10/10/2010 - 19:16

وزارة الخارجية الاسرائيلية تحمّل واشنطن مسؤولية فشل المفاوضات

حملت وزارة الخارجية الاسرائيلية البيت الأبيض، المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية ووصولها إلى طريق مسدود، بسبب ما وصفته بدعم واشنطن للسلطة الفلسطينية وإصرارها على طلب تجميد الاستيطان.

وزارة الخارجية الاسرائيلية تحمّل واشنطن مسؤولية فشل المفاوضات

 

حملت وزارة الخارجية الاسرائيلية البيت الأبيض، المسؤولية الكاملة عن فشل المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية ووصولها إلى طريق مسدود، بسبب ما وصفته بدعم واشنطن للسلطة الفلسطينية وإصرارها على طلب تجميد الاستيطان.

وجاء في تقريرأعده مركز البحوث السياسية في الوزارة، أن إصرار الإدارة الأمريكية على مسألة تجميد الاستيطان شرطا لإستمرار المفاوضات، ودعمها للسلطة الفلسطينية، أدى إلى الرفع من قيمة هذه المسألة لدى السلطة الفلسطينية، الأمر الذي أدخل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في تعقيدات سياسية داخلية، وبات يخشى مما وصفته بانقلاب سياسي عليه. إضافة إلى أن خطاب أوباما الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ساهم في تعزيز موقف عباس، والذي أشار فيه إلى أن هناك دولة جديدة ستنضم العام المقبل إلى الأمم المتحدة، ألا وهي دولة فلسطين، " كل تلك الأمور تساهم في اتخاذ أبو مازن لقرارته "، جاء في التقرير.

وبعد موافقة الدول العربية على طلب محمود عباس بوقف المفاوضات المباشرة، يتوقع التقرير أن تستمر المفاوضات غير المباشرة حتى موعد انتخابات الكونجرس الأمريكي في شهر تشرين ثاني المقبل، وأن تتجدد بعدها المحادثات المباشرة بضغط أمريكي.

ووفقا للتقرير، فإن محمود عباس يقصد الاستعانة بالدعم الأمريكي حتى يحمل إسرائيل المسؤولية في فشل المفاوضات المباشرة، وأنه سيعمل على إقناع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل حول موضوع المستوطنات.

هذا وكانت جامعة الدول العربية، وبناء على قرارات قمة سرت الاستثنائية، قد منحت للرئيس أوباما، فرصة شهر من الزمان حتى يحاول أن ينهي إشكالية تجميد الاستطيان والمفاوضات، وذلك بعد أن ينتهي من مسالة الانتخابات، فيتمكن من تركيز طاقاته وتفعيل ضغط أكبر على إسرائيل حتى تستجيب لمطالبه.

ووفقا ليديعوت أحرونوت، فإنه من المرجح أن يكون المسؤولون الأمريكيون قد توجهوا إلى القادة العرب حتى يوافقوا على منح تلك الفرصة الزمنية للولايات المتحدة، فما كان من القادة العرب إلا الاستجابة للطلب.

وأشارت الصحيفة إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها الإدارة الأمريكية مع الزعماء العرب قبل انعقاد قمتهم، وذلك لتجنب أي قرارات من شأنها تقييد أبي مازن، فاتصلت هيلاري كلينتون هاتفيا، وفي اللحظة الأخيرة به وبوزير الخارجية الأردني، الأمر الذي نتج عنه عدم إغلاق العرب الباب في وجه الجهود الدبلوماسية الأمريكية، رغم كل ما سبق القمة من تصريحات،  وقد انتهى الأمر بـ "تحذير" بإيقاف المفاوضات.

أما في تل أبيب، ووفقا لمصادر إسرائيلية، فثمة خوف يتصاعد من خطوة محتملة يعدها البيت الأبيض ضد رئيس الحكومة الاسرائيلية، بيبي نتنياهو.

ومن غير المستبعد أن يقوم أوباما بدعوة تسيبي ليفني إلى البيت الأبيض حتى يرفع من شعبيتها في إسرائيل ويضر بالتالي بنتنياهو، ويمكنه أبضا أن يشترط تنفيذ المطالب الأمنية الاسرائيلية بمقابل تمنحه له إسرائيل، ألا وهو تجميد الاستيطان والذهاب باتجاه التسوية.

وتتوقع مصادر الاسرائيلية، أن الفترة القريبة التي سيمر بها أوباما ستكون صعبة جدا، إذ سيبدأ بعد انتخابات الكونغرس مباشرة، معركة صعبة للفوز بالانتخابات الأمريكية عام 2012، والتي سيصل إليها منهكا ومتعبا، وذلك بعد فقدانه للغالبية الديموقراطية في مجلس النواب والكونغرس، وهو أمر لن يمنع رئيسا مثله لاات يزال يمتلك قوة كبيرة، من أن يستمر بالضغط على إسرائيل.

وذهبت يديعوت أحرونوت إلى أن الكثير من يهود الولايات المتحدة، خائبي الأمل من أوباما، ليس بسبب سياساته تجاه إسرائيل وحسب، إنما أيضا بسبب سياساته الاقتصادية التي لا ترضي الكثير من أبناء المجتمع الأمريكي، ومع ذلك فإن الصحيفة تؤكد على الخطوات الأمريكية  " الجيدة " تجاه إسرائيل، والتي قام بها أوباما خلال الـ 19 شهرامذ دخل إلى البيت الأبيض، منها الدعم الأمني لإسرائيل والتي وافق أوباما في إطاره على صفقة طائرات الـ F-35، والمساهمة في تطوير نظام الدفاع الصروخي الاسرائيلي" القبة الحديدة "، والتدريبات العسكرية المشتركة، والتعاون الاستخبارتي القوي بين الجانبين، إضافة إلى جهود أوباما في ضم إسرائيل إلى الأوسيد ( OCED )، وإيقاف تقرير جولدستون عند أبواب مجلس الأمن، والانسحاب الأمريكي من مؤتمر " ديربان " ضد العنصرية، وزيادة العقوبات على إيران.

وتذهب يديعوت أحرونوت إلى أن أوباما يؤمن بأن نهاية الصراع العربي الإسرائيلي، سيؤدي إلى فتح الباب أمام حلول لكثير من أزمات الشرق الأوسط، ولهذا فإنه لن يستغني عن خياره بجلب السلام إلى المنطقة خلال العام المقبل، وذلك مهما ستكون عليه وضعيته بعد انتخابات الكونجرس، وحينها سيكتمل الانسحاب من العراق، ويبدأ سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وسيطلب الرئيس الأمريكي قرارات صارمة فيما يتعلق بالتعامل مع الملف الإيراني.

ولذلك، فإن أوباما سيدفع بكل قوته نحو السلام، وسيمارس ضغوطه على إسرائيل بقوة، ولكن ليست من النوع الضغوط القاسية والعنيدة التي شهدها الاسرائيليون خلال السنة الماضية، فقد تكبد أوباما أوجاعا كبيرة بسببها، على حد وصف الصحيفة.

وتتوقع يديعوت أحرونوت، بأن العرب وفي حال فشل مسار المفاوضات الحالي، فإنهم سيلجؤون إلى مجلس الأمن بغية إعلان إقامة الدولة الفلسطينية من طرف واحد، وقد لا يعلن أوباما عن اكتفاء أمربكا بمعارضة ذلك جون استخدام حق الفيتو لمنع هذا القرار، الأمر الذي قد يؤدي إلى تنازل نتنياهو واستجابته للمطالب الأمريكية، والتوجه إلى الحل النهائي.

أما على الجانب الاسرائيلي، فقد التقى يوم الجمعة الماضي، وزير المالية، يوفيل شطاينيتس مع دنيس ؤوس ودان شفيرو، وبحث معهم أزمة الطريق المسدود الذي وصلت إليه المحادثات المباشرة.

وجاء في الصحيفة، أن أوفير أكونيس، عضو الكنيست عن حزب الليكود، سيطلب غدا، ومع افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، من يريف لفين، رئيس لجنة الكنيست (حزب الليكود)، التسريع من الخطوات التشريعية لاقتراح قانون استفتاء عام حول التوصل إلى اتفاق سياسي مع السلطة الفلسطينية، وهو اقتراح قدمه عضو الكنيست أكونويس بدعم من رئيس الحكومة.

التعليقات