25/06/2009 - 09:51

هآرتس: خطة أمريكية للسلام بين سوريا وإسرائيل تقايض مواقف سوريا بـ«محمية طبيعية»

الإدارة الأمريكية تعكف على إعداد مبادرة للسلام بين سوريا وإسرائيل تعتمد على تحويل قسم من هضبة الجولان لمحمية طبيعية تكون متاحة للسوريين والإسرائيليين

هآرتس: خطة أمريكية للسلام بين سوريا وإسرائيل تقايض مواقف سوريا بـ«محمية طبيعية»

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الإدارة الأمريكية تعكف على إعداد مبادرة للسلام بين سوريا وإسرائيل تعتمد على تحويل قسم من هضبة الجولان لمحمية طبيعية تكون متاحة للسوريين والإسرائيليين. وتشمل المبادرة انسحابا إسرائيليا وتفكيك المستوطنات إلا أن ذلك يمتد على عدة سنوات ويكون منوطا بخطوات سورية أهمها وقف مساندة فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية والابتعاد بشكل تدريجي عن إيران.

وقالت الصحيفة أن قرار الولايات المتحدة إعادة سفيرها إلى دمشق، وزيارة المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، تدخل أيضا في سياق تمهيد الأرضية لتجديد مسار التفاوض السوري الإسرائيلي برعاية الولايات المتحدة وبمشاركة تركيا.

وحسب المبادرة ستكون هضبة الجولان منطقة منزوعة السلاح، وسيقام في جزء منها "محمية طبيعية" – «بارك السلام» يكون الدخول فيه متاحا في ساعات النهار للمتنزهين من جانبي الحدود بشكل حر.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمريكي قوله: "نحن مستعدون للمض قدما مع سوريا مع سوريا، عن طريق الحوار المباشر والمتواصل، وإحدى الطرق لذلك هي تعيين سفير".

وحسب المصدر ذاته: يعتقد الأمريكيون أن انشغال النظام الإيراني في الأزمة الداخلية خلق فرصة نادرة لخطوات تقارب بين سوريا والولايات المتحدة وتجديد المفاوضات مع إسرائيل". ويتابع: "الرئيس المصري حسني مبارك حث الرئيس أوباما على تجنيد الرئيس السوري بشار الأسد للجهود المصرية للتوصل إلى تسوية بين فتح وحماس حتى السابع من يوليو/ تموز المقبل، والذي بموجبه ستشكل لجنة مشتركة من كافة الفصائل الفلسطينية، تكون خاضعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس". وأضاف: "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في دمشق هو العقبة الأساسية أمام التسوية المصرية".

وتقول الصحيفة: "الجنرال في الاحتياط، أوري ساغي، الذي كان رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي مع سوريا، في فترة حكومة باراك، قال قبل أيام في محاضرة في القدس أن الأسد لا يبالغ بقوله إنه يمكن رؤية 80% القضايا بين سوريا وإسرائيل محلولة. شاغي أشار أن العقبة ليست الترتيبات الأمنية، بل خط الحدود. وكشف أن موقف السوريين في المفاوضات تغير بعد أن تبين لهم أن في أماكن حيوية خط الرابع من حزيران الحدودي أسوأ بالنسبة لهم من خط الحدود الدولي. وحينها أبدوا استعدادا للتباحث في اقتراحات للجسر على هذا الالتباس في خط الحدود، وأهمها إقامة "بارك السلام" على جانبي الحدود".

وكان فريديريك هوف، نائب المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشيل، والمكلف بملف سوريا ولبنان، عرض مؤخرا مسودة اقتراح، تشمل تحويل جزء كبير من هضبة الجولان إلى "محمية طبيعية" تكون مفتوحة في ساعات النهار للمتنزهين من طرفي الحدود. وقال د. يغئال كيفنيكس، الذي اكتسب خبرة في موضوع الحدود بين إسرائيل وسوريا، إنه سأل هوف لماذا كشف عن خطته رغم أنه عرف بأنه مرشح لتوالي ملف سوريا، فرد قائلا، إنه يريد أن يثبت قبل أن بدء المفاوضات أن الولايات المتحدة لديها حلول ممكنة للخلافات الأساسية بين إسرائيل وسوريا.

وتشمل "المحميات الطبيعية" التي عرضها هوف، جزءا كبيرا من هضبة الجولان ومقطع من غور الأردن، بما في ذلك الشاطئ الشمالي الشرقي لبحيرة طبريا.
وستكون المنطقة منزوعة السلاح خاضعة لرقابة دولية بقيادة الولايات المتحدة، وسيكون الانسحاب الإسرائيلي وتفكيك المستوطنات ممتدا على عدة سنوات بالتوازي مع خطوات تطبيع، تشمل وقف مساندة سوريا لحزب الله وحماس، والابتعاد التدريجي عن إيران".

وتضيف: "الدول العربية وقفت خلف الموقف الفلسطيني الذي يشترط تجديد العملية السياسية وخطوات التطبيع بتجميد كلي للبناء في المستوطنات. وهذا الموقف تم إيضاحه للأمريكيين، وهو دافع أساسي لرفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحل وسط حول النمو الطبيعي وللبناء في التكتلات الاستيطانية. ويخشى الرئيس أن التنازل في هذا الشأن سيقوض جهوده بتفعيل قنوات المفاوضات الثنائية والمتعددة الأطراف بصيغة مؤتمر مدريد عام 1991".

التعليقات