31/10/2010 - 11:02

أضخم وأوسع مناورة عسكرية أمريكية إسرائيلية لمحاكاة هجوم شامل

المناورات التي تحمل اسم "جونفبر كوبرا" ستفحص قدرة الآليات الدفاعية الإسرائيلية، وخاصة منظومتي الصواريخ أرو-حيتس، وباتريوت، والتصدي للصواريخ الباليستية البعيدة المدى،

أضخم وأوسع مناورة عسكرية أمريكية إسرائيلية لمحاكاة هجوم شامل
تواصل الولايات المتحدة تعزيز تعاونها العسكري والأمني مع إسرائيل بمعزل عن التعنت الإسرائيلي في موضوع تجميد الاستيطان والتسوية. وأعلن يوم أمس أن إسرائيل والولايات المتحدة ستجريان مناورات عسكرية بحرية واسعة خلال الأيام القريبة.

ووصفت صحيفة (معاريف) العبرية في عددها الصادر اليوم المناورة بأنها الأوسع والأضخم والأكثر تعقيدا على الإطلاق بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ عام 2001. وقالت إن المناورات ذات طابع دفاعي. وأوضحت أن ميناء حيفا الحربي بدأ في استقبال عدد من السفن الحربية الأمريكية للمشاركة في المناورات العسكرية. وأشارت إلى أن حوالي 2500 جندي أمريكي سيشاركون في المناورة وستكون قيادة الأدميرال مارك فيتشغريلر، وهو أرفع ضابط أمريكي يشارك في مناورات مشتركة.

وقالت الصحيفة إن الأدميرال الأمريكي ومساعديه سيكونون مسؤولين عن منظومة الصواريخ المضادى للطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. وأشارت إلى أن هذه المناورات البحرية تجرى في شرقي البحر المتوسط، وذلك في إطار التعاون ألاستراتجيي والعسكري المشترك بين البلدين، بهدف اختبار مجموعة من المنظومات الدفاعية الصاروخية المشتركة.

ونقلت "معريف" عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن المناورات التي تحمل اسم "جونفبر كوبرا" ستفحص قدرة الآليات الدفاعية الإسرائيلية، وخاصة منظومتي الصواريخ أرو-حيتس، وباتريوت، والتصدي للصواريخ الباليستية البعيدة المدى، وسيكون التدريب الأساسي بالمناورات على سيناريو هجوم صاروخي متزامن ومشترك من إيران وسورية وحزب الله وحماس على إسرائيل. وتشمل المناورات الأمريكية الإسرائيلية تدريبات عملية لتمكين المنظومات الدفاعية الصاروخية الأمريكية والإسرائيلية من العمل بصورة مشتركة، لاسيما الرادار الأمريكي (اكس باند ، اف بي اكس – تي) الموجود في النقب والذي سيمكن صواريخ "آرو" أو "السهم" من اعتراض صواريخ تحاكي شهاب 3 الإيرانية ذاتية الدفع.

وسيتم في هذه المناورات استخدام شبكة صواريخ مضادة للصواريخ، ومنها: شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية "باتريوت"، وشبكة الدفاع الأمريكية الإسرائيلية "حيتس 2" ، وشبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية المتنقلة "باتريوت هوك 3" وغيرها.

ووفقا لمصادر إسرائيلية فإنّ الهدف العام من هذه المناورة هو خلق البنية التحتية اللازمة لتمكين المنظومات الدفاعية الأمريكية والإسرائيلية الثلاث من العمل بصورة مشتركة إذا قررت الولايات المتحدة نشر منظوماتها الدفاعية في إسرائيل في حال وقوع مواجهة مع إيران على غرار ما فعلته إبان حرب الخليج الأولى 1991.

ويرى المراقبون أن إجراء هذه المناورات في هذا التوقيت يحمل الكثير من الدلالات والأبعاد المختلفة سواء الأمنية أو الإستراتيجية أو حتى السياسية، إذ أنها لا تنفصل بأي حال من الأحوال عن مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ، كما أنها تأتي في ظل تطورات مهمة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وظروف حرجة تمر بها العملية السلمية بالشرق الأوسط. فالمناورات تعبر عن مظهر مهم للغاية من مظاهر ذلك التعاون الإستراتيجي الوثيق بين واشنطن وتل أبيب، والذي دائما ما يتبدى في صورة تعاون عسكري متزايد سواء على مستوى صفقات السلاح أو المناورات العسكرية المشتركة أو حتى عمليات الأبحاث الأمنية والعسكرية والاستخباراتية المشتركة. ويعتبر بعض المراقبين العسكريين هذه المناورات بمثابة تتويج لعملية استخلاص العبر ومقاربة الاستراتيجيات العسكرية بين إسرائيل وأمريكا سواء فيما يتعلق بلبنان أو فلسطين أو العراق وذلك في ضوء التقارير التي تحدثت عن أن الحروب الأخيرة احتلت حيزا هاما في المداولات بين وزارة الدفاع الأمريكية ونظيرتها الإسرائيلية وتأثيرها على عقيدة الحرب المستقبلية للأمريكيين والإسرائيليين على حد سواء.

وتفيد المصادر بأن هذه المناورات تأتي بالأساس كرسالة مضادة للتهديد النووي الإيراني الذي تعتبره إسرائيل خطرا وجوديا بالنسبة لها، لاسيما في ظل تقارير إسرائيلية تتحدث عن أن الخيار العسكري لا يزال مطروحا في مواجهة إيران، ما دفع البعض لوصف هذه المناورات بأنها بمثابة مقدمة لسيناريو حرب إقليمية جديدة ستنشب في المنطقة. وبالتالي لم يكن غريبا أن تبدي إيران قلقها من هذه المناورات، التي تأتي متزامنة مع تصاعد حدة لهجة التهديدات الدولية والإسرائيلية لها بخصوص برنامجها النووي، حيث بدا واضحا أن المناورات ليست إجراء روتينيا ولا عاديا يهدف إلى تحسين القدرات العسكرية وإجراء الاختبارات للترسانات العسكرية وحسب، بل أنها وسيلة ضغط في سياق إظهار القوة والتفوق العسكري.

وبحسب المصادر ذاتها فإنّ هذه المناورات تأتي كمحاولة من إدارة أوباما لإشعار إسرائيل بأكبر قدر من الحماية العسكرية، بشكل يتيح لواشنطن اتخاذ خطوات جريئة في المجال السياسي لصالح العملية السلمية المتعثرة مع الفلسطينيين أي تكون هذه المناورات بمثابة جزرة أمريكية لإسرائيل لدفعها إلى تحقيق انجاز سياسي خلال الفترة المقبلة في المنطقة.

يذكر أن هذه المناورات تجرى بشكل منتظم منذ عام 2001 بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بمعدل مرة كل عامين.

التعليقات