تصاعدت موجة التهديدات الاسرائيلية لسوريا، خلال اليوم الاخير، على خلفية العملية المزدوجة التي وقعت في مدينة بئر السبع واسفرت عن مقتل 16 اسرائيليا.
ووجه رئيس الحكومة الاسرائيلية، اريئيل شارون، اتهاماً مباشرا الى سوريا، زاعما ان الامر بتنفيذ العملية "صدر من مقر قيادة حماس في دمشق"! وادعى شارون في تصريحات ادلى بها اثناء اجتماعه بالرئيس الاسرائيلي، امتلاك اسرائيل لـ"أدلة قاطعة" حول ما اسماه "تورط سوريا حتى العنق في المبادرة وتشجيع العمليات ضد إسرائيل".
وكشف النقاب في إسرائيل، صباح اليوم، عن رسالة بعث بها شارون الى واشنطن، ليلة امس الاول، هدد فيها سوريا بتحمل نتائج العملية في بئر السبع "لأنها تتيح لزعيم حماس، خالد مشعل، مواصلة العمل في دمشق وارسال توجيهات وتمويل لخلايا حماس في الاراضي الفلسطينية"، حسب زعم شاون!
وقالت مصادر اسرائيلية ان السفير الاسرائيلي لدى واشنطن، داني ايالون، سيلتقي مسؤولين في الادارة الاميركية، غدا، لتسليمهم "الأدلة" المزعومة التي تثبت "تورط" دمشق في العملية، حسب زعم شارون.
ورغم اعتراف الجهات الامنية بأنها لم تتوصل خلال المداولات التي اجرتها في اليومين الماضيين، الى اي دليل يثبت ضلوع سوريا في العملية، الا ان حدة التهديد والتحريض على سوريا تتصاعد بوتيرة عالية وصلت حد الدعوة الى قصف الاراضي السورية ومعسكرات الجيش السوري، حتى لو كلف ذلك اندلاع الحرب، حسب ما قاله رئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية الاسرائيلية، يوفال شطاينتس للاذاعة الاسرائيلية، صباح اليوم.
وشن وزير الخارجية، سيلفان شالوم، في تصريحات ادلى بها للاذاعة، صباح اليوم، هجوما شديد اللهجة على سوريا، "محذرا" من انه طالما لم تقم سوريا باتخاذ خطوات ضد من اسماهم "موجهي العمليات من دمشق"، فستعتبرها اسرائيل مسؤولة.
ورفض شالوم توضيح ما يقصده بتحميل سوريا المسؤولية وقال انه لن يكشف ما اذا كانت اسرائيل ستقوم بهذه العملية او تلك، " لكنها عندما استنتجت في السابق بأن سوريا "تجاوزت الخطوط الحمراء" تحركت ضدها"، ويقصد مهاجمة الاراضي السورية قبل عدة اشهر. واتهم شالوم سوريا بمساعدة منظمة حزب الله في لبنان من خلال السماح بوصول اسلحة ايرانية اليها عبر مطار دمشق، ومساعدة حماس والجهاد الاسلامي، مهددا بأن "ذلك لن يمر مر الكرام"!
وقال ان اسرائيل ستهاجم سوريا اذا ما توصلت الى حتمية ذلك. وأشار الى انه يخوض حملة دبلوماسية واسعة في العالم ضد سوريا، مشيرا الى انه سيطرح الموضوع اليوم، في هولندا، اثناء التقائه بنظيره الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي.
كما دعا نائب وزير الامن، زئيف بويم الى التفكير بمهاجمة اهداف سورية، لكن ليس بحجم يمكنه التسبب باندلاع مواجهات على الجبهة الشمالية، كما دعا شطاينتس.
وكان وزير الامن، شاؤول موفاز، قد وجه تهديدات الى سوريا، امس، وحملها مسؤولية العملية، ايضا. وادعى موفاز ان حزب الله اللبناني يقوم بعمليات مكثفة "بدعم سوري وايراني" ويصدر التوجيهات لتنفيذ عمليات ضد اسرائيل.
وسبق ذلك تهديد مماثل صدر عن رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي، موشيه يعلون، الذي اتهم سوريا ولبنان وايران بالمسؤولية عن عمليات المقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل.
التعليقات