31/10/2010 - 11:02

"إسرائيل" ستقترح تجميد الاستيطان لمدة ثلاث شهور؛ مباحثات مع مصر حول التهدئة والمصالحة الفلسطينية

وسيقترح باراك تجميد الاستيطان بشكل كلي لمدة ثلاث شهور، دون أن يشمل 2000 وحدة سكنية في طور البناء في التكتلات الاستيطانية حسب المزاعم الإسرائيلية.

سيعرض وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، على الإدارة الأمريكية حلا وسطا بشان البناء في المستوطنات، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه سيقترح تجميد الاستيطان لمدة ثلاثة شهور باستثناء المباني التي في طور الإقامة على أن تبدأ في تلك الفترة المفاوضات مع الفلسطينيين.

وسيتوجه باراك يوم غد إلى واشنطن للقاء المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشيل في محاولة للتوصل إلى حل وسط حول البناء في المستوطنات. وتصر الإدارة الأمريكية على وقف الاستيطان بشكل تام بما في ذلك ما تعتبره إسرائيل "احتياجات النمو الطبيعي" كشرط لاستئناف مفاوضات التسوية. ويبدو أن المراوغة الإسرائيلية لم تنجح في إقناع الإدارة الأمريكية الجديدة في غض الطرف عن البناء في المستوطنات والاكتفاء كسابقاتها في الإدلاء بتصريحات تدعو إلى وقف الاستيطان.

وسيقترح باراك تجميد الاستيطان بشكل كلي لمدة ثلاث شهور على أن لا يشمل 2000 وحدة سكنية في طور البناء في التكتلات الاستيطانية، حسب المزاعم الإسرائيلية.

وكان يتسحاك مولخو، المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي، قد اجتمع سرا مع ميتشيل مؤخرا إلا أنه عاد بخفي حنين. وفي أعقاب ذلك ألغي اللقاء الذي كان مخططا بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وميتشيل في باريس، واقترح نتنياهو على المسؤولين الأمريكيين عقد لقاء مع وزير الأمن إيهود باراك.

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن في محيط رئيس الوزراء نتنياهو يأملون أن تتيح هذه التسوية استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ويأمل الإسرائيليين أن تتراجع شدة المطالب الأمريكية إذا ما بدأت المفاوضات.


وأشارت الصحيفة إلى أن باراك سيعرض على الأمريكيين ما أسمته «سلسلة التسهيلات التي قامت بها أجهزة الأمن لتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين في الضفة الغربية، كإزالة الحواجز».

ويتوقع أن ينضم إلى باراك في الزيارة مستشار رئيس الوزراء للأمن القومي، عوزي عاراد، الذي توجه إلى الولايات المتحدة لإجراء سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين.

ويأتي الاقتراح الإسرائيلي بعد يوم واحد من الكشف عن نية مستوطنة "معاليه أدوميم" ضم 139 ألف دنم من الأملاك الفلسطينية العامة في منطقة البحر الميت إلى نفوذها.


وفي موضوع التهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة في قطاع غزو، وحوار المصالحة الفلسطينية الذي ينطلق اليوم في القاهرة، أكدت صحيفة "هآرتس" إن وزير الأمن إيهود باراك يجري مباحثات مع المسؤولين المصريين حول المبادرة المصرية التي تشمل اتفاقية تهدئة ومصالحة وطنية فلسطينية.

ويشمل الاقتراح المصري، حسب "هآرتس" إقامة حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ورفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وفصائل المقاومة وإنهاء صفقة تبادل الأسير اإسرائيلي بأسرى فلسطينيين. وتسعى مصر على إبرام اتفاق فلسطيني داخلي في السابع من شهر يوليو/ تموز المقبل، وتهدد بنفض يدها من الموضوع إذا فشلت جهودها.

ونقلت هآرتس عن مسؤول سياسي إسرائيلي قوله إن «المصريين قدموا خطة ونحن نعكف على دراستها». وأضاف: " ملف التهدئة في غزة طرح في المباحثات التي أجرياها على حدة رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الأمن، عاموس غلعاد، ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي، عوزي عراد مع وزير المخابرات المصرية عمر سليمان في القاهرة. كما طرحت وخلال زيارة وزير الأمن إيهود باراك إلى القاهرة قبل أيام".

ويعترض رئيس الوزراء الإسرائيلي على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تشمل حركة حماس. وقال في رد على سؤال حول التهدئة "إن التهدئة تتأتى بالردع". وكان نتنياهو قد صرح قبل الانتخابات بأنه سيعمل على إنهاء حكم حماس في قطاع غزة، وقد جاء ذلك ايضا في الاتفاق الائتلافي مع "يسرائيل بيتينو" و"شاس".

واعترض نتنياهو خلال جولته الأوروبية على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وقال إن ذلك «غير مقبول على إسرائيل». وأضاف: "حماس تشن علينا حربا إرهابية ولا يمكن أن تكون جزءا من الحكومة".

وتتحفظ الحكومة الإسرائيلية أيضا على فتح المعابر الحدودية. وقال مصدر سياسي إن «إسرائيل تطالب في أي اتفاق تهدئة بأن يسيطر رجال رئيس السلطة محمود عباس على المعابر الحدودية وأن يتواجد مراقبون دوليون لكي يتأكدوا أن مواد البناء لن تنتقل إلى حماس لاستخدامها في بناء التحصينات أو لإنتاج وسائل قتالية".
ورفض نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون نفي أو تأكيد وجود اتصالات مصرية إسرائيلية بشأن المبادرة المصرية للمصالحة الوطنية الفلسطينية والتوصل إلى تهدئة بين فصائل المقاومة في قطاع غزة وإسرائيل، وقال إنها إسرائيل لا دور لها في الجهود المصرية لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وأضاف أيالون في حديث إذاعي أن «إسرائيل مصر لديهما مصلحة مشتركة» واشار إلى أن إسرائيل لمست تغييرا كبيرا في الموقف المصري بعد القبض على خلية حزب الله: "لاحظنا تغييرا كبيرا بعد صدمة مصر التي أعقبت القبض على شبكة الإرهاب التابعة لحزب الله، لدينا مصلحة مشتركة مع مصر، وسنواصل العمل سوية".

وقال إن "إسرائيل تخشى من تحول حركة فتح في حكومة وحدة وطنية إلى حماس، بدل أن تتحول حماس إلى فتح، وحينها لن يعود أي احتمال للتوصل إلى حل". وأضاف: " من ناحيتنا لا فرق من يكون في السلطة، بل ما ستقوم به السلطة". وتابع: " المطالب الدولية التي إسرائيل شريكة فيها ما زالت قائمة وإذا استجابت حماس لشروط الرباعية لا مشكلة لدينا في إدارة مفاوضات معهم".

التعليقات