31/10/2010 - 11:02

أوروبا تحتضن إسرائيل بعد الحرب العدوانية وتعرض مساعداتها

. وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تبرير الحرب التي شنها على قطاع غزة، فيما سعت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني إلى ربط إيران بحماس ووصم كليهما بالإرهاب

أوروبا تحتضن إسرائيل بعد الحرب العدوانية  وتعرض مساعداتها
اعتبرت المحافل السياسية والإعلامية الإسرائيلية، زيارة الزعماء الأوروبيين يوم أمس، احتضانا لها، وتعبيرا عن التأييد لإسرائيل. وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تبرير الحرب التي شنها على قطاع غزة، فيما سعت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني إلى ربط إيران بحماس ووصم كليهما بالإرهاب. كما حاول المسؤولون الإسرائيليون تحريض الأوروبيين ضد المشروع النووي الإيراين. حصلوا على تعهد من ضيوفها بعدم إجراء حوار مع حركة حماس حتى تعترف بشروط الرباعية الدولية.
وتهدف زيارة الزعماء الأوروبيين التي حملت عنوان "تثبيت وقف إطلاق النار" إلى مساعدة إسرائيل فيما أسموه «تهريب السلاح إلى غزة»، والعمل على منع حماس من تولي مسؤولية إعمار قطاع غزة.
وقال اولمرت إنه يريد سحب قواته من قطاع غزة في اقرب وقت ممكن بعد اعلان وقف اطلاق النار من قبل اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في وقت سابق من نفس اليوم. وقال اولمرت الذي كان يتحدث في القدس مصحوبا بعدد من قادة اوروبا "نحن مهتمون بمغادرة قطاع غزة باكبر سرعة ممكنة". واضاف "نحن لانريد البقاء في غزة ونعتزم تركها باسرع ما يمكن."

واستقبل اولمرت يوم أمس الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورؤساء وزراء بريطانيا جوردون براون واسبانيا خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو وايطاليا سيلفيو برلسكوني بالاضافة الى رئيس وزراء التشيك ميريك توبولانيك الذي يمثل الاتحاد الاوروبي، قادمين من اجتماع عقد في شرم الشيخ بشأن قطاع غزة.
وقال الزوار الاوروبيون الذين حضروا قمة مع الرئيس المصري حسني مبارك في وقت سابق لتعزيز ترتيبات السلام حول قطاع غزة انهم يظهرون جبهة واحدة من اجل تعزيز سلام دائم في المنطقة. وقالت ميركل "اوروبا هنا بكاملها وهذا يظهر اننا نريد ان نقدم اسهامنا" رغم انها اضافت مثل الاخرين انها تتطلع ايضا الى الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما لكي يلعب دورا رئيسيا في الشرق الاوسط. وعرض البعض مثل فرنسا والمانيا تقديم مساعدة في منع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة.
ودعا ساركوزي الذي زار المنطقة قبل اسبوعين من اجل اتفاق سلام لانهاء الحرب الى جهد دولي كبير لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي القائم من 61 عاما مقترحا عقد مؤتمر سلام في باريس.

وكان القادة الاوروبيون الذين شاركوا في قمة شرم الشيخ الدولية الاحد قبل ان يتوجهوا الى القدس للاجتماع برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت دعوا الى انسحاب اسرائيلي من غزة مقابل وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية وايدوا استمرار المبادرة المصرية حول ترتيبات هدنة بين اسرائيل وحماس.
وطلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام القمة التي تراسها مع الرئيس المصري حسني مبارك من اسرائيل ان "تغادر غزة" اذا اوقفت حماس اطلاق الصواريخ.
وقال ساركوزي "سنتوجه الى اسرائيل لنقول لها اننا الى جانبها في تاكيد حقها في الامن ولكن ينبغي عليها ان تقول الان بوضوح انه اذا توقف اطلاق الصواريخ فان الجيش الاسرائيلي سيغادر غزة".
واكد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون من جهته ضرورة انسحاب اسرائيلي فوري من القطاع وتوقف فوري كذلك للصواريخ الفلسطينية.
وقال "ان وقف اطلاق النار الهش (الذي تم اعلانه) ينبغي ان يتبعه فورا فتح الطريق امام وصول المساعدات الانسانية بشكل مستمر (الى غزة) وسحب القوات ووقف تهريب الاسلحة وفتح المعابر ووقف اطلاق الصواريخ (الفلسطينية على الاراضي الاسرائيلية)".
وشارك في القمة اضافة الى ساركوزي وبراون المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الحكومة الاسباني خوسية لويس ثاباتيرو ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ونظيره التشيكي ميراك توبولانيك.
كما حضرها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس التركي عبد الله غول والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
ودعا مبارك المشاركين في القمة الى "استمرار المساندة" الدولية للجهود المصرية خلال المرحلة المقبلة من اجل "تثبيت وقف اطلاق النار وضمان الانسحاب الاسرائيلي من غزة والعودة الى التهدئة وفك الحصار وفتح المعابر".
وكانت القاهرة اعلنت قبيل بدء القمة بالتزامن تقريبا مع اعلان حركة حماس وقف اطلاق النار ومنح مهلة اسبوع للجيش الاسرائيلي من غزة انها تواصل مفاوضاتها مع الحركة ومع اسرائيل من اجل تطبيق باقي بنود مبادرة مبارك التي بدا امس ان اسرائيل قررت تجاوزها باعلانها وقف اطلاق نار من طرف واحد.
وقال "مصدر مصري مسؤول" في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط ان "المسؤولين المصريين واصلوا الاحد مفاوضاتهم مع وفد حركة حماس في اطار الجهود التي تقوم بها مصر لتثبيت وقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين واستكمال تطبيق بنود المبادرة المصرية في ضوء اعلان اسرائيل وقف اطلاق نار من جانب واحد".
وقال المصدر حسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان "المسؤولين المصريين كانوا اطلعوا وفد حركة حماس في اجتماع عقد الليلة الماضية (ليل السبت/الاحد) على ملاحظات الحكومة الاسرائيلية على التصور الذي قدمته الحركة لوقف اطلاق النار".
واضاف ان "المسؤولين المصريين استمعوا الى رد الوفد على هذه الملاحظات للعمل على تقريب وجهات النظر بين الجانبين".
واكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي لوكالة فرانس برس ان "المبادرة المصرية ما زالت قائمة وحية" بعد وقف اطلاق النار الاسرائيلي من جانب واحد والذي بدأ سريانه في الساعة الثانية بعد منتصف ليل الاحد.
وكان مبارك طرح في السادس من كانون الثاني/يناير الجاري مبادرة من ثلاث مراحل تقضي اولا بوقف اطلاق نار لفترة محددة تليه هدنة تكفل الاستجابة للمطلب الاسرائيلي الرئيسي وهو تامين الحدود بين مصر وقطاع غزة لمنع تهريب السلاح الى حركة حماس وتلبي في الوقت نفسه مطالب الحركة بانسحاب الجيش الاسرائيلي من غزة وفك الحصار عن القطاع وفتح المعابر.
وتقضي المرحلة الثالثة من المبادرة المصرية بدء حوار وطني فلسطيني خصوصا بين حركتي فتح وحماس يفضي الى تشكيل حكومة وفاق وطني.
من جهة اخرى اعرب مبارك والملك عبد الله الثاني وموسى عن املهم في ان يشهد العام 2009 تسوية تضع نهاية للنزاع العربي-الاسرائيلي.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قال للصحافيين الذين رافقوه على الطائرة التي اقلته الى شرم الشيخ ان "هذا النزاع اثبت مرة اخرى الحاجة العاجلة الى التوصل الى تسوية طويلة تمنح الامن لاسرائيل والفلسطينيين".
واضاف "اعرف من مناقشاتي مع الرئيس (الاميركي المنتخب) باراك اوباما انه يشاركنا الرغبة في ان يحل امل جديد لدى شعوب المنطقة محل العنف والتدمير اللذين شهدهما العام 2008".
وبعد ان اقترح براون السبت مشاركة القوات البحرية البريطانية في وقف تهريب الاسلحة الى غزة السبت كشف براون عن تفاصيل جديدة حول هذه المساهمة الاحد.
واكد ان البحرية البريطانية ستعمل في البحر الاحمر وخليج عدن و"ستساعد في تدريب قوات الامن الفلسطينية والمصرية (على مراقبة الحدود)".
ودعا براون مجددا الى فتح معابر قطاع غزة. وقال "يجب ايضا ان ننهي العزلة الاقتصادية لغزة من خلال فتح المعابر التي تربطها بالعالم الخارجي".
واعتبر ان "الاولوية الاولى" بعد وقف اطلاق النار "هي ايصال المساعدات الغذائية والطبية للسكان".
وتابع "لم نكتشف بعد الحجم الكامل للمعاناة المريعة" لسكان غزة مضيفا "لكن الواضح حتى الان ان هناك عددا كبيرا من المدنيين الابرياء من ضمنهم مئات الاطفال الذين قتلوا خلال الهجوم العسكري".
واكد الرئيس المصري ان بلاده "ستدعو وستستضيف" مؤتمرا دوليا حول اعادة اعمار غزة داعيا الى ضرورة توفير الموارد المالية اللازمة لذلك.



التعليقات