31/10/2010 - 11:02

بعد كشف نجاد عن المفاعل النووي الجديد؛ إسرائيل تسارع إلى اعتباره لأهداف عسكرية

ليبرمان، إلى جانب مسؤول أمريكي، يديعي أن إسرائيل كانت تعلم بوجود المفاعل * الرئيس الإيراني يؤكد أن المفاعل النووي الجديد ليس سرا وبإمكان الوكالة الدولية أن تفتشه..

بعد كشف نجاد عن المفاعل النووي الجديد؛ إسرائيل تسارع إلى اعتباره لأهداف عسكرية
في أعقاب الكشف عن المفاعل النووي الإيراني الجديد، لفتت "هآرتس" إلى تقديرات استخبارية غربية وإسرائيلية مفادها أن إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية، وأنها تقوم بتطوير مفاعل سري واحد على الأقل لتخصيب اليورانيوم بدرجة عالية ليتم استخدامه كمادة متفجرة في إنتاج القنبلة النووية.

وفي هذا السياق كتبت "هآرتس" أن ما يحصل على أرض الواقع هو أن هذه التقديرات الاستخبارية تتحقق، مشيرة إلى أن إيران قد أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل عدة أيام، بأنها أقامت مفاعلا جديدا لتخصيب اليورانيوم، إضافة إلى المفاعل القائم في مدينة "نتنهز" الذي يخضع للرقابة الدولية.

وادعت "هآرتس" أن إعلان إيران عن المفاعل هو عملية استباقية قبل أن يتم الكشف عنه من قبل جهات أخرى. كما ادعت أن إيران لم تحقق شيئا من خلال الإعلان، وإنما أثارت الشبهات ضدها.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن إيران تعمل بموجب الاتفاقيات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تقتضي الإبلاغ عن أي مفاعل جديد أو عتاد نووي أو المواد التي يتم إدخالها إلى المفاعل خلال فترة زمنية محدودة، ولكن ليس بشكل مسبق أو فوري.

ويأتي إعلان إيران هذا قبل عدة أيام من موعد بدء الحوار بينها وبين الدول الأعضاء في مجلس الأمن وذلك بهدف التوصل إلى حل للأزمة القائمة. وفي هذا السياق كتبت "هآرتس" أن الإعلان يأتي في الأسبوع الذي تعقد فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعها السنوي، وبعد مدة قصير من المؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي اليوم الذي تجتمع فيه الدول الصناعية الثمانية (G8)، وهي مناسبات يقع فيها البرنامج النووي الإيراني على رأس قائمة المواضيع.

كما ادعت "هآرتس" أنه لا يوجد أي ضمانات لعدم قيام إيران بتخصيب اليورانيوم بدرجة عالية، ونقله إلى مكان سري لتخزينه هناك. وكتبت أن "إيران تحاول مواصلة خداع العالم وكسب الوقت لمنع فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة ضدها، خاصة في ظل تلميح الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأنه سيكون على استعداد لإعادة النظر في تشديد العقوبات في ظروف معينة، وفي هذا الوقت المستعار تقترب إيران أكثر من، وربما حققت القدرة على إنتاج سلاح نووي".

ومن جانبها نقلت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها "ثبت مرة أخرى أن إيران تحاول أن تخدع العالم وتضلل الرقابة الدولية".

وادعت المصادر ذاتها أن "إعلان إيران عن المفاعل النووي الجديد يشير إلى أن برنامج طهران أوسع بكثير مما أعلن عنه في السابق، وعلى المجتمع الدولي أن يوقف البرنامج النووي الإيراني الذي يتم تطويرها أمام أعينه بدون أي رقابة حقيقية". وأضافت أنها تنظر بخطورة إلى التطورات الجديدة.

ولفتت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق إلى تصريح مسؤول أمريكي لوكالة الأبناء "رويترز" مفاده أن إسرائيل كانت تعلم بوجود المفاعل النووي الجديد.

وفي حديثه مع إذاعة "صوت إسرائيل"، قال وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، إن إسرائيل لم تفاجأ بالكشف عن المفاعل النووي الجديد. وادعى أن "أي خبير في المجال النووي يؤكد أن المعطيات التقنية التي نشرت عن المفاعل تثبت أن الحديث عن مفاعل نووي لأهداف عسكرية".
رد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على التصعيد الغربي تجاه بلاده بالقول إن المنشأة النووية الجديدة التي كشفت عنها طهران ليست سرا، وإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكن أن تفتشها.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في نيويورك، الجمعة، انتقد أحمدي نجاد تصريحات قادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التي تضمنت تهديدا بتشديد العقوبات على إيران، وقال إنها تصريحات سيندم عليها القادة الثلاثة.

وأكد أحمدي نجاد أن المنشأة الجديدة تعمل وفق معايير الوكالة الذرية وتم إبلاغها بها في وقت مبكر، معربا عن أمله في أن تساعد المحادثات المقررة بداية الشهر المقبل في خفض التوتر مع القوى الغربية التي تشعر بالقلق إزاء البرنامج النووي الإيراني.

من جهة أخرى، قال الرئيس الإيراني إن إسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة المنشآت النووية لبلاده، وإن الإيرانيين قادرون على الدفاع عن أنفسهم.

وكانت الدول الغربية الكبرى قد صعدت أمس الجمعة ضغوطها على إيران واعتبرت أن إعلانها بناء منشأة نووية جديدة يشكل تحديا لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.

وأقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن لإيران الحق في الحصول على تقنية نووية سلمية، لكنه اعتبر أن حجم منشآتها لا يوحي بذلك، مضيفا أن المنشأة النووية الجديدة تؤكد عدم رغبة طهران في الالتزام بالقواعد الدولية، ولا تنسجم مع برنامج نووي سلمي.

وكان أوباما يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، الجمعة على هامش القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين بمدينة بيتسبرغ الأميركية.

وقال الرئيس الأميركي إن هذه ليست المرة الأولى التي تخفي فيها إيران معلومات عن برنامجها النووي، وإن عليها أن تتحرك فورا لاستعادة ثقة المجتمع الدولي.

وأكد في الوقت نفسه أن المجتمع الدولي ما زال ملتزما بالحوار مع إيران من خلال مجموعة "5+1" التي تضم الدول الدائمة بمجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى ألمانيا.

وبدوره اتهم براون إيران بالخداع في برنامجها النووي، وقال إنه يمهلها حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل لتنخرط في المجتمع الدولي كشريك وإلا تعرضت لعقوبات أشد.

أما ساركوزي فقال إنه لن يُسمح للقادة الإيرانيين بالاستفادة من الوقت، واعتبر أن إيران تأخذ المجتمع الدولي في مسار خطير، مذكراً بجميع العروض التي قدمها لها الغرب لحل المسألة النووية من دون أن ينجح في ذلك.

وفي حديثه عن المنشأة النووية الإيرانية الجديدة، قال ساركوزي إن ما كشف اليوم هو استثنائي، وقد جرى بناء المنشأة منذ سنوات بعيداً عن نظر المجتمع الدولي والوكالة الذرية.

التعليقات