31/10/2010 - 11:02

بيرس في لجنة فينوغراد: لو كان الأمر متعلقا بقراري لما دخلت الحرب..

وبرأي بيرس: كان الشعور السائد أن إسرائيل ليست كما كانت دائما، ليست لامعة وغاب عنها عنصر المفاجأة وغير خلاقة، لا يمكن أن نقول أن الحرب فشلت ولكن لا يمكننا القول أنها نجحت

 بيرس في لجنة فينوغراد: لو كان الأمر متعلقا بقراري لما دخلت الحرب..
اعترف نائب رئيس الحكومة الإسرائيلي، شمعون بيرس، في شهادته أمام أعضاء لجنة فينوغراد، التي نشرت مساء أمس، الخميس، أنه لو كان الأمر متعلقا به لما شنت إسرائيل الحرب في تموز/ يوليو الماضي. وهو نقد غير مباشر لقرار شن الحرب.

وقد بدأت لجنة فينوغراد التي تحقق في إخفاقات العدوان على لبنان بنشر الشهادات، بدءا بشهادة بيرس ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق، عموس ملكا، ورئيس لجنة "اقتصاد لساعات الطوارئ"، أرنون بن عامي.

وقال بيرس في شهادته إنه امتنع طوال الوقت عن توجيه النقد: " امتنعت بقصد عن توجيه النقد، المباشر وغير المباشر. فقد اعتقدت أنه من واجبي أن امتنع عن توجيه الانتقادات." واعتبر أن الحرب بوجه عام هي مهمة صعبة ولا يمكن توقع المستجدات فيها ومن الصعب السيطرة على كل جوانبها فهناك دائما مفاجآت خطيرة للغاية. وبرأيه الحرب "هي بمثابة تنافس في تنفيذ الأخطاء، بحيث أن الخطأ الكبير هو الحرب ذاتها."

وأضاف: "من السهل أن تكون مستشارا ولكن من الصعب أن تكون صاحب القرار، وعلى هذا الأساس تصرفت". وأعرب عن امتعاضه لأن المجلس الوزاري الأمني كان برأيه يضم عددا كبيرا من الأشخاص، ولأنه تم تسريب معلومات تشكل خطرا كبيرا. ولخص بيرس وجهة نظره بالقول:" لو كان الأمر متعلقا بي لما دخلت هذه الحرب".

ووجه بيرس انتقادات لعملية اتخاذ القرار وتعريف أهداف الحرب ورفح سقف التوقعات منها بالقول " ما كنت أعد قائمة أهداف للحرب، لأننا إذا حددنا أهدافا سيكون الأمر معقدا. فإذا قلت مثلا أن الهدف الأول هو إطلاق سراح المختطفين، أنت عمليا تضع نفسك تحت رحمة عدوك".

وعبر بيرس عن اعتقاده بأن الجيش لم يكن جاهزا للحرب. وحين طلب منه الإسهاب في الشرح في هذه النقطة تحدث عن صعوبة أن يقاتل جيش نظامي عدوا يستخدم حرب العصابات، معتبرا أن الجيش حارب "الإرهاب" وشبه "الحرب على الإرهاب" بمحاربة الجريمة. معتبرا أن لبنان دولة " لا يوجد فيها سيطرة ومليئة بالألغام والتنظيمات والقتل فيها أمر يومي".

وفاخر "كبير السبط" أنه لن يحتاج لأن يبدو الحكيم بعد حدوث الشيء وأن يقول "قلت لكم". وبرأي بيرس لا تعتبر نتيجة الحرب انهيارا، ولكن يعتبر أن الانهيار كان نفسيا ويعيد السبب إلى موهبة الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله في الإعلام والخطابة والحرب النفسية قائلا: "والسبب أن حزب الله توحد خلف ناطق لا تنقصه الموهبة، نصر الله، بينكا عندنا هاجم أحدهم الآخر دون هوادة".

وبرأي بيرس "كان الشعور السائد أن إسرائيل ليست كما كانت دائما، ليست لامعة وغاب عنها عنصر المفاجأة وغير خلاقة." ويضيف: " لا يمكن أن نقول أن هذه الحرب فشلت ولكن لا يمكننا القول أن هذه الحرب نجحت".

وتحدث الجنرال مالكا الذي شغل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" بين عامي 1998- 2000 عن فترة الانسحاب من لبنان والإجراءات التي سبقته، وقال إن نظرية إيهود باراك(رئيس الحكومة حينذاك) كانت تعتمد على أنه بعد الانسحاب "سنسحب كل أسس الشرعية من الطرف الآخر للقيام بأعمال ضدنا، وبذلك نشكل عامل ردع يبلور واقعا مختلفا تماما على الحدود بين إسرائيل ولبنان".

وقال مالكا " أعتقد أن خطاب نصر الله في بنت جبيل، خطاب بيت العنكبوت الشهير- هو السبب في أن يرى العالم العربي أن إسرائيل فرت من لبنان ولم تخرج بمبادرتها".

وعن عملية أسر الجنود عام 2001 قال إنه قبل ثلاثة أسابيع من الحادث حذر في لجنة الخارجية والأمن وأمام مسؤولين في الجيش من المتوقع، ولكن لم يكن بيديه معلومات محددة. وانتقد مالكا غياب دور مجلس الأمن القومي.

وتحدث رئيس لجنة "اقتصاد لحالات الطوارئ" وهو الجسم الذي ينبغي أن يهتم وينسق مع المصانع والسلطات المحلية من أجل الاستمرار في تزويد المواد الضرورية واستمرار تقديم الخدمات الضرورية كالرفاه والخدمات النفسية. واعتبر بن عامي أن اللجنة لم تقم بعملها ولم يتم تفعيلها خلال الحرب، وغاب التنسيق بين المستويات المختلفة فيها.

يذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت صباح أمس، الخميس، أمراً للجنة فينوغراد بنشر شهادات رئيس الحكومة إيهود أولمرت، ووزير الأمن عمير بيرتس، ورئيس هيئة أركان الجيش السابق دان حالوتس، قبل "عيد الفصح".

وقد وجه قضاة المحكمة العليا انتقادات حادة إلى لجنة فينوغراد لعدم امتثالها لأمر سابق للمحكمة يقضي بنشر محاضر شهادات الثلاثة المذكورين، بالإضافة إلى الشهادات الأخرى التي قدمت أمامها.


التعليقات