31/10/2010 - 11:02

باراك يصادق على بناء 455 وحدة استيطانية وناد رياضي ومدرسة في مستوطنات الضفة الغربية ؛ الولايات المتحدة حصلت على تعهدات بالتطبيع من عدد من الدول العربية

وقع وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، الليلة الماضية جزءا من مخططات البناء التي أعلن عنها في اليومين الأخيرين ويتوقع أن يصادق على باقي المخططات اليوم.

باراك يصادق على بناء 455 وحدة استيطانية وناد رياضي ومدرسة في مستوطنات الضفة الغربية ؛ الولايات المتحدة حصلت على تعهدات بالتطبيع من عدد من الدول العربية

أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن وزير الأمن، إيهود باراك، صادق اليوم، على بناء 455 وحدة سكنية وناد رياضي ومدرسة في مستوطنات الضفة الغربية، في خطوة تعتبر استباقية لتجميد الاستيطان. وتشير التوقعات إلى أن مطلع الأسبوع المقبل سيشهد اتفاقا على تجميد مؤقت للاستيطان خلال اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشيل. وتفيد مصادر إسرائيلية بأن نتنياهو سيعلن عن الاتفاق في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة على أن يبدأ سريانه مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الثاني المقبل.

ووزعت الوحدات السكنية الاستيطانية على النحو التالي في المستوطنات: "هار غيلو" 149 وحدة سكنية ؛ "ألون شابوت" (في التكتل الاستيطاين "غوش عتسيون) 12 وحدة ؛ "موديعين عيليت" 84 وحدة ؛ "أغان أيالوت" في منطقة "غبعات زئيف" 84؛ "كيدار" 25 وحدة ؛ "مشخيوت" (في غور الأردن) 20 وحدة؛ "معاليه أدوميم" 89. وناد رياضي في مستوطنة "أرئيل" ومدرسة في مستوطنة "هار أدار".
وعقد المجلس الوزاري المصغر "السداسي" الليلة الماضية جلسة لبحث توزيع الوحدات السكنية الاستيطانية التي اقرها نتنياهو لتخفيف معارضة حزبه وائتلافه الحكومي. وتخلل الجلسة اتصالات مع مسؤولي الإدارة الأمريكية لتحديد مواقع البناء.

وتتوقع الحكومة الإسرائيلية أن تقدم الدول العربية بوادر حسنة اتجاه إسرائيل تتمثل بخطوات تطبيعية بعد إعلانها عن تجميد الاستيطان. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول أمريكي أن الإدارة الأمريكية استطاعت الحصول على تعهدات من عدد من الدول العربية بالقيام بخطوات تطبيعية اتجاه إسرائيل.

واكد مسؤولون أمريكيون للصحيفة أن الولايات المتحدة حصلت على تعهدات من عدد من الدول العربية بالقيام بخطوات تطبيعية متفاوتة اتجاه إسرائيل. ولم يذكر المسؤولون تلك الدول. وقالوا إن دولا عربية معينة وافقت على فتح ممثليات إسرائيلية في بلادها، ودول أخرى وافقت على منح تأشيرات لرجال الأعمال وسياح إسرائيليين، ووافقت دول أخرى على إقامة خطوط دولية مباشرة مع إسرائيل، فيما وافقت بعض الدول على عقد لقاءات علنية على مستوى رفيع مع مسؤولين إسرائيليين، وافقت دول أخرى على السماح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق في أجوائها، أو الموافقة على هبوط الطائرات الإسرائيلية في مطاراتها.

وقد أعلن عن إرجاء وصول المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط إلى يوم يوم السبت المقبل، وتشير التوقعات إلى أن جولة ميتشيل ستشهد اتفاقا على تجميد الاستيطان بشكل جزئي ومؤقت، يعلن عنها الطرفان خلال مداولات الجمعية العمومية للامم المتحدة التي ستبدأ في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

خطة نتنياهو لبناء حوالي 500 وحدة سكنية واستكمال بناء حوالي 2500 وحدة قيد الإنشاء، ترمي إلى تليين معارضة الجناح الأكثر تشددا داخل حزبه وائتلافه الحكومي تمهيدا للتوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية على تجميد الاستيطان. ويتوقع أن يتيح تجميد الاستيطان للولايات المتحدة عقد لقاء بين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة ليشكل انطلاقة جديدة للتسوية.

وأكد وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي، أن تجميد الاستيطان، أو «تقليص الأنشطة الاستيطانية» كما أسماها نتنياهو لن يشمل القدس، وقال يشاي إن "كون التجميد لن يشمل القدس هو أمر هام". واعتبر أن «قرار نتنياهو في هذا الشأن صائب على المستوى الاستراتيجي».


وقال وزير الامن إيهود باراك في خطاب ألقاه في مؤتمر عقدته مظمة "ياد لبانيم" يوم أمس إنه يتعين على إسرائيل تأييد المبادرة الأمريكية الرامية لدفع تسوية إقليمية شاملة في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن التسوية ستشمل أيضا مبادرات تطبيع مع أطراف معتدلة في العالم العربي، وتكون بمثابة دافعة لعملية سياسية جادة مع الفلسطينيين". وأضاف قائلا" وآمل أن تكون في المستقبل مع السوريين أيضا".

وأشار باراك إلى أن "تأييد المبادرة الأمريكية هو مصلحة إسرائيلية، حتى لو كانت هناك خلافات في الرأي مع الولايات المتحدة. وقال إنه يمكن التغلب على الخلافات ودفع عملية سياسية جادة تقود إلى حل دولتين لشعبين. وشدد باراك على أن التسوية يجب أن تفضي إلى «نهاية الصراع ونهاية المطالب».

وبرز من بين المعارضين لتجميد الاستيطان الوزير عوزي لانداو(يسرئيل بيتينو) الذي قال إن «قرار تجميد الاستيطان يفتقر إلى الحكمة»، والوزير سيلفان شالوم، الذي دعا إلى «عودة الليكود لرفع راية الاستيطان في الضفة الغربية».

وقد قرر نتنياهو الموافقة على بناء حوالي 500 وحدة سكنية قبل أن يعلن عن تجميد الاستيطان. وقال مسؤولون في مكتب باراك أن الوحدات السكنية الجديدة ستقام في التكتلات الاستيطانية وستتوزع على 6-7 مستوطنات. فيما أكد مقربون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الحديث لا يدور عن تجميد تام للاستيطان بل تقليص مؤقت للأنشطة الاستيطانية لا يشمل القدس، ولا يشمل المباني التي قيد الإنشاء أو المباني العامة.

وأكد سكرتير الحكومة تسفي هاوزر أن نتنياهو لن يطرح تجميد الاستيطان على طاولة الحكومة قبل مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وتوقع نتنياهو في اجتماعه مع وزراء الليكود أن يتوصل هذا الأسبوع إلى اتفاق مع الأمريكيين حول البناء في المستوطنات.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه يتضح من التفاهمات التي تتلبور بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمبعوث الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل، أن بدء سريان تجميد البناء في المستوطنات سيبدأ في مطلع أكتوبر/ نوفمبر المقبل.

وحسب الاتفاق مع الأمريكيين سيتم تقييم الأوضاع كل عدة شهور بشأن التزام الدول العربية بخطوات التطبيع مع إسرائيل: إعادة فتح مكاتب المصالح لعدد من دول الخليج ودول شمال أفريقيا وإقامة علاقات تجارية وتبادل الرحلات الجوية بين تلك الدول وإسرائيل.

وسعى نتنياهو إلى حشد التأييد للصيغة التي توصل إليها مع الأمريكيين ولإحباط بوادر التمرد داخل الليكود التي بدأت تظهر مؤخرا (أهم بوادرها هي نية الجناح الأكثر تشددا داخل الليكود عقد مؤتمر مؤيد للاستيطان ومعارض للمحادثات حول التجميد).



التعليقات