31/10/2010 - 11:02

الحكومة الإسرائيلية تربط تجميد الاستيطان بخطوات عربية وفلسطينية

"تجميد البناء جزء من قضية اوسع كثيرا (هي) ما اذا كنا سويا مع الولايات المتحدة وجيراننا الفلسطينيين والعرب يمكننا اطلاق مبادرة سلام اصلية يقودها رئيس الولايات المتحدة."

الحكومة الإسرائيلية تربط تجميد الاستيطان بخطوات عربية وفلسطينية
"تجميد مؤقت للاستيطان مقابل خطوات عربية" هذا هو الموقف الذي تفتقت عنه العقلية الإسرائيلية وحمله وزير الأمن إيهود باراك لواشنطن. ولكن هذا الموقف لم يفجر مباحثات باراك ميتشيل في واشنطن يوم أمس، بل عكس البيان المشترك الذي صدر في ختام الاجتماع أجواء تصالحية. بل وأبلغ ميتشيل باراك قبل دقائق من إقلاع طائرته أن الرئيس باراك أوباما عبر عن رضاه من المباحثات.

هذا الموقف عبر عنه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيهود باراك، بتنسيق وتناغم. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن نتنياهو قال في اجتماع عقده مع 27 سفيرا أجنبيا مساء أمس: " إسرائيليون كثيرون على استعداد لتقديم تنازلات كثيرة لفلسطينيين، ولكنهم لشيء واحد هم غير مستعدين: أن يكونوا بلهاء. لهذا، إذا كان أحد ما يريد أن أجمد الاستيطان، فإنني أتوقع أن يقدم الفلسطينيون المقابل".

وحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد عبر باراك خلال محادثاته في واشنطن عن استعداد إسرائيل للنظر في تجميد مؤقت للبناء في المستوطنات، شريطة أن يتوازى ذلك مع خطوات تطبيع من قبل الدول العربية تجاه إسرائيل. كما عرض باراك سلسلة من الشروط على الفلسطينيين. وقال باراك: إسرائيل تتوقع خطوات مقابلة من الفلسطينيين، من بينها تعهد بتجديد المفاوضات حول التسوية الدائمة، مع التعبير عن استعدادهم للاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وبتعهد بأن تفضي المفاوضات إلى «نهاية النزاع»، ونهاية كافة مطالب الفلسطينيين من إسرائيل. كما عرض طلبا آخر وهو أن تفضي المفاوضات إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وفي مقابلة مع محطة تلفزيون "فوكس نيوز" قال باراك إن تجميد البناء "جزء من قضية اوسع كثيرا (هي) ما اذا كنا سويا مع الولايات المتحدة وجيراننا الفلسطينيين والعرب يمكننا اطلاق مبادرة سلام اصلية يقودها رئيس الولايات المتحدة."
وأضاف باراك: "بالطبع ستكون هناك مناقشة بشأن الاحتمال الخاص بما اذا كان سيتم اطلاق مبادرة سلام كبرى فربما نفكر في نوع من التجميد الفعال لاي مبان جديدة لفترة زمنية محدودة."

وقد عاد وزير الأمن إيهود باراك يوم أمس إلى تل أبيب بعد لقائه مع المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن باراك بحث مع ميتشيل في واشنطن «بلورة صفقة شاملة تقوم إسرائيل بموجبها بخطوات ذات مغزى لكبح البناء في المستوطنات». وحسب "هآرتس" أضاف باراك أن «أي خطوة في المستوطنات ستنفذ فقط إذا حصلت إسرائيل على ضمانات بأن تقوم الدول العربية بخطوات مماثلة من جانبها للتقدم نحو تجديد المفاوضات السياسية الرامية للتوصل إلى تسوية إقليمية شاملة» . وقال باراك: "إذا تمت بلورة صفقة من هذا النوع، ستوافق إسرائيل على تجميد الاستيطان بشكل مؤقت على ألا يشمل التجميد 2000 وحدة سكنية قيد الإنشاء".

وأضاف باراك ان قضية الاستيطان بينما تعد هامة فانها "ستوضع في المنظور الصحيح" بمجرد ان تبدأ الجهود لتحقيق سلام اسرائيلي-عربي موسع يتجاوز الاتفاق الفلسطيني-الاسرائيلي. وأضاف: أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بعدم بناء مستوطنات جديدة وقال ان نقطة الخلاف الرئيسية مع الولايات المتحدة هي " ما الذي سيتم بشأن المباني التي هي قيد الانشاء الان."

وذكرت "هآرتس" أن ميتشيل سيزور تل أبيب بعد أسبوعين لمواصلة المباحثات مع المسؤولين الإسرائيليين. وأفادت تقديرات مسؤول سياسي بأنه حتى لو لو لم يتوصل ميتشيل إلى اتفاق مع رئيس الوزراء حول موضوع الاستيطان، ستؤدي إلى مزيد من التقليص في الفجوات بين الجانبين، وقد يطلب نتنياهو بالتوصل إلى تفاهمات نهائية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «الإدارة الأمريكية لم تنجح في الحصول على تعهد من الدول العربية بخطوات تطبيع مع إسرائيل«. وأن «لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما والملك السعودي عبد الله، لم يفضي إلى موافقة السعودية على تشجيع باقي الدول العربية، وخاصة دول الخليج، للبدء بخطوات تطبيع مع إسرائيل". وتابع: " وفي هذه الحالة لا يستطيع الأمريكيون الاستمرار في الطلب من إسرائيل فقط تنفيذ بوادر حسن نية كتجميد الاستيطان".

ونقلت الصحيفة عن مصدر في البيت الأبيض أن "المحادثات بين الإدارة الأمريكية والدول العربية متواصلة بغية التوصل إلى بوادر حسنة تجاه إسرائيل". وأضاف: "نأمل أن نرى نتائج لذلك في الفترة القريبة".

من جانبه قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقابلة مع قناة تلفزيونية روسية ان كل المحاولات الاسرائيلية لتبرير البناء في المستوطنات اليهودية مثل "النمو الطبيعي" هي من قبيل " الخداع" وستقابل بالرفض من القوى الغربية الكبرى. واضاف عباس قائلا "لكي أكون أمينا فانهم اذا كانوا يريدون مواصلة السير في هذا الاتجاه ومن ثم لا يريدون وقف الانشطة الاستيطانية. فاننا لن نقبل واوباما لن يقبل واوروبا وروسيا لن تقبلا (أي شكل لاستمرار التوسع الاستيطاني)."

وقال دبلوماسيون غربيون ان واشنطن تريد من الدول العربية ان تسمح لاسرائيل بفتح اقسام لرعاية المصالح وتسمح للطائرات المدنية الاسرائيلية بالمرور في مجالها الجوي. لكن الدبلوماسيين قالوا ان الدول العربية تقاوم الضغوط الامريكية وتطالب بأن تجمد اسرائيل أولا انشطة الاستيطان بشكل كامل وان تتخذ خطوات اخرى لدعم الفلسطينيين.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد شارك يوم أمس مع كبار المسؤولين الإسرائيليين في مراسم إحياء الذكرى الـ 233 لاستقلال الولايات المتحدة في مقر السفارة الأمريكية في تل أبيب. وقال نتنياهو إن «العلاقات الإسرائيلية الأمريكية غير قابلة للكسر»، مستخدما الجملة التي جاءت على لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب القاهرة.
وأضاف ، مشيرا إلى ما يسميه «التهديد الإيراني»: "الخطر الحقيقي هو أن يتم كبح النظام الديمقراطي في العالم – إذا استطاع أسوأ نظام في العالم الحصول على سلاح نووي". وتابع: "يمنع أن يحصل ذلك – باسم السلام والأمن والقيم السائدة في البلدين".

التعليقات