أن يبحث باراك مع المصريين الترتيبات اللازمة لفتح معابر قطاع غزة بناء على طلب الإدارة الأمريكية وتثبيت التهدئة في قطاع غزة

باراك من القاهرة: خطاب نتنياهو خطوة كبيرة الى الأمام؛ وهناك مصلحة مشتركة للكفاح ضد إيران
أنهى وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، زيارة للقاهرة استمرت عدة ساعات، وأشاد في مؤتمر صحفي بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو معتبرا أنه «خطوة كبيرة للأمام»، وقال إن هناك فرصة «فريدة لعملية السلام لان المصلحة المشتركة واضحة جدا فيما يتعلق بالكفاح ضد إيران».

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعرب، في خطابه يوم الأحد الماضي، عن استعداده للاعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح دون القدس ودون حق العودة ودون السيطرة على أجوائها، شريطة اعترافهم بإسرائيل كدولة يهودية، والحصول على ضمانات دواية بأن تكون منزوعة السلاح.

وقال باراك في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع الرئيس حسني مبارك: "أوضح ( نتنياهو) أن النتيجة الختامية وهي هدف العملية كلها هي أن يقوم وضع يعيش فيه الشعبان الفلسطيني والاسرائيلي جنبا الى جنب في دولتين في جوار طيب وسلام وأمن."

ومضى قائلا "انها حقا فرصة فريدة لعملية السلام لان المصلحة المشتركة واضحة جدا فيما يتعلق بالكفاح ضد إيران الساعية للهيمنة وضد الإرهاب المتشدد وضد انتشار الاسلحة النووية."

ووصف باراك ما صرح به نتنياهو حول الدولة الفلسطينية بأنه "خطوة كبيرة الى الامام" من جانب اسرائيل في المساعدة على دفع السلام. وقال باراك "حقيقة أنه (الخطاب) لاقى قبولا حسنا من البيت الابيض... تعني أن الامريكيين يقرأونه بنفس الطريقة."

وأضاف "من الواضح الى الان أن هناك خلافات معينة حول كيفية تطبيق أوجه عملية معينة فيه لكنني أعتقد أنه في الأسابيع المقبلة سنحاول أن نفصلها ونمهد الطريق للتحرك الى الامام."

وقال باراك للصحفيين عم محادثاته مع المسؤولين المصريين إنها " تناولت مجموعة واسعة من القضايا والتطورات الجارية في منطقة الشرق الاوسط" التي قال انها "تواجه في هذه المرحلة مجموعة من التحديات (يمثلها) حزب الله وحماس والارهاب المتطرف وايران".

واضاف انه تم تخصيص "بعض الوقت من اجل مناقشة التطورات الجارية على الساحة الايرانية بعد اجراء الانتخابات الرئاسية".
وقال ان "الاحداث الجارية تعكس مدى التوتر الذي يطفو على السطح في الساحة الايرانية".

واشار الى انه تم الطرق كذلك الى "الاحتمالات الناجمة عن مواصلة ايران جهودها من اجل البزوغ كقوة نووية في المنطقة والظهور كقوة اقليمية مهيمنة"، معتبرا ان هذه المساعي "تمثل تحديا لدول المنطقة والعالم".

وتابع باراك انه تم كذلك تناول "الاوضاع في لبنان بعد الانتخابات الاخيرة والاوضاع في غزة" اضافة الى قضية الجندي "جلعاد شاليط وجهود الافراج عنه".

وغادر باراك القاهرة بعد زيارته التي استمرت عدة ساعات.

وقال مبارك ان مطلب اسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية يقوض جهود السلام. وقال انه أبلغ نتنياهو الذي زار مصر الشهر الماضي بأن محادثات السلام يجب أن تستأنف من النقطة التي انتهت عندها.
وقالت وكالة أنباء الشرق الاوسط أيضا ان وزراء الخارجية العرب سيحتمعون في القاهرة يوم الاربعاء لمناقشة خطاب أوباما واقتراح نتنياهو.

خطة مصرية شاملة

وجاءت زيارة باراك بعد أسبوع من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وضع العصي في عجلة التسوية.
وتسعى مصر إلى الدفع قدما بخطة شاملة تشمل مصالحة فلسطينية، وتشكيل لجنة فصائلية تدير قطاع غزة حتى موعد الانتخابات التشريعية، وتشمل أيضا رفع الحصار، وإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، والتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد.

يقود هذه الخطة وزير المخابرات المصرية عمر سليمان، وأشارت مصادر مصرية إلى إلى أن مصر حصلت على موافقة الولايات المتحدة على الخطة، وإذا ما تعاونت إسرائيل معها سيبدأ تنفيذها ابتداء من الشهر المقبل.

ويتوقع أن يبحث باراك مع المصريين الترتيبات اللازمة لفتح معابر قطاع غزة بناء على طلب الإدارة الأمريكية وتثبيت التهدئة في قطاع غزة. كما من المتوقع أن يطالب باراك المصريين بمزيد من الجهود لوقف عمليات التهريب إلى قطاع غزة عن طريق سيناء.

وقال مقربون من باراك لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن باراك سيطرح أيضا موضوع الأسير الإسرائيلي في قطاع غزة، وصفقة التبادل مع حماس.

وقالت مصادر أمنية إسرائيلية إن الرئيس المصري الذي تقود بلاده جهود الوساطة للمصالحة الوطنية الفلسطينية سيبحث مع باراك موقف الحكومة الإسرائيلية من تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة أو حكومة وحدة وطنية فلسطينية بمشاركة حركة المقاومة الإسلامية حماس. وقالت المصادر أن باراك يلعب دور الوسيط بين المصريين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال مسؤول مصري قبل أيام أن إن خطة المصالحة المصرية بين "فتح" و"حماس" تشمل تشكيل لجنة مشتركة مؤلفة من 12 عضوا يمثلون كافة القوى الفلسطينية وتكون تحت إشراف غير مباشر لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وحسب المسؤول المصري «يقتصر عمل اللجنة على قطاع غزة»، الأمر الذي كانت تعارضه حركة حماس طوال الوقت. وقال المسؤول إن اللجنة ستكون «مخولة بالعمل فقط في قطاع غزة، وتتولى مسؤولية إعادة إعمار غزة، ودفع الاصلاحات الحكومية والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية في عام 2010». وستشمل أيضا « التزام جميع الفصائل باحترام نتائج الانتخابات وأن تسمح للحكومة المنتخبة بالحكم في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة».

وحسب المسؤول المصري، ستنتشر في قطاع غزة قوات عسكرية من مصر والسعودية والامارات والمغرب ودول عربية اخرى لمساعدة القوات الفلسطينية المشتركة في المحافظة على النظام حتى اجراء هذه الانتخابات وخلالها".

وعلى صعيد ما نشر حول حصول تقدم في ملف تبادل الأسرى، نفت مصادر سياسية إسرائيلية ذلك. وقالت إنه لم يحصل أي تقدم في هذا الملفظ. وأشاروا إلى أن المنسق الخاص حخاي هداس أقام مؤخرا طاقم عمل وبدأ ببحث السبل لإحراز تقدم في هذا الموضوع.

وكانت صحيفة هآرتس ذكرت قبل ايام أن الإدارة الأمريكية طالبت الحكومة الإسرائيلية في مذكرة دبلوماسية بتوسيع فتح المعابر التجارية مع قطاع غزة وزيادة كميات الغذاء والدواء التي تدخل إلى قطاع غزة، والسماح بإدخال مواد البناء لإعادة إعمار قطاع غزة بعد الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل قبل شهور. والهدف بحسب المذكرة "تعزيز قوة السلطة الفلسطينية مقابل حماس".

وقالت الصحيفة أن المذكرة وصلت قبل أسابيع وعبرت فيها الإدارة الأمريكية عن تنديدها الرسمي بسياسة إسرائيل اتجاه قطاع غزة. وطالبت بتوسيع فتح المعابر وزيادة كميات البضائع، إلى جانب السماح بدخول مواد البناء. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية وإسرائيلية أن المذكرة أرفق إليها رسالة شفهية تفيد بأن ربط إسرائيل قضية المعابر بالجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غير مجد.


التعليقات