31/10/2010 - 11:02

ألمانيا وإسرائيل تسعيان لعقد مؤتمر دولي بمشاركة دول عربية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني..

أولمرت يناقش هذه الفكرة مع ميركل خلال زيارتها الأخيرة للبلاد * مصادر إسرائيلية تدعي أن إيران حولت إلى سورية مليارد دولار لشراء أسلحة وللمساهمة في تحديث الجيش السوري..

ألمانيا وإسرائيل تسعيان لعقد مؤتمر دولي بمشاركة دول عربية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني..
يتضح من اللقاء الذي جرى هذا الأسبوع بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن ألمانيا وإسرائيل سوف تباشران تنفيذ المخطط الرامي إلى تقسيم الشرق الأوسط إلى معسكر "متطرفين" و"معتدلين"، بحيث تلعب إسرائيل دور "الحليف" لعدد من الدول العربية في مواجهة "معسكر إيران"، وذلك من خلال محاولة تنظيم عقد مؤتمر دولي، في الفترة القريبة، يهدف إلى وقف البرنامج النووي لإيران، بحيث يشارك في المؤتمر عدد من الدول العربية، بينها مصر والسعودية والأردن.

وفي السياق ذاته، ادعت صحيفة "هآرتس" أن إيران حولت إلى سورية مبلغ يصل إلى مليارد دولار بهدف شراء الأسلحة، وهو ما تجلى في زيادة القوة العسكرية لدمشق في السنة الأخيرة، علاوة على توطيد العلاقات بين الدولتين، على حد قول المصادر ذاتها.

وفي السياق أيضا، كان أولمرت قد تحدث مع وزير الخارجية الروسي عن البرنامج النووي الإيراني، وادعى أن إسرائيل تعلم أن إيران تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، واعتبر أن إيران في مرحلة متقدمة من إنتاج الأسلحة النووية، كما تحدث عن مخاوفه من مواصلة تزويد إيران وسورية بالأسلحة الروسية.

وكان أولمرت وميركل قد ناقشا الخطوات التي يمكن القيام بها لزيادة الضغط على إيران، وذلك في أعقاب الجولة الثالثة من العقوبات التي فرضت على إيران من قبل مجلس الأمن . وتعتقد إسرائيل أنه يمكن تنفيذ خطوت أخرى كثيرة لزيادة الضغط، علاوة على تلك العقوبات.

ونقلت "هآرتس" عن مصدر سياسي كبير قوله إن أولمرت كان قد طرح أمام ميركل، الإثنين، فكرة المؤتمر، والذي يهدف أساسا إلى تحشيد المجتمع الدولي حول الموضوع الإيراني.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه على ما يبدو فإن الطرفين يوافقان على ضرورة الدفع بهذه المبادرة، كما سيحاول الطرفان إقناع دول أخرى بالانضمام إلى الفكرة، مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين ودول أخرى في أوروبا.

وجاء أن إسرائيل تأمل أن تشارك دول عربية في المؤتمر، مثل السعودية والإمارات والأردن ومصر، بذريعة مخاوف هذه الدول من البرنامج النووي الإيراني.

وقال أولمرت في اللقاء المذكور إن عقد مؤتمر دولي واسع سيكون رافعة للضغط السياسي على إيران. وبحسب مصدر سياسي إسرائيلي فإنه سيكون بإمكان المؤتمر مناقشة اقتراحات عملية لمعالجة البرنامج النووي الإيراني.

وتعتقد إسرائيل أنه حتى لو لم يتم اتخاذ قرارات عملية في المؤتمر، فإن الحدث نفسه سوف يظهر الفجوة بين ما أسمته بـ"المعسكر المتطرف" وبين "المعسكر المعتدل" في الشرق الأوسط بشكل خاص، وفي العالم كله بشكل عام، علاوة على أن مجرد عقده يزيد من الضغط على إيران.

أما بشأن الادعاءات بتحويل أموال من إيران إلى سورية، فقد جاء أن سورية سوف تقوم بشراء صواريخ أرض – أرض ومنظومات مضادة للطائرات، وصواريخ مضادة للدبابات. كما أن سورية، التي عززت من قوتها العسكرية بشكل ملموس في السنة الأخيرة، تفضل امتلاك الصواريخ على الدبابات، على اعتبار أن ضرب الجبهة الداخلية يخلق نوعا من الردع من جهة، ويحسم الحرب، إذا اندلعت، من جهة أخرى.

وتابعت "هآرتس" نقلا عن مصدر سياسي إسرائيلي، أن إيران تبذل جهودا ضخمة في تحديث الجيش السوري. وأضاف المصدر نفسه أن العلاقات الوطيدة بين الدولتين تجعل من الصعب على دمشق فض تحالفها الاستراتيجي مع طهران.

تجدر الإشارة إلى أنه خلال عرض التقرير الإستخباري السنوي على وزراء الحكومة الإسرائيلية، قبل أسبوعين، كان هناك خلافات في الرأي بين عناصر الاستخبارات بشأن علاقات سورية مع إيران. وقال رئيس الموساد، مئير دغان، إنه حتى لو جددت سورية المفاوضات مع إسرائيل، وعززت علاقاتها مع الولايات المتحدة، فهي لن توافق على قطع علاقاتها الوثيقة مع إيران. وفي المقابل، قال رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان)، عاموس يدلين، إن سورية قد توافق على الابتعاد عن إيران، مقابل حصول تغيير في الموقف الأمريكي تجاهها وموافقة إسرائيل على إجراء مفاوضات حول مستقبل هضبة الجولان، على حد قوله.

إلى ذلك، أضافت "هآرتس" أن إسرائيل قلقة من تواصل نقل الوسائل القتالية من إيران إلى حزب الله، عن طريق سورية. وادعت أن إيران قامت مؤخرا بتزويد حزب الله بكميات كبيرة من المواد المتفجرة.

التعليقات