02/11/2009 - 05:39

كلينتون تتبنى مواقف نتنياهو: تجميد الاستيطان ليس شرطا لاستئناف المحادثات

نتنياهو: نحن مستعدون لتبني سياسة كبح جماح البناء في المستوطنات على أن تتيح حياة طبيعية للمستوطنين *ليبرمان: لا يوجد ما نتحدث عنه مع الفلسطينيين

كلينتون تتبنى مواقف نتنياهو: تجميد الاستيطان ليس شرطا لاستئناف المحادثات
وقفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، هيلاري كلينتون، الأحد، من وراء المواقف الإسرائيلية، وقالت في مؤتمر صحفي قبل لقائها برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن تجميد الاستيطان ليس شرطا لاستئناف المفاوضات. وأثنت على تصريحات نتنياهو، معتبرة أن مطلب الفلسطينيين تجميد الاستيطان هو مطلب حديث العهد ولم يطرح من قبل. وأشادت باستعداد نتنياهو لـ «كبح جماح» البناء في المستوطنات واعتبرت ذلك خطوة «غير مسبوقة».

وقالت كلينتون إن جهود الإدارة الأمريكية تنصب في المرحلة الراهنة على تجديد المفاوضات. وقالت إن «المواقف التي تطرحها الأطراف في بداية المفاوضات قابلة للتغيير». وأضافت قائلة: الرئيس أوباما وأنا مصممان على دفع عملية السلام من أجل ضمان مستقبل إسرائيل ومن أجل تحقيق طموحات الفلسطينيين.

وقال نتنياهو إن «إسرائيل على استعداد لاستئناف المفاوضات فورا ودون شروط مسبقة». متهما الفلسطينيين بأنهم يطرحون شروط مسبقة لم تطرح في السابق. وقال إن «إسرائيل لن تبني مستوطنات جديدة». واردف قائلا: " نحن مستعدون لتبني سياسة كبح جماح البناء في المستوطنات على أن تتيح حياة طبيعية للمستوطنين". وأضاف أن شرط تجميد الاستيطان لم يطرح في السابق. معتبرا أن «الشروط لا تعود بالفائدة على السلام والمفاوضات».

وزعم نتنياهو ان حكومته أزالت حواجز في الضفة الغربية لسهيل تنقل الفلسطينيين. وقال نتنياهو قائلا: نحن نريد التقدم على مسارين، في المسار الفلسطيني وفي المسار الإقليمي. ونحن مستعدون للجلوس على طاولة المفاوضات فورا. وأضاف: "أوضحت في خطاب بار إيلان بأن إسرئايل تقبل الحق الفلسطيني إذا اعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية". وأضاف ان أنه «قبل عمليا في خطابه صيغة حل الدولتين للشعبين». واعتبر أن «الشروط المسبقة من قبل الفلسطينيين تعتبر تغييرا في السياسات، ونأمل أن يعيدوا تغييرها». وأن «الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق هو البدء بالمفاوضات».

من جانبها شددت كلينتون على ضرورة الشروع في مفاوضات ثنائية، دون أن تتطرق غلى طابعها وسقفها وما ستؤول إليه. وقالت متوجهة لنتنياهو: "أثني على كلمتك وعلى استعدادك للتوجه فورا إلى طاولة المفاوضات من أجل إقامة دولة للشعب الفلسطيني. نحن نؤمن أن إقامة دول فلسطينية تسهم في أمن إسرائيل". وأضافت أن «ما أدلى به نتنياهو صحيحا. إذ أنه لم يكن في السابق شروط مسبقة بتاتا". وأثنت على استعداد نتنياهو لـ «كبح جماح الاستيطان».

وكانت كلينتون قد اجتمعت في وقت سابق من مساء السبت مع وزير الأمن إيهود باراك، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان. وقال باراك خلال اللقاء إن «المفاوضات هامة لإسرائيل، للفلسطينيين وللولايات المتحدة». واعتبر أن «عدم وجود مفاوضات من شأنه أن يشجع حماس».

من جانبه أبدى وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، مواقف متشددة، وقال خلال لقائه مع كلينتون إنه لا يوجد ما تتحدث إسرائيل عنه مع الفلسطينييتن. واعتبر أن مطالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هي شروط مسبقة غير مقبولة على إسرائيل.

وقال ليبرمان: لا يعقل أن يضع الفلسطينيون شروطا مسبقة للمفاوضات. إذا كان الأمر على هذا النحو إسرائيل أيضا لديها شروط مسبقة ". وأضاف أن «مطلب الفلسطينيين تجميد البناء في المستوطنات يهدف إلى المس بالمفاوضات». وأضاف ليبرمان أنه «نصح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإرجاء المفاوضات إلى أن يسحب الفلسطينيون مطالبهم المتعلقة بتقرير غولدستون». وتابع: "طالما لا يقوم الفلسطينيون بسحب الدعوى ضد إسرائيل في محكمة لاهاي المتعلقة بتقرير غولدستون، لا جدوى، ولا يوجد عما نتحدث عنه معهم».

وقال ليبرمان إن السلطة الفلسطينية لم تطرح في السابق شروطا مسبقة للمفاوضات، لا مع حكومة باراك ولا حكومة شارون ولا حكومة أولمرت، وأجروا مفاوضات في ظل استمرار البناء في المستوطنات. واضح أن شروطهم المسبقة ترمي إلى إفشال المفاوضات".

وتأتي زيارة كلينتون الخاطفة إلى تل أبيب بعد اجتماعها في أبو ظبي مع رئيس رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك قد صرح في وقت سابق إن كلينتون ستبحث في اجتماعاتها مع المسؤولين الإسرائيلين الخطوات التي سنبغي اتخاذها من جانب إسرائيل السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة من أجل الشروع في مفاوضات خلال الأسابيع القريبة. ودعا باراك في بيان صحفي إلى بذل كافة الجهود لتجديد العملية السياسية مع الفلسطينيين. وقال إنه « من الضروري أن تبذل كافة الأطراف الجهود من أجل الشروع في مفاوضات»، واعتبر أن الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات هي «فرصة استثنائية». وقال إن «الطريق المسدود في العملية السياسية لا يخدم يوى حماس والجهات المتطرفة الأخرى في المنطقة».

وكان المبعوث الأمريكي الخاص قد اجتمع الخميس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمهيدا للقاء مع كلينتون.

ونقل عن مرافقين لميتشيل قولهم " إن الفجوات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تزال كما هي والطريق لا تزال مسدودة".

ونقلت مصادر إسرائيلية عن مكتب نتنياهو ان الاخير على استعداد لتجديد المفاوضات، ولكن بدون شروط مسبقة، معتبرا أن «رئيس السلطة الفلسطينية هو الذي يعيق إجراء المحادثات».

وأشارت المصادر ذاتها الى أن نتنياهو سوف يطلب من كلينتون زيادة الضغط على عباس لكي يوافق الأخير على تجديد المحادثات مقابل "بوادر حسنة" من قبل إسرائيل تجاه السلطة.

وأضافت المصادر أن نتنياهو سوف يؤكد لوزيرة الخارجية الامريكية انه سيكون على استعداد لدراسة مسارات أخرى، مثل تسوية مؤقتة، في حال عدم تجديد المحادثات واستمرار الجمود".!

يجدر الذكر أن نتنياهو يعرض على الفلسطينيين دولة فلسطينية منزروعة السلاح على جزء من الأراضي المحتلة عام 1967 دون القدس ودون حق العودة، مع ترتيبات خاصة في منطقة الأغوار، ودو سيادة على أجوائها، مقابل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية. كما يرفض تجميد الاستيطان تمهيدا لاستئناف المفاوضات، وتواصل الاستيطان والتهويد لفرض حقائق على الأرض.

التعليقات