24/09/2009 - 06:20

أوباما لا يقبل شرعية المستوطنات ويدعو لاستئناف المفاوضات "دون شروط" ونتنياهو يرحب بالخطاب

أوباما: الولايات المتحدة لا ترى استمرار النشاط الاستيطاني الاسرائيلي شرعيا ولكنه اعتبر أن الوقت قد حان لاستئناف المفاوضات السياسية بدون شروط مسبقة

 أوباما لا يقبل شرعية المستوطنات ويدعو لاستئناف المفاوضات
رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في كلمته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من على نفس المنبر.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاربعاء انه يرحب بدعوة الرئيس الامريكي باراك اوباما لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين "دون شروط مسبقة".

وقال في مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي أذيعت من نيويورك ردا على كلمة أوباما أمام الجمعية العامة للامم المتحدة "أقدرها بشدة."

وقال نتنياهو "أعتقد أن هذه مباركة مهمة. قال الرئيس .. فلنستأنف عملية السلام دون شروط مسبقة. كما تعلمون .. أقول ذلك منذ نحو ستة شهور. شعرت بسعادة."

وأضاف رئيس الوزراء الاسرائيلي أنه رأى رسالة أوباما الرئيسية أيضا من القمة الثلاثية يوم الثلاثاء التي جمعتهما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أنها "فلنبدأ التحرك.. ونتوقف عن وضع معوقات.. مثلما يفعل الفلسطينيون للاسف."

وقال نتنياهو انه يرحب أيضا بما وصفه دعم أوباما "المطلق لاسرائيل كأمة للشعب اليهودي" في كلمته بالامم المتحدة.

وفي وقت سابق قال نتنياهو: "أبارك خطاب الرئيس أوباما الهام. بما يتعلق بدعوته لتجديد عملية السلام دون شروط مسبقة. كما أبارك مساندة الرئيس الأمريكي التي لا لبس فيها لإسرائيل كدولة الشعب اليهودي".

وأضاف: استمعت باهتمام كبير لدعوة رئيس الولايات المتحدة للدول العربية للوقوف بشكل جلي وتأييد جهود دفع السلام الإقليمي، ولكلمات التقدير التي عبر عنها حول التسهيلات التي قامت بها الحكومة في الشهور الأخيرة في الضفة الغربية من أجل تحسين ظروف معيشة السكان الفلسطينيين ودعم اقتصادهم".

وتابع نتنياهو: "هذا التقارب في موقفي إسرائيل والولايات المتحدة هو ثمرة اتصالات كثيرة وسياسة الشفافية التي انتهجتها، وهي بالطبع نتيجة النية الحسنة لدى الجانبين".

أوباما لا يقبل شرعية المستوطنات ولكنه لا يدعو إلى وقف الاستيطان ويدعو لاستئناف المفاوضات دون شروط

قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان الولايات المتحدة تعتبر مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة غير شرعي.

وقال اوباما في اول خطاب له امام الجمعية العامة للامم المتحدة "لا نزال ندعو الفلسطينيين الى وقف الاستفزازات ازاء اسرائيل ونواصل التأكيد على ان الولايات المتحدة لا تقبل بشرعية مواصلة الاستيطان الاسرائيلي (في الضفة الغربية)".

وتعتبر مسألة الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، إلى جانب المواقف المتعنتة لحكومة نتنياهو من قضايا الحل الدائم العقبة الأساسية لتعثر المحادثات التي توقفت اواخر 2008.

واكتفى اوباما خلال اللقاء بالاشارة الى «لجم» الاستيطان وحث الفلسطينيين والاسرائيليين على استئناف المحادثات باسرع ما يمكن.

وقال اوباما امام الامم المتحدة "ساواصل السعي من اجل احلال سلام عادل ودائم بين اسرائيل وفلسطين والعالم العربي"، مشيرا الى "تقدم" في اللقاء الثلاثي.

واضاف "لقد آن الاوان لاعادة اطلاق، وبدون شروط، محادثات الوضع النهائي التي تشمل امن الاسرائيليين والفلسطينيين والحدود واللاجئين ومدينة القدس". وترفض اسرائيل الحديث عن عودة اللاجئين الفلسطينيين الذين تهجروا غداة اعلان دولة اسرائيل في 1948. كما تستبعد اي تقاسم للقدس التي احتلت القسم العربي منها في 1967 وضمته.

وتابع اوباما "الهدف واضح: دولتان تعيشان في سلام وامن جنبا الى جنب. دولة اسرائيل يهودية تحفظ امن كل الاسرائيليين ودولة فلسطينية قابلة للحياة مستقلة ومتواصلة جغرافيا مما يضع حدا للاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ في العام 1967".

ورحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات اوباما. واعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس في نيويورك "نحن نقدر تصريحات الرئيس اوباما حول لا شرعية المستوطنات وحول الدعوة لوقف الاحتلال الذي بدأ في العام 1967".

ولكن في غزة، اعتبرت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة حماس تصريحات الرئيس الاميركي حول اسرائيل يهودية "اسقاطا لحق العودة" للاجئين الفلسطينيين.
وقال طاهر النونو الناطق باسم الحكومة المقالة لوكالة فرانس برس ان "حديث الرئيس اوباما عن يهودية الدولة اسقاط لحق العودة". واشار النونو الى الى ان "خطاب اوباما امام الجمعية العامة للامم المتحدة يؤكد انه لا تغيير ملموس في سياسة ادارته".

من جهة اخرى حذر اوباما الاربعاء في قمة الامم المتحدة من ان برنامجي كوريا الشمالية وايران النوويين يهددان باخذ العالم الى "منحدر خطر". وجدد اوباما تعهده بالعمل من اجل عالم خال من الاسلحة النووية، وقال ان جميع الدول ستكون اقل امنا اذا تجنب بعضها عمليات التفتيش الدولية.واضاف ان "حكومتي كوريا الشمالية وايران، بافعالهما حتى اليوم، تهددان باخذ العالم الى هذا المنحدر الخطر".

وقال اوباما الذي وعد بعهد جديد من الالتزام الاميركي انه يؤيد مقاربة دبلوماسية مع كوريا الشمالية وايران "تفتح الطريق امام ازدهار اكبر وسلام اكثر امنا للدولتين اذا ما التزمتا بتعهداتهما".
وتابع "لكن اذا اختارت حكومتا كوريا الشمالية وايران تجاهل القواعد الدولية واذا وضعتا سعيهما للحصول على اسلحة نووية قبل الاستقرار الاقليمي واذا تجاهلتا مخاطر تصعيد سباق التسلح النووي في شرق اسيا والشرق الاوسط، عندها يجب محاسبتهما". وصرح "يجب ان يقف العالم متحدا ليثبت ان القانون الدولي ليس وعدا فارغا وان الاتفاقيات يحب ان تنفذ. علينا ان نصر ان المستقبل لن يكون رهينة الخوف".

واعتبر السفير الروسي في الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك الاربعاء ان الحل السياسي ممكن مع ايران بشان برنامجها النووي، مشيرا الى ان مسالة العقوبات لا تحتل المرتبة الاولى. وقال السفير، وهو مفاوض سابق حول المسائل النووية الايرانية ومساعد سابق لوزير الخارجية، لوكالة فرانس برس "بالنسبة الينا، المسالة اليوم ليست معرفة ما اذا كان ينبغي فرض عقوبات ام لا، وانما ايجاد حل سياسي لانهاء المشكلة".

واضاف "هناك فرصة لذلك ونعمل عليها". وقال السفير ايضا "الاولوية اليوم هي في البدء بحوار جدي مع الايرانيين حول كيفية الخروج من هذا الوضع". وتابع يقول "ان موقفنا لا يزال مرنا"، مضيفا "المسالة الوحيدة هي معرفة ما هي اولويات المجتمع الدولي".

كما وجه الرئيس الاميركي رسالة صارمة الى قادة العالم حضهم فيها على العمل معا لحل المشاكل الاكثر الحاحا. وقال اوباما بعد تصفيق حار من قادة نحو 120 دولة وحكومة "ان من كانوا ينتقدون الولايات المتحدة بسبب عملها لوحدها في العالم لا يمكنهم الان الوقوف والتفرج على الولايات المتحدة وهي تحل مشاكل العالم لوحدها".

واضاف ان "الوقت قد حان للعالم للتحرك في اتجاه جديد .. وعلينا ان ندخل في حقبة جديدة من المشاركة تقوم على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل، ويجب أن يبدا عملنا الان".

وقال في كلمة امام الجمعية "الان هو الوقت المناسب للتحرك بروح من التعددية المتجددة، وخلق امم متحدة ذات عمل جماعي حقيقي". ووجه اوباما انتقادات للامم المتحدة وقال انه "مما يدعو الى الحزن ولكن ليس الى الدهشة، ان هذه المنظمة تحولت في كثير من الاوقات الى منبر لزرع الخلاف بدلا من بناء ارضيات مشتركة".

واضاف "من السهل الحضور الى هذا المنبر والاشارة باصابع الاتهام والتحريض على الفرقة. لا شيء اسهل من القاء اللوم في مشاكلنا على الاخرين، واخلاء انفسنا من مسؤولية خياراتنا واعمالنا".

وقال الرئيس الاميركي "فكروا في المسار الذي سنكون عليه اذا فشلنا في مواجهة الامر الواقع. سيزرع المتطرفون الرعب في جيوب في العالم. والنزاعات المطولة ستستمر". واضاف ان ذلك سينتج عنه "الابادة والفظائع الجماعية، وعددا متزايدا من الدول التي تمتلك اسلحة نووية. وجبال ثلجية ذائبة وشعوب منهوبة. وفقر مستمر وامراض منتشرة".

التعليقات