31/10/2010 - 11:02

الولايات المتحدة ترفض طلب إسرائيل تزويدها بقنابل خارقة للتحصينات وممر جوي إلى إيران عن طريق العراق..

مسؤول سابق في الموساد يحذر من تعرض إسرائيل لـ"أمطار من الصواريخ من قبل سورية وحزب الله وحماس" في حال تعرض المنشآت النووية الإيرانية للقصف..

الولايات المتحدة ترفض طلب إسرائيل تزويدها بقنابل خارقة للتحصينات وممر جوي إلى إيران عن طريق العراق..
أفادت تقارير إسرائيلية أن "رزمة المساعدات" الأمنية التي رفضت الولايات المتحدة تقديمها لإسرائيل في الشهور الأخيرة، بذريعة الخشية من استخدامها لمهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية، قد اشتملت على قنابل "خارقة للتحصينات"، وتنسيق الحركة الجوية باتجاه إيران، وطائرات تزود بالوقود في الجو، وأجهزة تكنولوجية حديثة.

وأضافت المصادر أن هذه الطلبات الإسرائيلية قد نوقشت في الشهور الأخيرة من قبل كبار المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، مشيرة إلى أن رفضها سوف يصعب على إسرائيل شن هجوم على إيران، في حال قررت اللجوء إلى مثل هذه العملية.

وكانت صحيفة "هآرتس" قد نشرت، قبل شهر، أن الإدارة الأمريكية رفضت طلبا إسرائيليا يتضمن تزويدها بعتاد أمني بالإضافة إلى دعم في مجالات معينة تستطيع من خلالها تطوير قدرتها لمهاجمة إيران. وبحسب الصحيفة فإن الإدارة الأمريكية قد رأت في مثل هذا الطلب دلالة على استعدادات إسرائيلية متقدمة لشن الهجوم.

كما جاء أنه من خلال محادثات مع مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية، يتضح أن القائمة الإسرائيلية قد تضمنت قنابل "خارقة للتحصينات". وكانت قد أعلنت الولايات المتحدة في العام 2005 عن تزويدها بقنابل من طراز ( GBU-28 ). وفي آب/ أغسطس من العام 2006، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الولايات المتحدة قد سلمت إسرائيل إرسالية مستعجلة من قنابل أخرى، وذلك في أوج الحرب على لبنان. وهذه القنابل التي تبلغ زنة الواحدة منها 2.2 طن قادرة على اختراق الأسمنت المسلح بسمك 6 أمتار. ويبدو أن إسرائيل قد طلبت إرسالية أخرى من هذه القنابل، بعدد كبير نسبيا، إلا أن الطلب قد رفض.

كما اشتملت المطالب على تصريحات بالمرور والتنسيق، خاصة وأن الهجوم على إيران يقتضي العبور فوق أجواء العراق، ولذلك فإن إسرائيل بحاجة إلى "ممر جوي" منسق، بحيث يتيح للطائرات القتالية الإسرائيلية اجتياز المجال الجوي بدون أن تعترضها الطائرات الأمريكية أو المنظومات المضادة للطيران التابعة للجيش الأمريكي في العراق.

وطلبت إسرائيل أيضا طائرات للتزود بالوقود في الجو، خاصة وأن الهجوم على إيران يتطلب تزويد الطائرات المهاجمة بالوقود لدى عودتها. وفي هذا السياق كانت القناة التلفزيونية العاشرة قد أشارت قبل عدة أسابيع إلى أن الولايات المتحدة رفضت طلبا إسرائيليا بالتزود بطائرات حديثة من هذا النوع من طراز "بوينع 767".

وفي هذا السياق أشارت المصادر ذاتها إلى أن طائرات التزود بالوقود في الجو الموجودة لدى سلاح الجو الإسرائيلي اليوم هي طائرات قديمة، وتصعب القيام بعملية تقع على مسافة بعيدة من البلاد. وبحسب "هآرتس" فإنه حتى لو استجابت الولايات المتحدة لهذا الطلب فإن عملية التزود بهذه الطائرات تستغرق سنوات.

كما اشتملت القائمة على منظومات تكنولوجية متطورة، رفضت المصادر الإسرائيلية الإدلاء بتفاصيل أكثر حولها.

وعلم أن هذه الطلبات قد نوقشت لدى زيارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، الأخيرة إلى البلاد في أيار/ مايو الماضي، كما نوقشت أيضا خلال زيارة وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى واشنطن في تموز/ يوليو الماضي. وجاء أن الأمريكيين قد أوضحوا للإسرائيليين أن الولايات المتحدة في هذه المرحلة تتمسك بالخيار السياسي لوقف البرنامج النووي الإيراني، وأنها لن تمنح إسرائيل الضوء الأخضر للهجوم على إيران.

وفي المقابل، وفيما وصف بأنه تعويض عن الرفض، وافقت الولايات المتحدة على تعزيز المنظومات الدفاعية التي تقوم إسرائيل بتفعيلها. وفي زيارة باراك الأخيرة تم الاتفاق على نصب رادار أمريكي متطور في النقب، بإمكانه مضاعفة المدى الذي يمكن خلال تشخيص الصواريخ التي تطلق من إيران، ليصل إلى 2000 كيلومتر.

وعلم أن هذا الرادار الذي سيتم ربطه بشبكة أقمار التحذير الاصطناعية الأمريكية سيتم تفعيله عن طريق طاقم مدني أمريكي أو جنديين من الجيش الأمريكي. وبحسب "هآرتس" فإن ذلك يعني تواجدا عسكريا أمريكيا دائما في إسرائيل، وهو أمر يحصل للمرة الأولى.

ونقل عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله إن الأمريكيين يستعدون بسرعة لتنفيذ تعهداتهم بنصب الرادار، ومن الممكن أن يتم نصبه خلال شهر في النقب، ما يشير إلى أهمية لجم إسرائيل في الوقت الحالي بالنسبة للولايات المتحدة.

إلى ذلك، جاء أن تقديرات القيادة الإسرائيلية كانت تشير في مطلع العام الحالي إلى احتمال أن يقرر بوش مهاجمة إيران قبل نهاية ولايته. وكان أولمرت قد طرح في مباحثات مغلقة تقديرات تشير إلى أن الولايات المتحدة تدرس مهاجمة إيران في الفترة الانتقالية الواقعة بين انتخابات الرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، وبين استبدال الإدارة في كانون الأول/ يناير المقبل. إلا أن التقديرات الإسرائيلية اليوم تشير إلى أن مثل هذه الإمكانية قد أسقطت عن جدول الأعمال.
وفي سياق ذي صلة، حذر مسؤول كبير سابق في الموساد، يوم أمس الأربعاء، من إمكانية تعرض إسرائيل إلى مطر من الصواريخ في حال تعرض المنشآت النووية الإيرانية للقصف، بغض النظر عمن سيفعل ذلك.

وقال إليعيزر تسفرير إنه في حال تعرض المنشآت النووية الإيرانية للهجوم، فإن حزب الله وسورية وحماس سوف يردون بـ"أمطار من الصواريخ تسقط على إسرائيل".

وفي سياق حديثه عن لبنان، في كلمته في المؤتمر الدولي لـ"المعهد الدولي ضد الإرهاب" في المركز "بين المجالات" في هرتسليا، قال تسفرير إنه "لا شك أن رأس الحية في طهران، إلا أن محاولة تدمير المنشآت النووية الإيرانية، بغض النظر عمن سيفعل ذلك، فإن حزب الله سوف يهاجم إسرائيل بالصواريخ" على حد تعبيره.


التعليقات