31/10/2010 - 11:02

أولمرت: نحن أمام عملية تاريخية مع سوريا..

ألقت المحادثات غير المباشرة مع سوريا التي أعلن عنها الأسبوع الماضي بظلالها على جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت صباح اليوم، وانقسم الوزراء بين مؤيد ومعارض.

أولمرت: نحن أمام عملية تاريخية مع سوريا..
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، لدى استضافته وزراء سابقين، يوم أمس، الأحد،: " نحن على أعتاتب عملية تاريخية مع سوريا، وذلك قد يزيل التهديد من الشمال". وكانت المحادثات غير المباشرة مع سوريا قد تصدرت جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت صباح أمس، وانقسم الوزراء بين مؤيد ومعارض، وأطلع رئيس الحكومة إيهود أولمرت الوزراء على تطورات تلك المباحثات، وقال إنه لا يعتزم إجراء المفاوضات عبر وسائل الإعلام، في إشارة إلى أنه سيحافظ على سرية تفاصيل المحادثات مع سوريا. وعلى صعيد التهدئة مع الفلسطينيين هدد رئيس الوزراء إيهود أولمرت «بالعمل بطريقة أخرى» إذا فشلت مبادرة التهدئة المصرية.

وتتهم أوساط سياسية إسرائيلية، أولمرت، بأنه يهدف من وراء المفاوضات على المسار سوري لصرف النظر عن قضايا الفساد التي يخضع فيها للتحقيق. ويرى محللون إسرائيليون أن أولمرت ليس لديه القدرة السياسية على إبرام اتفاق مع سوريا، وأنه يحاول من خلال هذه الخطوة المراوغة لتحسين وضعه الداخلي. وتساءلوا هل أولمرت قادر على تنفيذ اتفاق معروف ثمنه سلفا وهو الانسحاب الكامل من هضبة الجولان.

المحادثات مع سوريا

وفي تصريحات لا يمكن فهم مرادها قال أولمرت إن المفاوضات «ستدار وفقا للواقع الراهن، وليس حسب ما كان قبل عشر سنوات؛ حسب الحساسيات والظروف السياسية الراهنة، وليس حسبما كانت في الماضي". وأضاف أولمرت أن حكومته تأخذ المفاوضات على محمل الجد، وتعد لها بشكل دقيق.

وكان مسؤولون أتراك وإسرائيليون أكدوا يوم الجمعة الماضي أن المباحثات السورية الإسرائيلية غير المباشرة بوساطة تركية ستستأنف في الأيام القريبة. في حين أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم أمس الأول أن نصف الإسرائيليين يعارضون الانسحاب من الجولان أو من أجزاء منه، وأن الثلثين يعتقدون أن رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، لا يحق له إجراء مفاوضات مع سوريا. وبينت النتائج أيضا أن ثقة الجمهور بأولمرت في الحضيض ولا تتجاوز الـ 6%.

التهدئة

وعن كيفية تعاطي حكومته مع قطاع غزة، قال أولمرت إن «اللحظة الحاسمة تقترب» في إشارة إلى إمكانية شن حملة عسكرية على قطاع غزة لتحقيق الأهداف الإسرائيلية السياسية ووقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية. أضاف "أن إسرائيل تريد إحلال الهدوء والأمن على المدى الآني وعلى المدى البعيد، وسنحتاج إلى اتخاذ قرارات". وعن مبادرة التهدئة المصرية قال إن إسرائيل تنتظر الوسيط المصري من أجل معرفة رد الفصائل الفلسطينية على المطالب الإسرائيلية. وفي تهديد مبطن قال أولمرت: " إذا لم تثمر الجهود المصرية نتائج، سنحتاج إلى العمل بطريقة أخرى".

ومن جانبه قال وزير الأمن إيهود باراك إن إسرائيل معنية بإخراج سوريا من دائرة المواجهة، مشيرا إلى أن السوريين يصرون على أن تكون المفاوضات علنية. واتهم وزير الأمن إيهود باراك سوريا بأن المفاوضات ليست على رأس سلم أولوياتها، بل على رأسها استمرار حكم عائلة الأسد، وإلغاء المحكمة الدولية لاغتيال رفيق الحريري، ولعب دور مركزي في لبنان. وأضاف باراك قائلا: " كما ذكر رئيس الوزراء، شروط سوريا اختلفت وازدادت تعقيدا نتيجة لعمق العلاقات بينها وبين إيران، وبسبب ذلك أعتقد أنه يتعين علينا إعداد أنفسنا لأمر قد يطول. ولكن ذلك لا ينبغي أن يثنينا عن التعاطي مع ذلك وتحريكه".

وزير الداخلية مئير شطريت أعلن أنه سيعترض على اسماه أي «اتفاقية خضوع» مع حركة حماس، والتي يمكن أن تفسر على أنها ضوء اخضر للدول الأوروبية لكسر مقاطعة حكومة حماس. واعتبر شطريت أن عدم القضاء على المقاومة سيدخل في المستقبل مئات آلاف السكان إلى مدى الصواريخ. ودعا إلى إتاحة المجال للجيش للعمل ليلا ونهارا ضد فصائل المقاومة معتبرا أن ذلك هو السبيل الوحيد لوقف تهديد الصواريخ. وعن المحادثات السورية الإسرائيلية قال شطريت إنه "على استعداد للاعتراف بسيادة سوريا على هضبة الجولان شريطة أن يقوموا بتأجيرنا الهضبة لـ25 سنة". وأضاف قائلا: "إذا كانوا (السوريون) ينشدون السلام لا يوجد أي سبب لعدم الاستجابة لطلبنا، وحينما نتيقن بعد 25 عاما أنه يوجد سلام حقيقي مع سوريا لن تكون هناك مشكلة في التخلي عن الهضبة، وإذا رفضوا، فليكن لهم ذلك، ليس من مصلحتهم شن حرب علينا، نحن جاهزون للدفاع عن أنفسنا ولا نخشى إيران ولا سوريا".

نائب رئيس الوزراء، وزير الصناعة والتجارة، إيلي يشاي، أعرب هو أيضا عن رفضه للمفاوضات مع سوريا. وقال "طالما أن الأسد لا يتخلى عن محور الشر، لا يجب إجراء حوار معه منحه الشرعية".

صحيفة تشرين السورية شبه الرسمية ردت يوم أمسعلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، التي تحدثت عن ضرورة تقديم تنازلات مؤلمة من الطرفين وأن الاتفاق مع سوريا منوط بالتخلي عن علاقاتها مع إيران وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن "دمشق لا تريد شروطاً مسبقة تضع العربة أمام الحصان، ولا تساوم في علاقاتها مع الدول والشعوب، ولا تريد في الوقت نفسه مساومة الآخرين على علاقاتهم مع الدول والشعوب".

وأكدت الصحيفة أن سورية ستدرس إذا ما كانت المفاوضات غير المباشرة تحقق تقدماً ملموساً يقتضي إجراء مفاوضات مباشرة، وما إذا كانت قد اصطدمت بالعقبات والعراقيل و«الشروط». مشيرة إلى أن الشروط التعجيزية لا يمكنها أن تسهل عمل المفاوضين، خاصة إذا كانت هذه الشروط هي النتائج وليست المقدمات.

واعتبرت الصحيفة أن من يضع الشروط اليوم لأهداف داخلية وانتخابية(في إشارة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت)، فإنه يضع العصيّ في العجلات، ويخضع عملية السلام لعملية مساومة وابتزاز.

ويأتي رد صحيفة تشرين على تصريحات صدرت عن كبار المسؤولين الإسرائيليين اعتبرها المراقبون بمثابة وضع عصي في عجلة المفاوضات.

التعليقات