31/10/2010 - 11:02

اسرائيل تتهم القوات الدولية في لبنان بالتعاون مع "الارهاب"!!

اسرائيل تصب جام غضبها على القوات الدولية بسبب مساواتها بينها وبين حزب الله في تقاريرها المتعلقة بتبادل اطلاق النيران، وهجومها على المنظمة الدولية يأتي عشية افتتاح دورتها الجديدة

اسرائيل تتهم القوات الدولية في لبنان بالتعاون مع
عشية افتتاح الدورة الجديدة للهيئة العامة للامم المتحدة، في منتصف الشهر الجاري، شنت اسرائيل هجوما عنيفا على المنظمة الدولية اتهمتها من خلاله "بالتعاون" مع منظمة حزب الله التي تنعتها اسرائيل بـ"الارهابية"، وطالبت بتقليص القوات الدولية المرابطة على الحدود الفاصلة بينها وبين لبنان، بزعم انها "لم تساهم في حفظ الامن والاستقرار، بل تتعاون مع حزب الله اللبناني"!

وجاء هذا الاتهام في اطار تصريحات ادلى بها احد المسؤولين السياسيين الكبار في اسرائيل لصحيفة "هآرتس"، عشية توجه رئيس الوزراء الاسرائيلي الى نيويورك، بعد غد الثلاثاء، للمشاركة في افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للامم المتحدة. وزعم هذا المسؤول ان "الامم المتحدة تتعاون مع تنظيم "ارهابي" وهو وضع غير محتمل خاصة في الوقت الذي تتحدث فيه المنظمة الدولية عن محاربة الارهاب" على حد تعبيره. "

وافادت "هآرتس" ان اسرائيل طرحت خلال لقاءات اجراها موفدوها مع مسؤولين دبلوماسيين في واشنطن وباريس، ادعاءات شديدة اللهجة ضد قوات حفظ السلام الدولية، تضمنت الادعاء بأن هذه القوات "تحاور حزب الله بشكل دائم، كي تحافظ على وجودها بشكل خاص"!

كما تهاجم اسرائيل القوات الدولية بسبب وجود معسكرات وابراج رقابة تابعة لحزب الله على امتداد منطقة الشريط الحدودي الفاصل بينها وبين لبنان.

وتزعم اسرائيل ان انتشار القوات الدولية يشكل ذريعة للحكومة اللبنانية تبرر عدم قيامها بنشر قوات جيشها في جنوب لبنان، حسب ما قرره مجلس الأمن.

ويتضح مما تنشره "هآرتس" ان اسرائيل تصب جام غضبها على القوات الدولية بسبب ما تسميه "تعاملها المتساوي معها ومع حزب الله في التقارير المتعلقة بتبادل اطلاق النار" زاعمة ان حزب الله هو "تنظيم ارهابي". ويزعم المصدر السياسي الاسرائيلي ان الخروقات الاسرائيلية "تنحصر في الطلعات التي يقوم بها طيرانها العسكري في الأجواء اللبنانية" وهي مسألة يعتبرها هذا المسؤول " هامشية" و"قليلة"! الا ان هذا المسؤول يتجاهل ان بلاده ما زالت تحتل مزارع شبعا في جنوب لبنان.

يشار الى ان الادعاءات الاسرائيلية تسبق النقاش المرتقب في مجلس الأمن الدولي، في يناير 2006، حول تمديد عمل القوات الدولية.

وافادت "هآرتس" ان فرنسا رفضت الادعاءات الاسرائيلية، واوضح موظفون رسميون في باريس للسفير الاسرائيلي، نيسيم زفيلي، ان تمديد عمل القوات الدولية في جنوب لبنان يتيح لها الاتصال بكافة الأطراف وانها تقوم بمهام تحقق الاستقرار، ومن شأن تقليص عددها ان يمنع تحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة. اما في الادارة الاميركية فقالوا انهم يفضلون تنسيق هذه المسألة مع الفرنسيين بسبب الوضع اللبناني الحساس.

يشار الى ان الامم المتحدة كانت قد اوفدت قواتها الدولية الى لبنان في العام 1978، اثر قيام اسرائيل بالاعتداء على الاراضي اللبنانية في اطار ما يسمى "عملية الليطاني" التي سبقت الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1982، والذي تواصل لقرابة 18 عاما، تم خلالها احتلال المنطقة الممتدة من الشريط الحدودي في جنوب لبنان وحتى العاصمة بيروت. وقد انسحبت اسرائيل في ايار 2000، من لبنان تحت ضغط الخسائر التي انزلتها بها المقاومة اللبنانية، الا انها تواصل حتى اليوم احتلال مزارع شبعا.

كما يشار الى ان عدد القوات الدولية في جنوب لبنان يبلغ اليوم قرابة 2000 جندي، و50 مراقبا و400 مدني. ويقود هذه القوات الجنرال الفرنسي الين بلاغريني، الملحق العسكري السابق في السفارة الفرنسية لدى بيروت ورئيس قسم الشرق الأوسط في المخابرات العسكرية الفرنسية.

التعليقات