31/10/2010 - 11:02

بن العيزر يؤجل زيارته لمصر ويدعي أن القتلى فلسطينيون وليس مصريين

بن العيزر: الأمر الذي تلقيته هو الاشتباك مع جنود من كتيبة "فدائيون" عملت من داخل القطاع وشلت جنوب إسرائيل وتسببت في وقوع عشرات القتلى والمصابين من وحدتي ومن جنود الجيش

بن العيزر يؤجل زيارته لمصر ويدعي أن القتلى فلسطينيون وليس مصريين
بالتنسيق مع السلطات المصرية قرر وزير البنى التحتية الإسرائيلية، بنيامين بن العيزر، تأجيل سفره إلى مصر نتيجة لردود الفعل المصرية الصاخبة في أعقاب تقرير تلفزيوني أعده ران أدليست وبثته القنال التلفزيونية الأولى والذي جاء فيه أن "وحدة شاكيد" بقيادة بن العيزر كانت مسؤولة في حرب عام 67 عن قتل 250 جنديا مصريا بدم بارد بعد أسرهم ونزع سلاحهم.

مسؤولية بن العيزر عن قتل مئات الجنود المصريين بعد استسلامهم ووقوعهم في الأسر في حرب حزيران عام 1967 جاءت في كتاب للمؤرخ الإسرائيلي اوري ميلشتاين تحت اسم "سييرت (وحدة) شكيد" وصدر عام 1994. هذا الكتاب جمع فيه العديد من الشهادات التي تشير إلى تورط هذه الوحدة في تصفية مئات المصريين والفلسطينيين بعد انتهاء المعارك وبعد استسلامهم في كثبان الصحراء بالقرب من مدينة العريش. وفي الصفحة 149 تظهر صورة بنيامين بن اليعيزر مكتوبا تحتها: تصفيات بعد الحرب. وقد جمع المؤلف عبر مقابلات شخصية مع جنود وقادة الوحدة شهادات أكد فيها العديد منهم تورط هذه الوحدة في التصفيات الجسدية للمئات من الجنود المصريين والفلسطينيين بعد انتهاء المعارك.

وكانت صحيفة فصل المقال قد أوردت هذه المعلومات عام 2001 على صفحتها الأولى تحت عنوان "هل شارك بن اليعيزر في تصفية مئات الأسرى الفلسطينيين والمصريين في حرب 1967؟" واعتمد د. عزمي بشارة آنذاك على المعلومات التي جاءت في الكتاب الذي أكد وقوع المجازر التي أشرف عليها بن اليعيزر وجنوده في "سييرت شكيد".

بن العيزر كان من المقرر أن يزور مصر يوم الخميس القادم للقاء رئيس المخابرات المصرية، عمر سليمان، وعقد سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين مصريين إلا أن العاصفة في مصر نتيجة للمعلومات التي جاءت في الشريط التلفزيوني حالت دون ذلك. وجاء من مكتب بن العيزر أنه " على ضوء ما نشر مؤخرا في الصحف المصرية- والتي هي بالمناسبة غير صحيحة- ونظرا للأجواء غير المريحة للزيارة، اتفق الطرفان على تأجيل الزيارة لموعد آخر في الفترة القريبة".

بن العيزر حاول من خلال لقاء مع صحيفة الأهرام تكذيب ما جاء في التقرير التلفزيوني، مدعيا أن الجنود القتلى هم فلسطينيون من كتيبة "فدائيون" وقتلوا في المعارك. وقال بن العيزر " الأمر الذي تلقيته هو الاشتباك مع جنود من كتيبة "فدائيون" التي عملت من داخل القطاع وشلت جنوب إسرائيل وسببت في وقوع عشرات القتلى والمصابين من وحدتي ومن جنود الجيش".

ويقول بن العيزر " من أجل تبديد الشك، تبين وثيقة استخبارية لقيادة الجنوب من تاريخ 4 يونيو/ حزيران 1967 والتي نقلت إلي من قسم أرشيف الجيش بناء على طلبي، كيفية انتشار قوات العدو في قطاع غزة، ويتبين بوضوح أنه كان انتشار لقوات "الفدائيون" الفلسطينية وليس القوات المصرية. الخلط ربما ينبع من الحقيقة التاريخية أنه قبل يومين من هذا التاريخ صادفت وحدة شاكيد كتيبة مصرية وقد أنهت القتال قرب واد. وساعد جنود الوحدة الكتيبة المصرية ونقلوا إليهم الطعام والشراب".

التناقض في أقوال بن العيزر واضح فهو يقول أن وحدته قدمت الماء والشراب لكتيبة مصرية أنهت القتال وبعد يومين تلقى أوامر بالاشتباك مع القوات التي تسببت بوقوع عشرات الضحايا من بين صفوف الجيش الإسرائيلي وشلت جنوب إسرائيل!

يوم أمس استدعت وزارة الخارجية المصرية السفير الإسرائيلي في القاهرة، شالوم كوهين، للاستفسار حول ما جاء في الشريط التلفزيوني وطلب من السفير المصري في تل أبيب الحصول على نسخة من الشريط.

وقد أولت الصحف المصرية اهتماما بما جاء في الشريط التلفزيوني ولقي اهتماما واسعا وقد عقد مجلس النواب المصري جلسة خاصة للجنة حقوق الإنسان واللجنة للشؤون العربية ولجنة الشؤون الخارجية.


التعليقات