31/10/2010 - 11:02

الحكومة الإسرائيلية ستعلن هذا الأسبوع عن استعدادها الانسحاب من الشطر الشمالي من قرية الغجر؛ النائب نفاع: قرية الغجر الجولانيّة قرية سوريّة بشقيها

قال مصدر سياسي إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعلن هذا الأسبوع عن استعداد إسرائيل للانسحاب من القسم الشمالي لقرية الغجر الحدودية مع لبنان وسوريا ونقل السلطة

الحكومة الإسرائيلية ستعلن هذا الأسبوع عن استعدادها الانسحاب من الشطر الشمالي من قرية الغجر؛ النائب نفاع: قرية الغجر الجولانيّة قرية سوريّة بشقيها
قال مصدر سياسي إسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعلن هذا الأسبوع عن استعداد إسرائيل للانسحاب من الشطر الشمالي لقرية الغجر الحدودية مع لبنان وسوريا ونقل السلطة عليها للقوات التابعة للأمم المتحدة "يونفيل".

والغجر هي قرية سورية احتلت عام 1967 وضمتها إسرائيل عام 1981، إلا أن الأمم المتحدة قالت بعد ترسيم الحدود الذي أعقب انسحاب إسرائيل من جنوبي لبنان عام 2000 أن الخط الحدودي بين سوريا ولبنان يقسم القرية إلى شطرين. والحديث الجاري الآن هو عن انسحاب إسرائيلي من الشطر اللبناني، مع إبقاء الشطر السوري المحتل تحت السيطرة الإسرائيلية.
ولم يحسم الأمر بين لبنان وسوريا، حيث تسعى سوريا إلى استعادة الجولان أولا من إسرئيل ومن ثم ترسيم الحدود مع لبنان، مع التأكيد أنه لا خلاف حدودي مع لبنان.

ونقلت صحيفة هآرتس عن المصدر قوله إن الخطوة ستكون بمثابة «بادرة حسن نية» تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة «ورغبة في إبداء بادرة حسن نية تجاه حكومة فؤاد السنيورة بمناسبة الانتخابات النيابية التي ستجرى في مطلع شهر يونيو/ حزيران المقبل». وقال المصدر أن قضية الغجر تحتل مكانا هاما في أوليات نتنياهو ، بسبب الموقف الأمريكي، وأيضا بسبب اقتراب الانتخابات النيابية اللبنانية.

ويوضح المصدر أن الانسحاب لن ينفذ قبل الانتخابات اللبنانية بسبب التقديرات التي تشير إلى أنه من المتوقع أن تقدم التماسات للمحكمة العليا ضد القرار . هذا إلى جانب رغبة نتنياهو في الإعلان عن هذه الخطوة من أجل تعزيز الجهات المعتدلة في لبنان، قبل سفره للولايات المتحدة.

ويتوقع أن يجري المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر مداولات في الموضوع في جلسته هذا الأسبوع، وأن يصدر في ختامها بيان حول استعداد الحكومة الانسحاب من شمالي الغجر وفقا لقرار مجلس الأمن 1701، ووفقا لترتيبات أمنية ومدنية بدأت المفاوضات حولها مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2008.

وأجرت المنظومة الأمنية مؤخرا عدة مداولات حول الموضوع، ولكن لم تبلور كما يبدو توصيات في هذا الشأن.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل بحث قبل أسبوعين خلال زيارته لتل ابيب الموضوع مع المسؤولين الإسرائيليين، وطالب إسرائيل بالانسحاب من الغجر. وتقول المصادر أن الإدارة الأمريكية تضغط على إسرائيل في هذا الشأن وتعتبر أن الحديث لا يدور عن «بادرة حسنة» بل عن تطبيق قرار 1701 من أجل تعزيز المعسكر المعتدل في لبنان.

وقد أجرى نتنياهو مداولات في الموضوع مع وزير الأمن إيهود باراك ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وقال ديبلوماسي غربي ضالع في الموضوع إن باراك ونتنياهو معنيان بحل القضية بأسرع وقت. وأن نتنياهو معني باتخاذ قرار قبل سفره للولايات المتحدة كرسالة للرئيس الأمريكي.

وقال المصدر إن الترتيبات المطروحة للانسحاب هي اقتراحات قائد القوات الدولية في جنوب لبنان "كلوديو غراتسيانو، وأن تلك المقترحات خضعت للمفاوضات في الشهور الأخيرة. وسيصوت المجلس الوزاري على تبني مقترحات ممثل الأمم المتحدة أو تقديم مقترح بديل للانسحاب. ويؤكد المصدر أن فكرة تقديم بادرة حسن نية بمناسبة الانتخابات اللبنانية مفهومة ولكن ثمة جدل في هذا الموضوع وسيتخذ القرار هذا الأسبوع. وسنكون إحدى النقاط الحاسمة كيفية عرض القرار وكيفية تنفيذه لكي يساهم في تعزيز الجهات المعتدلة في لبنان. ويوضح المصدر أن إسرائيل معنية بتوقيع اتفاق مع لبنان برعاية الأمم المتحدة لكي لا يعتبر الأمر إنجازا لحزب الله.

وفي المقابل ترى أوساط في وزارة الخارجية وفي الجيش أن الخطوة لن يكون لها تأثير على الانتخابات اللبنانية. وقال مصدر امني ضالع في الموضوع "تلك الانتخابات تتمحور حول المال وليس حول السياسات". ويتساءل: ماذ سيحصل إذا قمنا بإقرار الانسحاب وفاز حزب الله في الانتخابات النيابية؟".

تقع قرية الغجر على الحدود الفلسطينية السورية اللبنانية، وضمتها إسرائيل عام 1981 مع باقي أجزاء الجولان المحتل عام 1967. وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 قالت الأمم المتحدة أن الحدود بين لبنان وسوريا(المناطق المحتلة) تقسم البدة إلى قسمين. ويطالب قرار 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية إسرائيل بالانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر.
وعقب النائب سعيد نفاع على النبأ بالقول إن كل إنسحاب من أية أرض عربيّة محتلة هذا إنجاز ومهما كانت أسبابه وما يختبيء وراءه، ولكن خطوة نتانياهو هذه هي مناورة خطيرة وليس إلا وتكمن خطورتها أولا بالتدخل في شؤون لبنانيّة- سوريّة داخليّة فكيف تقرر حكومة إسرائيل ما هو لبناني وما هو سوريّ فهذا يعود فقط لسوريّة ولبنان، وثانيا نتانياهو يريد بخطوته هذه دق أسافين إضافيّة بين سورية ولبنان وكل ذلك بدل أن ينحى تجاه مفاوضات سلام مع سوريّة ولبنان للانسحاب من الأراضي المحتلة سوريا ولبنانيا ويترك للدولتين ترسيم حدودهما.

ورغم أن أي انسحاب من أية أرض عربيّة محتلة ولو من جانب واحد، هو بحد ذاته إنجاز إلا أن النيّة في مثل هذه الحالة مؤامراتيّة وتحسن صنعا الحكومة اللبنانيّة أن ترفض رفضا باتا "استلام" الجزء الشمالي من القرية وأن تضع ثقلها لدى الأمم المتحدة لكي ترفض استلام المسؤوليّة عن جزء من القرية، وإن كان لا بد من الانسحاب فليكن من كل القرية.

إضافة: يبدو أن الحكومات الإسرائيليّة استساغت تقسيم القرى العربيّة والفصل بين الأهل عبر حدود مصطنعة، فهذا المصير كان نصيب كثير من القرى الفلسطينيّة كبرطعة التي صارت شرقية وغربية وباقة التي صارت كذلك.

قرية الغجر قرية سوريّة احتلت في حرب عام 1967 وهذه الخطوة مؤشر مبكّر على نوايا حكومة إسرائيل تجاه سوريّة ولبنان وعلى عدم استعدادها لأي مفاوضات جديّة مع البلدين للانسحاب وإحلال السلام في المنطقة.

التعليقات