22/01/2010 - 09:56

إحباط أمريكي من "عملية السلام" وتأكيدات إسرائيلية على أن العودة إلى المفاوضات تخدم مصلحة إسرائيل..

كلينتون: الولايات المتحدة ملتزمة بعملية السلام بغض النظر إذا كانت هذه الجولة الثانية أم العشرين * نتانياهو وباراك وليبرمان يجمعون على أن العودة إلى المفاوضات مصلحة إسرائيلية..

إحباط أمريكي من
في مؤشر على حالة الإحباط الأميركي من التقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط، أقر الرئيس باراك أوباما بصعوبة المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

واعترف أوباما في مقابلة مع مجلة "تايم"، نشرت الخميس، أن إدارته هوّنت من تقدير صعوبة حل الصراع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنها حددت توقعات أكبر مما ينبغي في بداية العام الأول من ولايته مطلع العام 2009.

وعزا الرئيس الأميركي توقعات إدارته الكبيرة إلى تهوينها من تقديرها للقيود السياسية الداخلية لدى الجانبين التي تحول دون اتخاذ خطوات جريئة من كلا الطرفين.

وبحسب أوباما فإن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يواجه تحديات متواصلة من حركة حماس. وأوضح أنه في الوقت نفسه يخضع نتنياهو لقيود تفرضها عناصر يمينية متشددة في حكومته الائتلافية تعارض تقديم "تنازلات" من أجل السلام.

ورغم التشاؤم الذي اعترف به أوباما بشأن عملية السلام أكد الرئيس الأميركي أنه سيواصل تحركه مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وصولا إلى حل الدولتين.

وفي محاولة من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لتوضيح تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بشأن حالة الإحباط مما يسمى بـ"عملية السلام" في الشرق الأوسط، قالت إن ما يقصده الأخير هو أن القضية في نهاية المطاف بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقالت كلينتون إنه بإمكان الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والدول العربية محاولة خلق الظروف لحل القضايا "غير العادية" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بيد أنه يجب أن يتخذ قرارات في الختام.

ولدى سؤالها في مؤتمر صحفي بمعية نظيرها البريطاني، ديفيد ميليبند، عن تصريحات أوباما، وفيما يشير إلى أن الولايات المتحدة لن تمارس أية ضغوطات على إسرائيل، قالت إن واشنطن ملتزمة بـ"عملية السلام"، بغض النظر عما إذا كانت هذه هي الجولة الثانية أم الجولة العشرين.

وقالت أيضا: "إن الولايات المتحدة ستواصل عمل كل ما يمكن أن تقوم بها من أجل خلق الأجواء المناسبة". وحثت الإسرائيليين والفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات، والبدء بمعالجة القضايا الصعبة التي تقف أمام ما أسمته "أمن دولة إسرائيل" وأمام "الدولة الفلسطينية".

ومن جهته قال السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة إنه "في غياب المحادثات فإن الثقة تتقلص بين الطرفين، في حين تستمر معاناة سكان قطاع غزة وجنوب إسرائيل.. وإذا لم يحصل أي تحرك على المستوى السياسي فمن الممكن أن يحصل تصعيد في الوضع".

في السياق ذاته، نقل عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن تصريحات أوباما تهدف إلى حث الطرفين إلى العودة إلى "العملية السياسية"، من خلال التلويح بأن الولايات المتحدة ستسحب يدها من المفاوضات.

وبحسب المسؤولين الإسرائيليين فإن إسرائيل ستواصل جهودها لتحريك "العملية السياسية" من باب أن ذلك يمنحها أفضلية أمام الولايات المتحدة والرأي العام العالمي. ونقل عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، قوله للمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، إنه لا حاجة لمحادثات غير مباشرة مع الفلسطينيين بوساطة أمريكية.

ومن جهته أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، على أنه يعارض تقديم ما أسماه "بوادر حسنة" للفلسطينيين، وفي الوقت نفسه أكد على أن العودة إلى المفاوضات تخدم المصالح الإسرائيلية. وزعم أن نتانياهو قدم تنازلات بدءا من خطابه في جامعة "بار إيلان" وحتى "التجميد المؤقت والجزئي للبناء في المستوطنات، وعليه فإن المطلوب الآن من الفلسطينيين تقديم تنازلات، على حد تعبيره.

وبدوره أيضا أكد وزير الأمن، إيهود باراك، على أنه من مصلحة إسرائيل العودة إلى المفاوضات. وقال إن "الطريق المسدود يؤدي إلى اندلاع العنف الأمر الذي من شأنه أن يفيد حركة حماس"، على حد قوله.

تجدر الإشارة إلى أن المبعوث الأمريكي سوف يصل اليوم إلى مدينة رام الله. ونقل عن مصادر فلسطينية قولها إن رئيس السلطة، محمود عباس، لن يوافق على عودة الطاقم الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات.

وأضافت المصادر ذاتها إنه يوجد تفاهم بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، وبين السلطة ومصر، حول الخطوط العامة للمفاوضات، إلا أنه لا يوجد أي التزام أمريكي بإجبار إسرائيل على قبول هذه التفاهمات بشأن المفاوضات التي يفترض أن تنتهي بإقامة دولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967.

التعليقات