31/10/2010 - 11:02

العمل يمهل كاديما حتى نهاية تموز؛ وأولمرت سيشد الحبل إلى أقصى حد ممكن..

وتشير التقديرات إلى أن الليكود سيضطر إلى سحب اقتراحه إذا ما قدمه يوم الأربعاء المقبل لأنه لن يتمكن في هذه المرحلة من تجنيد أغلبية لحل الكنيست..

العمل يمهل كاديما حتى نهاية تموز؛  وأولمرت سيشد الحبل إلى أقصى حد ممكن..
يبدو أن أولمرت لا تنتظره أيام مريحة وسيضطر إلى مواجهة الضغط المتزايد عليه بالتنحي وانتخاب مرشح بديل من الحزب لرئاسة الحكومة. وبالرغم من أن الاعتقاد السائد في الأوساط السياسية أن أيام أولمرت باتت معدودة، أشارت تصريحات نائبه، المقرب منه حاييم رامون، إلى أن أولمرت سيحاول شد الحبل إلى أقصى حد ممكن، مراهنا على أن حزب العمل غير معني بانتخابات مبكرة ستسفر عن فوز الليكود حسبما تشير كافة استطلاعات الرأي. وسيحاول إرجاء مسألة تنحيه وانتخاب بديل له إلى ما بعد جلسة استجواب الشاهد الرئيسي موشي (موريس) تالانسكي، آملا بأن يتمكن من تفنيد أقواله أو التشكيك بها أو بمصداقيته.

وقال رامون في حديث إذاعي صباح اليوم بعد أن دعا لاجتياح قطاع غزة إن تهديد وزير الأمن، إيهود باراك بالعمل على تقديم موعد الانتخابات إذا لم يبادر حزب كديما لانتخاب نرشح بديل، يقود إلى انتقال السلطة إلى الليكود. وأشار إلى أن مطلب حزب العمل لن يتحقق في إطار الجدول الزمني الذي حدده.

وأضاف: لا يمكن لحزب أن يقبل إملاءات من حزب آخر. شهادة تالانسكي هي التي قادت باراك إلى موقفه إلا أنها لا زالت في بدايتها. كل ما نطلبه هو انتظار استجواب الشاهد. وآمل أن لا يرتكب حزب العمل خطأ، لأننا بذلك سنكون أمام انتخابات بظروف سيئة للحزبين ونحضر نتنياهو للحكم. ونهى حديثه بالقول «آخر شيء تحتاجه إسرائيل في الوقت الراهن هو انتخابات مبكرة تفضي إلى فوز اليمين».
د
وقد أدخل إعلان الليكود عن نيته تقديم اقتراح لحل الكنيست الساحة السياسية الإسرائيلية إلى حراك يبدو أن نهايته ستكون استبدال أولمرت وفي أسوأ الحالات تحديد موعد للانتخابات العامة.

الشريك الائتلافي الكبير حزب العمل هدد يوم أمس بتأييد اقتراح القانون لحل الكنيست إذا لم يبادر حزب كاديما إلى استبدال رئيس الوزراء إيهود أولمرت بمرشح آخر حتى موعد أقصاه نهاية شهر يوليو تموز المقبل. وسيجتمع حزب كاديما اليوم لبحث تلك التطورات.

وقد أعلن حزب الليكود يوم أمس أنه سيقدم يوم الأربعاء المقبل اقتراح قانون لحل الكنيست. وأوضح رئيس الحزب والمعارضة بنيامين نتنياهو في اجتماع للكتلة أنه أوكل لاثنين من أعضاء الكنيست مهمة إجراء اتصالات مع باقي الأحزاب للاتفاق على موعد متفق عليه للانتخابات مرجحا أن يكون نوفمبر تشرين الثاني المقبل.

ورد حزب العمل على هذا الإعلان بالتلويح بتأييد حل الكنيست إذا لم تبادر كاديما إلى إيجاد مخرج آخر. وقال رئيس كتلة العمل في الكنيست، إيتان كابل: " يتعين على كاديما القيام بخطوة ما. إذا لم يتم تحديد موعد للانتخابات التمهيدية لاختيار رئيس للحزب حتى يوم الأربعاء المقبل، سنصوت مع حل الكنيست. لن نماطل، على كاديما تغيير أولمرت حتى عطلة الصيف(نهاية يوليو) إذا لم يحصل ذلك سنكون على أعتاب الانتخابات".

وأكدت صحيفة هآرتس أن عضو الكنيست، تساحي هنغبي، وعضو الكنيست إيلي أفللو، سيجتمعان اليوم برئيس الوزراء إيهود أولمرت، لمحاولة التوصل إلى اتفاق حول تقديم موعد الانتخابات التمهيدية وتحديد موعد لها. ووصف مسؤولون في كاديما الاجتماع بأنه دراماتيكي، وأشاروا إلى أن أولمرت يتعرض لضغوطات من داخل الحزب للموافقة على استبداله بمرشح آخر من داخل الحزب لتشكيل الحكومة وتفادي الطريق الآخر، الانتخابات العامة، والتي من المؤكد أنها ستنهي كاديما كحزب سلطة وربما كحزب أساسا.

وسيطرح عضوا الكنيست على أولمرت حلا وسطا، بأن تبدأ المشاورات لتحديد موعد نهائي لإجراء الانتخابات التمهيدية، بحيث يكون حتى نهاية شهر يوليو تموز المقبل. وبذلك يكون الموعد بعد جلسة استجواب الشاهد الرئيسي في قضية «تالانسكي» أو ما عرفت بقضية «مظاريف المال». ويبني أولمرت آمالا على هذا الاستجواب، ويتوقع أن يتمكن محاموه من التشكيك بمصداقية الشهادة أو الشاهد، وتغير مجمل الصورة السياسية.

ونقلت الصحيفة عن مقربين من أولمرت إنه لن يقف في وجه تقديم موعد الانتخابات التمهيدية داخل الحزب إلا أنه لن يؤيد ذلك. وأشاروا إلى أن أولمرت سيعقد سلسلة مشاورات في هذا الشأن مع كافة الأطراف ذات الصلة، بما فيهم الوزراء الذي يعتزمون ترشيح أنفسهم لانتخابات رئاسة الحزب. وأضاف المقربون أن أولمرت قال مؤخرا لوزراء وأعضاء كنيست من حزبه إن استجواب تالانسكي في السابع عشر من شهر يوليو/ تموز، «ستوضح الأمور وتغير الصورة السياسية». ورجحوا أن يوافق على الموعد الذي يدور الحديث عنه لأنه يأتي بعد جلسة استجواب الشاهد.

حزب شاس من جانبه يهدد بتأييد حل الكنيست، وأكد يوم أمس على مطلب الحزب زيادة مخصصات الأطفال، مهددا بتأييد حل الكنيست يوم الأربعاء المقبل إذا لم تستجب مطالبه. فيما أعلن حزب ميرتس أنه سيقدم اقتراحا آخر لحل الكنيست إذا لم تبادر كاديما لتحديد موعد للانتخابات الداخلية لاستبدال أولمرت.

وتشير التقديرات إلى أن الليكود سيضطر إلى سحب اقتراحه أو إرجاء بحثه لأنه لن يتمكن في هذه المرحلة بالرغم من تلك التهديدات من تجنيد أغلبية لحل الكنيست وذلك لأن أحزاب الائتلاف وخاصة حزب العمل يرغب في استبدال أولمرت بمرشح آخر من حزب كاديما ولن يسارع إلى تأييد حل الكنيست. لذلك لن يجازف حزب الليكود بخسارة التصويت واضطراره إلى الانتظار ستة شهور لطرح اقتراح القانون مرة أخرى وفقا للقانون الذي يمنع تقديم اقتراح قانون مرة أخرى إلا بعد انقضاء ستة شهور من يوم رفضه في الكنيست .

السيناريو المحتمل حسبما يرجح المراقبون أن يدفع حزب العمل باتجاه تغيير رئيس حزب كاديما، رئيس الوزراء إيهود أولمرت، بمرشح آخر لتشكيل الحكومة ملوحا بتأييد حل الكنيست، إلا أنه في هذه المرحلة سيمنح كاديما الوقت الكافي لاختيار مرشح آخر. وفي غضون ذلك سيتفاقم الصراع داخل كاديما وتعلو الأصوات المطالبة بتعيين موعد لإجراء انتخابات لرئاسة الحزب واستبدال أولمرت بمرشح آخر.

حزبا كاديما والعمل يدركان أن حل الكنيست يعني انتخابات عامة تشير استطلاعات الرأي أنها ستفضي إلى حكومة يشكلها الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو. لذلك ستشهد الأيام المقبلة تفاعلات قد تضطر أولمرت إلى الرضوخ للمطالبين باستقالته والموافقة على اختيار بديل له من داخل الحزب. إلا أن أولمرت سيحاول أولا إقناع حزبه وحزب العمل بالتريث إلى ما بعد جلسة استجواب الشاهد الرئيسي في قضية الفساد التي تحيط به، موشي(موريس تالانسكي)، وإلى ما بعد قرار النيابة العامة بشأن تقديم لائحة اتهام ضده.

وقال سيلفان شالوم في جلسة كتلة كاديما التي عقدت يوم أمس الثلاثاء إن "الأمر حسم وحكومة أولمرت باتت في نهاية طريقها. وأوضح أنه في الثامن عشر من الشهر الجاري سيقدم اقتراح قانون لحل الكنيست. وقال: " سنبدأ بخطوات تهدف إلى التوصل إلى توافق حول موعد لانتخابات عامة مبكرة في شهر نوفمبر تشرين الثاني المقبل. ودعا أولمرت إلى إنهاء ولاية حكومته بشكل لائق، وليس بشكل نرى فيه حكومة ورئيس حكومة يغادرون بخزي.

من جانبه قال رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو إن «لا مجال لإبقاء القضايا الساخنة رهينة لاعتبارات غير موضوعية». وأوضح أنه أوكل عضوي الكنيست غدعون ساعر وسيلفان شالوم بإجراء اتصالات مع قادة الأحزاب لتحديد موعد مقبول ومتفق عليه للانتخابات.

التعليقات