31/10/2010 - 11:02

أولمرت: ثمن الاتفاق مع الفلسطينيين الآن سيكون أقل من الثمن الذي ستضطر إسرائيل إلى دفعه في المستقبل..

أولمرت يسعى إلى إقناع أبو مازن بقبول اقتراحه بإعلان اتفاق مبادئ، يتضمن تأجيل قضية القدس، ورفض حق العودة، والانسحاب من أقل من 68% من مساحة الضفة الغربية..

أولمرت: ثمن الاتفاق مع الفلسطينيين الآن سيكون أقل من الثمن الذي ستضطر إسرائيل إلى دفعه في المستقبل..
في حديثه أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، إن عدم التوصل إلى اتفاق بسرعة مع الفلسطينيين سيكلف ثمنا لا يحتمل. وأن الثمن الذي تدفعه إسرائيل في ما أسماه "إعادة مناطق" إلى الفلسطينيين سيكون أقل من الثمن الذي ستضطر إلى دفعه في المستقبل. كما أكد أنه يسعى إلى إقناع أبو مازن بقبول اقتراحه بشأن اتفاق مبادئ حول القضايا الجوهرية، التي تنص على تأجيل المفاوضات بشأن القدس، والإنسحاب من أقل من 68% من مساحة الضفة الغربية، ورفض حق العودة للاجئين.

في لقائه مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل موراتينوس، يوم أمس الأول الأحد، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إنه قلق من أن هناك مسؤولين فلسطينيين كبار يمارسون الضغط على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لكي يرفض اقتراحه بالتوقيع على اتفاق مبادئ.

ونقل عنه قوله إن "هناك عناصر فلسطينية تعشق المفاوضات وتحاول عرقلة التوصل إلى اتفاق".

وطالب أولمرت بالتوصل بسرعة إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية، وبحسبه فإن "ثمن التأخير في المفاوضات سوف لن يحتمل".

ومن المقرر أن يلتقي أولمرت، اليوم، مع أبو مازن، وذلك في محاولة لإقناعه بقبول اقتراحه بشأن اتفاق مبادئ حول القضايا الجوهرية في المفاوضات؛ الحدود واللاجئين والقدس.

وكان أولمرت قد حضر اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، يوم أمس الإثنين، وقال إنه من الممكن التوصل إلى تفاهمات مع الفلسطينيين قبل نهاية العام الحالي. وبحسبه فإن "إسرائيل سوف تأسف على كل يوم يمر دون التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. وأن عدم التوصل إلى اتفاق بسرعة سيكون ثمنه لا يحتمل".

وأضاف أنه "حتى لو كان الثمن الذي ستدفعه إسرائيل إعادة مناطق بنسبة واحد إلى واحد، فإن ذلك سيكون أقل مما ستضطر على دفعه في المستقبل".

وبحسب أولمرت فإنه "بموجب الاتفاق الذي تجري بلورته، سوف يتم تسليم الفلسطينيين ما يقارب 100% من مساحة الضفة الغربية، أو مساحات أخرى مساوية. وأنه يمكن التوصل إلى هذه المعادلة من خلال ضم مناطق أو تبادل مناطق.

وبحسب اقتراح أولمرت، الذي نشرته صحيفة "هآرتس"، فسوف يتم تسليم الفلسطينيين ما مساحته 93% من مساحة الضفة الغربية (بدون منطقة القدس)، و 5.5% من أراضي النقب القريبة من قطاع غزة، وذلك كتعويض عن الكتل الاستيطانية التي سيتم ضمها إلى إسرائيل (ما يعني أن الحديث عن أقل من 68% من مساحة الضفة الغربية- عــ48ـرب).

أما في مسألة اللاجئين فقد صرح أولمرت في اجتماع لجنة الخارجية والأمن بأنه "لن يكون هناك حق عودة بأي حال من الأحوال، إلا أن إسرائيل على استعداد لأن تكون جزءا من هيئة دولية تعمل على حل المشكلة".

ويقترح أولمرت في هذا السياق آلية تعويض دولية للاجئين الفلسطينيين، وعودة عدد رمزي من الفلسطينيين، لا يتجاوز بضعة آلاف، على أساس "إنساني، وفي إطار لمّ الشمل"، وليس على أساس اعتراف إسرائيل بحق العودة أو بمسؤوليتها عن قضية اللاجئين.

أما في قضية القدس فيقترح أولمرت تأجيل المباحثات بشأنها، وإجرائها في إطار هيئة دولية واسعة.

وحول المفاوضات مع سورية، قال أولمرت إنه يجب دفع الثمن مقابل فصل سورية عما أسماه "محور الشر". على حد قوله.

وبحسبه فإن أي حكومة مسؤولة ستوافق على دفع هذا الثمن. وأضاف أن التوصل إلى حل مع سورية، سوف يؤدي إلى حل مع لبنان.
في حديثه مع صحيفة "هآرتس" قال وزير الخارجية الإسباني، ميغيل موارتينوس، الإثنين، إن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يدرس بشكل جدي وإيجابي اقتراح رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، بشأن اتفاق مبادئ حول القضايا الجوهرية للحل الدائم.

وأضاف أن النتائج التي توصل إليها، في أعقاب محادثاته مع عباس وأولمرت، وخاصة في أعقاب سماع اقتراحات الأخير، هي إيجابية جدا.

وبحسبه فإن أولمرت وعباس قريبان جدا في مواقفهما، وأنه على قناعة بأن المحادثات بينهما لن ترتد إلى الوراء. وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على ألا يتأثر ذلك بما سيحصل في السياسة الإسرائيلية أو في استبدال السلطة في الولايات المتحدة.

وقال موراتينوس إنه قد استمع في لقائه مع أولمرت إلى تفاصيل حول أسس اقتراحه لعباس، وأكد على أن الاقتراح يستند إلى المحادثات الكثيرة التي جرت بينهما.

إلى ذلك، من المتوقع أن يلتقي أبو مازن، اليوم الثلاثاء، مع أولمرت. وبحسب وزير الخارجية الإسباني فمن الممكن أن يقدم عباس رده على اقتراح أولمرت خلال اللقاء.

وتابع الوزير الإسباني أن عباس قد اهتم باقتراح أولمرت، وأنه، أي عباس يعتقد أن الحديث هو عن اقتراح جدي، ويعمل على دراسته بشكل إيجابي.

ولفتت الصحيفة إلى أن موراتينوس كان خلال السنتين الأخيرتين من بين وزراء الخارجية القلائل الذين واصلوا زيارة دمشق، وإجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد. وفي مقابلته مع "هآرتس" أكد أن محاولات عزل سورية لن تجلب فائدة.

وأضاف أن سورية هي لاعب مهم في الشرق الأوسط وبدون إجراء حوار معها فمن الصعب التوصل إلى سلام. وأشار إلى أنه في الوقت الذي أيدت فيها بعض الدول الغربية سياسة عزل سورية، فإن إسبانيا كانت تتبنى سياسة مخالفة.

أما بشأن المفاوضات مع سورية، فقد عبر عن تفاؤله، وقال إنه قد استمع في إسرائيل وتركيا وسورية إلى تصريحات إيجابية بشأن المفاوضات. وبحسبه فإن جدول أعمال المفاوضات معروف، وأن الأطراف تدرك ما هو الأساس للاتفاق.

يذكر أن موراتينوس قد عمل لسنوات طويلة كمبعوث للاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط، وكسفير لإسبانيا في إسرائيل. ويأتي لقاؤه هذا مع أولمرت بعد قطيعة طويلة، بذريعة أن الوزير الإسباني قد التقى، خلال زيارته إلى لبنان قبل سنة ونصف، بنائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم. وأيضا بذريعة أن الوزير الإسباني قد حاول الدفع بمبادرة لعقد مؤتمر دولي للسلام حول القضية الفلسطينية، قبل أشهر من مؤتمر أنابولس

التعليقات