31/10/2010 - 11:02

التلفزيون الاسرائيلي يعرض للمرة الاولى صورا عن قصف المفاعل النووي العراقي في 1981

-

التلفزيون الاسرائيلي يعرض للمرة الاولى صورا عن قصف المفاعل النووي العراقي في 1981
عرض التلفزيون الإسرائيلي العام للمرة الأولى مساء الأربعاء صورا التقطها الطيران الإسرائيلي خلال الغارة التي شنها على المفاعل
النووي العراقي عام 1981.

ويظهر هذا الفيلم ومدته ساعة ونصف الساعة الذي أعده الإسرائيلي نير تويب الاستعدادات الدقيقة التي قامت بها أجهزة المخابرات في الجيش الإسرائيلي وكذلك سير الغارة التي شنت في السابع من حزيران/يونيو 1981 على مصنع تموز، 17 كلم من بغداد، وقتل خلالها تقني فرنسي.

وتبين من خلال الفيلم أن طائرات "اف-16" الثمانية الأميركية الصنع كان يجب ان تسلم أصلا لشاه إيران ولكن بعد ثورة الخميني تم تسليمها لإسرائيل وكان من المفترض ان لا تتسلمها الا في العام 1982.

وكشف الفيلم كيف تدربت مجموعة الطيارين الثمانية منذ وقت طويل وبسرية متناهية على التحليق على علو منخفض خصوصا فوق قبرص والبحر الأحمر.

وكان اصغر هؤلاء الطيارين ايلان رامون الذي اصبح اول رائد فضاء اسرائيلي وقتل في الأول من شباط/فبراير 2003 خلال تحطم المركبة الاميركية كولومبيا.

وأخذت جميع المخاطر بالاعتبار بالنسبة للغارة على مفاعل تموز: أعطال واحتياطي المحروقات ونيران المضادة الأرضية وأخطاء ملاحية وغيرها.
وبالإجمال شارك 230 شخصا في هذه العملية وحث رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال "رافاييل ايتان" الذي كان يخشى حصول تسريب أخبار حول العملية، رئيس الوزراء مناحيم بيغن اعطاء الامر للبدء بالعملية.

وتذكر احد الطيارين ما قاله لهم الجنرال ايتان قبيل انطلاقهم: "اذا وقعتم في
الاسر قولوا كل ما تعرفونه. انتم تعتقدون إنكم تعرفون الكثير ولكنكم لا تعرفون شيئا. كفوا عن أكل التمور لأنكم ستحصلون على الكثير منها في العراق".

واقلعت الطائرات من ايلات (البحر الاحمر) وحلقت على علو منخفض فوق صحراء السعودية والعراق كي لا يتم رصدها.

وقال احد الطيارين خلال المهمة "اني ارى بعض البدو (...) هم ينظرون ولكن يبدو انهم لا يفهمون شيئا".

وقال اخر "اجتاز الان الطريق بين السعودية والعراق. ارى شاحنتين (...) الى اليسار، ارى مجمعا عسكريا" مضيفا "ارى الفرات، النهر المقدس، لا علاقة له بالاردن".
واضاف "حسنا، لا ارى طائرات ميغ (...) ها هي أسوار المفاعل. هناك هوائيات. القيت القنابل".

ومرت 50 ثانية بين القنبلة الأولى التي كانت بزنة 900 كلغ والقنابل التي
القاها ايلان رامون، الطيار الذي قاد الطائرة الثامنة والذي قال "ارى السنة
النيران والدخان، المفاعل ينهار".

وقال طيار اخر ان طائرات ال"اف-16" الثمانية تعود إلى إسرائيل: "تشارلي الجميع (جميع الطيارين) احياء والهدف دمر طبقا للخطط" التي وضعت.

وكان رئيس الوزراء في تلك الفترة مناحيم بيغن برر هذه الغارة التي جرت قبيل الانتخابات التشريعية الاسرائيلية بقوله ان مفاعل تموز كان على وشك ان يصبح "عملانيا" ما كان سيتيح لعراق صدام حسين إنتاج قنابل ذرية.

واثارت العملية انتقادات حادة دوليا بما في ذلك الحكومة الأميركية. وفي 19 حزيران/يونيو 1981 تبنى مجلس الأمن بالإجماع "إدانة قوية للهجوم العسكري التي شنته اسرائيل".

وبعد عدة اشهر، اكد وزير التجارة الخارجية الفرنسي ميشال جوبير اثر زيارة رسمية لبغداد موافقة فرنسا المبدئية على اعادة بناء المفاعل النووي ولكن ظلت هذه التصريحات بدون تنفيذ عملي.


"أ.ف.ب"

التعليقات