28/09/2010 - 08:07

أمريكا تتفهم ونتانياهو يرفض وعباس لن يترك المفاوضات بسرعة

كلينتون تؤكد لنتانياهو تفهم الولايات المتحدة لموقفه * إلغاء اللقاء المقرر لعباس ونتانياهو * مقربون من نتانياهو يعتبرون التجميد فشلا وخطأ

أمريكا تتفهم ونتانياهو يرفض وعباس لن يترك المفاوضات بسرعة
بالتزامن مع تجدد أعمال البناء الاستيطانية على أراضي الضفة الغربية، مع انتهاء التجميد الجزئي للاستيطان، أبدت وزيرة الخارجية الأمريكية تفهما لموقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، في حين تم إلغاء اللقاء المفترض بين الأخير وبين رئيس السلطة الفلسطينية الذي كان مقررا لهذا الأسبوع.
 
وجاء أن بنيامين نتانياهو تحدث مع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الليلة الماضية، في مكالمة وصفت بـ"المهمة والمفصلة والمباشرة"، قالت فيها الأخيرة إن الولايات المتحدة تتفهم الضرورات السياسية لنتانياهو.
 
وفي أعقاب المكالمة الهاتفية قال الناطق بلسان الخارجية الأمريكية، فيليب كرولي، إن نتانياهو مدرك لسياسة الولايات المتحدة، وأن الأخيرة تتفهم ظروف نتانياهو السياسية. وأضاف أنه "يوجد لنتانياهو مصلحة حقيقية في العملية، وأنه مدرك لأهميتها".
 
إلى ذلك، قالت مصادر إسرائيلية إنه بالرغم من طلب نتانياهو وموافقة محمود عباس، فإن اللقاء الدوري الذي تم الاتفاق على عقده مرة كل أسبوعين، قد تم إلغاؤه هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع حتى الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر، موعد اجتماع لجنة المتابعة العربية.
 
وفي السياق ذاته، من المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، إلى "إسرائيل" اليوم، الثلاثاء، في محاولة لإيجاد حل بشأن البناء الاستيطاني.
 
ونقل عن مصادر فلسطينية قوله إنه بالرغم من زيارة ميتشل فمن غير المتوقع أن يحصل تقدم في المفاوضات في حال إجراء لقاءات مباشرة بين نتانياهو وعباس قبل موعد الرابع من أكتوبر. وأضافت المصادر ذاتها أنه من غير المتوقع أن يعرقل اجتماع لجنة المتابعة العربية لمناقشة قرار إسرائيل تجديد البناء الاستيطاني العودة إلى المفاوضات.
 
ومع انتهاء مدة التجميد الجزئي للاستيطان وتجدد البناء واجتماع لجنة المتابعة العربية فإن الولايات المتحدة تواصل ممارسة الضغوطات من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الاستيطان قبل الرابع من أكتوبر، وعليه فمن المتوقع أن تتواصل المحادثات المكثفة بين الأطراف الثلاثة.
 
وكتبت "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مصادر مقربة من نتانياهو إن الأخير لا يستطيع أن يوافق على التجميد المطلق للبناء، ولن يستطيع تجنيد غالبية في حكومته من أجل تمرير قرار كهذا. وأضافت المصادر ذاتها أن نتانياهو من الممكن أن يوافق على ما وصفته "بناء استيطان مقلص"، إلى جانب مشاريع البناء التي تجددت مؤخرا.
 
كما نقل عن مسؤول كبير في الليكود قوله إنه لا يمكن وقف البناء الذي تجدد يوم أمس الإثنين.
وقد عنونت صحيفة "معاريف" الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، صفحتها الرئيسية بأن كبار المسؤولين المقربين من نتانياهو يعتبرون تجميد البناء المؤقت على أنه "فشل وخطأ خطير". وبحسبهم فإن "تجميد الاستيطان قد ورّط إسرائيل".
 
وأضافت الصحيفة نقلا عن المسؤولين ذاتهم قولهم إن "تجميد الاستيطان لم يحقق إنجازات سياسية، وأن العالم يحمل إسرائيل المسؤولية عن تفجر المفاوضات.. ولا يوجد لدى أحد فكرة عن كيفية الخروج من هذة الطريق المسدودة".
 
كما أشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو سيرفض المقترحات الأمريكية للتوصل إلى حل وسط، وذلك بادعاء أنه لا يستطيع تمرير هذا القرار نظرا لمعارضة كبار الوزراء في حكومته. ونقل عن نتانياهو قوله، يوم أمس الإثنين، إن ما تقترحه الولايات المتحدة مقابل التوصل إلى حل وسط بشأن الاستيطان لا يكفي.
 
وكتبت الصحيفة أن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، قد عاد إلى البلاد يحمل حلا وسطا على الطرفين، إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بشأن قضية تجميد البناء الاستيطاني مقابل دعم قضايا أخرى مهمة للطرفين مثل القدس والاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي.
 
وتوقعت الصحيفة أنه في حال رفض نتانياهو الاقتراح فإن لجنة المتابعة العربية سوف تقترح وقف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
 
في المقابل، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إن السلطة الفلسطينية لن تتخذ قرارا سريعا بشأن الاستمرار في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل أو مغادرتها بعد أن قررت إسرائيل مواصلة الاستيطان، في حين أعربت الولايات المتحدة وعدة دول غربية عن خيبة أمل إزاء القرار الإسرائيلي.
 
وقال عباس -عقب مباحثاته بباريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- إنه لن يتصرف بسرعة وسيدرس كافة التبعات مع الدول العربية والقيادة الفلسطينية، وإن هناك اجتماعا للجنة المتابعة العربية في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
 
وطالب إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر من أجل تسهيل المفاوضات التي بدأت بين الجانبين أوائل الشهر الجاري.
 
وكان عباس قد هدد أكثر من مرة بمغادرة المفاوضات المباشرة إذا رفضت إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان, وقال إنها ستكون في هذه الحال "مضيعة للوقت".

التعليقات