31/10/2010 - 11:02

إسرائيل تحتج في الأمم المتحدة على ما أسمته بالخروقات على الحدود الشمالية..

يأتي هذا الاحتجاج في ظل الخروقات الإسرائيلية المتواصلة والتي كان آخرها إقامة موقع عسكري خارج كفر شوبا وتعزيزه في إطار عملية القضم المتواصل للأراضي اللبنانية..

إسرائيل تحتج في الأمم المتحدة على ما أسمته بالخروقات على الحدود الشمالية..
قدمت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة، غبريئيلا شلو، مساء أمس الإثنين، احتجاجا رسميا إلى السكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، بادعاء الخروقات التي حصلت على الحدود الشمالية مع لبنان. واتهمت جنود الكتيبة الهندية التابعة لقوات الأمم المتحدة بمساعدة لبنانيين على اجتياز الحدود بشكل استفزازي.

كما ادعت في رسالة الاحتجاج أن لبنانيين منعوا قوات الطوارئ الدولية من الوصول إلى مكان الانفجار الذي حصل في الأيام الأخيرة على بعد 15 كيلومترا من الحدود.

وادعت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة أن مثل هذه الخروقات تشكل خطرا على ما أسمته بـ"الاستقرار الهش" على الحدود الشمالية لإسرائيل، وتتناقض مع قرار مجلس الأمن 1701.

وعلى صعيد ذي صلة، تناولت صحيفة "السفير" اليوم، الثلاثاء، إقامة موقع عسكري إسرائيلي خارج قرية كفرشوبا. ولفتت إلى أن قوات الاحتلال عززت محيط الخرق البري بدبابة "ميركافا" وعدد من الجنود، ما فُسر بأنه رسالة تهويلية إلى أهالي كفرشوبا لمنعهم من تنفيذ التحرك الشعبي الواسع الذي هددوا باللجوء اليه خلال الساعات المقبلة، إذا لم يبادر الاحتلال إلى إزالة الخرق المتمثل في إقامة موقع عسكري في نقطة كانت تشغلها المقاومة قبل العام 2006.

وتابعت الصحيفة أن الأهالي ينتظرون نتائج الاتصالات التي تقوم بها قيادة القوات الدولية مع الجانب الإسرائيلي لمعالجة الخرق، وفي حال لم تسفر عن نتائج ملموسة، فإن هناك قرارا متخذا لدى أهالي كفرشوبا بأن يتولوا بأنفسهم إزالة الموقع الإسرائيلي المتقدم.

ونقلت عن مصادر عسكرية لبنانية أن منطقة الخرق هي منطقة تحفظ، ومن غير المسموح أن يُدق مسمار واحد فيها حتى لا يتم تكريسه كـأمر واقع، لافتة الانتباه إلى أن من صلب مهام القوات الدولية أن تمنع أي تعد على المناطق موضع التحفظ للحؤول دون فرض أي معطى جديد فيها لصالح الاحتلال، وهي تشمل مزارع شبعا، تلال كفرشوبا، إضافة إلى نقاط عند تخوم رميش والعديسة وإبل القمح.

ونبهت إلى أن الخرق يندرج في إطار عملية قضم منظمة للأراضي اللبنانية، وبالتالي لا بد من مواجهته بكل الوسائل المتاحة.

وكان الخرق الإسرائيلي موضع بحث بين الرئيس نبيه بري وقائد القوات الدولية غراتسيانو في المصيلح، حيث لفت بري انتباه زائره إلى أن إسرائيل تعتمد سياسة القضم، خطوة تلو خطوة، ومترا بعد متر، وهذا أمر لا يمكن السماح به، و ما حصل من تحرك شعبي هو رسالة بهذا المعنى.

وقال بري لغراتسيانو: الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا لم يتم دفعة واحدة، بل جرى على مراحل، ونحن لن نقبل بتكرار هذا السيناريو مجددا.

وكانت قد تناولت الصحيفة تقريرا، يوم أمس الإثنين، أشارت فيه إلى أن الاحتلال بدأ ميدانيا باتجاه تعديل الخط الحدودي المفروض منذ مطلع السبعينيات في تلال العرقوب الشرقية، وذلك بهدف اقتطاع المزيد من الأراضي المحررة وإقامة منطقة عازلة بين سياجه الالكتروني والمناطق المحررة تكون خاضعة لسيطرته، على طول الخط الممتد من الغجر غربا وحتى مرتفعات جبل الشيخ شرقا. وقد بدأت معالم خطة تعديل الخط الحدودي المفروض منذ عدوان 1967 في محور العرقوب تظهر بشكل تدريجي بعيد الحرب الأخيرة على لبنان في تموز/ يوليو 2006، وذلك تحت ذريعة أخطاء ارتكبت خلال عملية ترسيم الحدود.

وأضافت أن هذا التعديل الحدودي هذا نفذ جانبا منه وبشكل مباشر جيش الاحتلال، والقسم المتبقي أنيط تنفيذه بلجنة دولية متعددة الجنسيات تحت ذرائع متعددة، فجيش الاحتلال وخلال الأيام الأولى لعدوان تموز/ يوليو عمل على ضم الشطر الشمالي اللبناني من بلدة الغجر، بعد قيامه بجرف مركز لـ حزب الله كان قائما عند مدخل البلدة الشرقي منذ عام 2000، ومن ثم رفع سياجا من الأسلاك الشائكة وبشكل دائري حوله، مما أتاح له إحكام قبضته على هذه البلدة عنوة، رافضا حتى اليوم تطبيق بنود القرار الدولي رقم 1701، على الرغم من الاعتراف الدولي بأحقية لبنان باستعادة هذه المنطقة، والبالغ طولها 1000م وبعرض 500 متر تقريبا.

وتابعت "السفير" أنه بعد هذا التعديل الحدودي في الغجر، كرت سبحة التعديلات على طول الخط الحدودي انطلاقا من الغجر وحتى مرتفعات جبل الشيخ، ففي بلدة العباسية عند الطرف الغربي لمزارع شبعا، عمل فريق طوبوغرافي دولي عام 2007 على تحديد حقول محاذية للسياج الشائك المستحدث عام 2000 بطول حوالي 450 مترا وبعرض ما بين 20 إلى 70مترا، وطلب من أصحابها عدم دخولها حفاظا على حياتهم، وقد لاقت هذه الخطوة سلسلة احتجاجات من الأهالي وصلت إلى حد الاعتصام، كما أشار لـ«السفير» رئيس لجنة العودة في البلدة محمد شهاب.

بعد العباسية، اتجه التعديل شرقا إلى تلال كفرشوبا حيث عملت عناصر دولية عام 2008 على إقامة سياج حديدي عند بركة بعثائيل، اقتطع منطقة بلغ طولها حوالي 1500 متر وبعمق ما بين متر إلى 700 متر، والحجة عند الـ«يونيفيل» كانت منع دخول أبقار إسرائيلية من المزارع المحتلة إلى الجانب اللبناني، على عكس التسريبات الإسرائيلية التي ادعت أن هذه المنطقة تقع ضمن الخط الأزرق وثمة خطأ في الترسيم تم تصحيحه، والمنطقة المقتطعة تحوي مركزا قديما لـ حزب الله ، أخلي عام 2006، إضافة إلى حقول زراعية ومراع ومهبط مروحيات إسرائيلي أقيم عام 1967، وقد شطر الخط الجديد هذا المهبط إلى قسمين.

وفي بركة النقار، إلى الجنوب من شبعا، عمل فريق دولي عام 2007 على تحديد مساحة محاذية للسياج الشائك، يبلغ طولها حوالي 350 مترا وبعرض ما بين 20 إلى 25 مترا، بحيث ركزت براميل وعلامات زرقاء يمنع على أي كان تجاوزها، كذلك كان تعديل مشابه في جبل سدانة بلغ طوله حوالي 70 مترا وبعرض حوالي 30 مترا.

المصادر المتابعة للوضع الحدودي أشارت إلى أن جيش الاحتلال وبعد الانتهاء من خطوته الأولى في تعديل الخط الحدودي الجديد، انتقل إلى الخطوة الثانية لتكريس هذا التعديل ميدانيا، فاختار مرتفعات كفرشوبا حيث المساحة المسلوخة واسعة، فدفع بقواته لاجتياز بوابة حسن للمرة الأولى منذ عام 2006، لتباشر فورا وعلى مراحل عملية استحداث أول موقع من نوعه في نقطة خارج سياجه الشائك الالكتروني.

التعليقات