14/09/2009 - 08:12

نتنياهو حث مبارك على إقناع عباس بتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين دون تجميد كلي للاستيطان وإقناع الدول العربية بالمساهمة في العملية السياسية

نتنياهو يجدد التأكيد مواقفه المتشددة معلنا أن «القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل وستبقى إلى الأبد». معتبرا أن المستوطنين هم مواطنون صالحون

نتنياهو حث مبارك على إقناع عباس بتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين دون تجميد كلي للاستيطان وإقناع الدول العربية بالمساهمة في العملية السياسية
اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القاهرة مساء أمس الأحد مع الرئيس المصري حسني مبارك. وذكرت مصادر إسرائيلية أن المباحثات تركزت حول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو حث الرئيس المصري على ممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل والتخلي عن شرط تجميد الاستيطان بشكل كلي. وأضافت أن نتنياهو يتوقع أن تقوم مصر بإقناع الدول العربية بأن تضطلع بدور فعال والمساهمة في الجهود لتجديد المحادثات مع الفلسطينيين.

وقد توجه نتنياهو إلى القاهرة بعد جلسة الحكومة الأسبوعية، ورافقه في الزيارة نائبه رئيس حزب "شاس" ووزير الداخلية إيلي يشاي. وأوضحت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو والوفد المرافق له تناولوا وجبة إفطار رمضان على مائدة الرئيس المصري.

ووصف سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية المباحثات بأنها «هامة وصريحة»، مشيرا إلى أنها «تركزت مجملها حول قضية السلام».

وقال عواد عقب المباحثات إن الرئيس مبارك «دعا إسرائيل لوقف كافة الأنشطة الإستيطانية بما فى ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات»، كما دعا «للتوقف عن محاولات تهويد القدس وحذر من الإنعكاسات الخطرة لذلك على جهود السلام». وأكد على «ما للقدس من حساسية ومكانة خاصة فى العالمين العربي والإسلامي».

وبحسب سليمان، شدد الرئيس مبارك على ضرورة إستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني من حيث توقفت، مؤكدا عدم جدوى الحديث عن دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة. ودعا للتفاوض على الحدود النهائية للدولة الفلسطينية بما يفتح الطريق أمام الإتفاق على كافة قضايا الوضع النهائى خلال إطار زمنى محدد ودون استبعاد أى منها من عملية التفاوض.

وحول الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة دعا الرئيس مبارك إسرائيل لمزيد من التسهيلات ورفع الحواجز بالضفة الغربية كما دعا لرفع الحصار عن غزة وتسهيل حركة الفلسطينيين بين الضفة والقطاع.

وفي وقت سابق حمل نتنياهو خلال جلسة الحكومة الأسبوعية مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان إلى الحكومة اللبنانية. وبالرغم من الاشتراطات والإملاءات التي يحاول فرضها على الفلسطينيين، اتهم السلطة الفلسطينية بوضع العراقيل أمام المفاوضات السياسية.

وقال نتينياهو في مستهل الجلسة إن إسرائيل «تنظر بخطورة بالغة» إلى إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان. مضيفا «قلت في الماضي أننا لن تتعامل بضبط النفس حيال إطلاق النار على إسرائيل ولن نتقبل أي إرهاب يوجه للمواطنين الإسرائيليين».

وأشار نتنياهو إلى أنه بالإضافة على الرد المدفعي قامت إسرائيل بتقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي». واعتبر أن إطلاق النار هو «خرق لقرار 1701 »، محملا مسؤولية إطلاق القذائف الصاروخية للحكومة اللبنانية. وقال: " نحن نرى في الحكومة اللبنانية مسؤولية عن كافة الخروقات تلك والهجمات العدوانية من جنوب لبنان".

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا: " بموازاة تلك النشاطات نحن نواصل الدفاع عن أنفسنا، على المستوى الأمني وفي إطار المجموعة الدولية- إلى جانب الجهود لدفع السلام".

وعن اللقاءات السياسية قال: "بعد لقائي اليوم مع الرئيس حسني مبارك سألتقي مع السيناتور الأمريكي جورج ميتشيل من أجل دفع العملية السياسية مع الفلسطينيين. مضيفا " ثمة عمل يجب أن ننجزه، وآمل أن نتمكن من جسر الفجوات من أجل تحريك العملية السياسية".

ورغم المواقف السياسية المتشددة التي يعرضها والاشتراطات التي يسوقها على الفلسطينيين تابع قائلا: " ليس نحن من نضع العراقيل، من جانبنا لا يوجد أي عوائق للشروع في المفاوضات السياسية".


نتنياهو يستبق لقاءه مع الرئيس المصري برفض أي مفاوضات حول القدس


هذا واستبق زيارته إلى مصر ولقاءه مع المبعوث الأمريكي الخاص جورج ميتشيل يوم غد الاثنين بتجديد التأكيد مواقفه المتشددة معلنا أن «القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل وستبقى إلى الأبد».

ووصف نتنياهو المستوطنين بأنهم «مواطنون أوفياء وصالحون، يحق لهم أن يعيشوا حياة طبيعية». مؤكدا أن «القدس الموحدة هي عاصمة الشعب اليهودي وستبقى كذلك إلى الأبد».

وقال نتنياهو في كلمة ألقاها في اجتماع احتفالي لناشطي حزب الـ "ليكود" يوم أمس إن إسرائيل «مستعدة لتقديم تنازلات من أجل السلام ولكنها لا توهم نفسها». مضيفا «نحن غير مستعدين أن نكون ساذجين».


وتأتي زيارة نتنياهو للقاهرة قبل انعقاد اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 23 الجاري، التي يتوقع أن يعلن فيها عن تجميد جزئي ومؤقت للاستيطان تمهيدا للاجتماع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، يعلن فيه عن إعادة إطلاق العملية السياسية.

وتتزامن زيارة نتنياهو للقاهرة مع وصول المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى المنطقة حيث سيجتمع مع رئيس السلطة الفلسطينية يوم الثلاثاء ومع رئيس الحكومة الإسرائيلية. ويتوقع أن يشهد لقاء ميتشيل نتنياهو يوم الاثنين وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لتجيد الاستيطان، قال مسؤولون إسرائيليون أنه لن يشمل القدس. موضحين أن نقطة الخلاف بين الجانبين هي مدة التجميد وما بعدها.

وأعلنت السلطة الفلسطينية على لسان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يوم أول أمس الجمعة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «سيرفض أي حلول وسط بخصوص وقف الاستيطان»، إلا أن التقديرات تشير بأن عباس ستعرض لضغط شديد للقاء نتنياهو مهما كانت صيغة التجميد التي سيعلن عنها.

التعليقات