31/10/2010 - 11:02

تضارب بين رؤية الفلسطينيين والإسرائيليين لنتائج اللقاء الثلاثي؛ نتنياهو: لن نوقع اتفاقا مع حماس

الاجتماع الثلاثي يلقى الرضى في أوساط قادة المستوطنين لأن مسألة تجميد البناء في المستوطنات أو إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية لم تطرحا على طاولة المحادثات

تضارب بين رؤية الفلسطينيين والإسرائيليين لنتائج اللقاء الثلاثي؛ نتنياهو: لن نوقع اتفاقا مع حماس
أكد مسؤولون إسرائيليون أن الاجتماع الثلاثي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، برعاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان مقدمة لـ«تجديد المفاوضات دون شروط مسبقة»، الأمر الذي اعتبروه إنجازا إسرائيليا، فيما تقول السلطة الفلسطينية أن عباس "عرض المواقف الفلسطينية الثابتة" وان المفاوضات لن تستأنف إلا إذا التزمت إسرائيل بتعهداتها في خارطة الطريق بما فيها تجميد الاستيطان وتحديد سقف المفاوضات. ويعرض الجانبان رؤتين مختلفين لما تمخض عنه الاجتماع. فيما يؤكدان أن الرئيس الأمريكي ضغط باتجاه استئناف المفاوضات.

واعتبر المسؤولون الإسرائيليون اللقاء الثلاثي انتصارا للمواقف الإسرائيلية، حيث ستستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين «دون شروط مسبقة»، وهو الاسم الرديف لمفاوضات وفق الإملاءات الإسرائيلية، كما أنه تم تحييد مسالة تجميد الاستيطان عن جدول الأعمال. واعتبروا أن استخدام الرئيس الأمريكي كلمة «لجم» بدل تجميد الاستيطان هو دلالة على هيمنة المواقف الإسرائيلية.

وأشاد وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، باللقاء قائلاً «أشعر بالارتياح لحدوث اللقاء بحد ذاته، واستئناف الحوار من دون شروط مسبقة». واعتبر أن «المهم هو أن تحترم الحكومة (الإسرائيلية) تعهداتها (تجاه الناخبين)، وألا ترضخ للضغوط»، رافضاً «أي تجميد للاستيطان كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات».


كما لقي الاجتماع الثلاثي الرضى في أوساط قادة المستوطنين لأن مسألة تجميد البناء في المستوطنات أو إخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية لم تطرحا على طاولة المحادثات. وقرر قادة المستوطنون تفكيك خيمة الاحتجاج على تجميد الاستيطان مع الإشارة إلى أن الجهود ستوجه الآن للبناء في المستوطنات.

كما يستدل من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه خرج من الاجتماع بانطباع بأن المفاوضات ستستأنف قريبا. وأعرب نتنياهو في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية عن سروره من اللقاء الثلاثي. وقال: منذ خمسة شهور ونحن نريد بدء المفاوضات دون شروط مسبقة». وفي الوقت ذاته أكد على أنه غير مستعد لتجميد الاستيطان: "هناك حوالي ربع مليون مواطن يعيشون في المستوطنات. وهم بحاجة إلى حضانات أطفال ومدارس. وهم بحاجة إلى عيادات طبية. أعتقد أنه علينا إيجاد توازن بين الاحتياجات وبين طموحنا لتحريك المفاوضات مجددا".

وشد نتنياهو أن إسرائيل لن تقبل بدخول حركة المقاومة الإسلامية حماس كطرف في المفاوضات مع الفلسطينيين. بل وتجاوز مرحلة المفاوضات إلى توقيع اتفاق، وقال إن «إسرائيل لن توقع على أي اتفاق سلام مع حركة حماس أبدا. وغزة لن تكون جزءا من اتفاق بيننا وبيم الفلسطينيين طالما أن حماس هي المسيطرة. ولا يمكننا قبول حماس كشريكة في المحادثات».

وأضاف نتنياهو أن «إسرائيل لن تفاوض منظمة تسعى إلى تدميرها. على ماذا سنتداول معهم حول طريقة تدميرنا».

وعن التجربة التفاوضية مع الفلسطينيين قال: "أبو مازن وأنا أجرينا محادثات سنوات طويلة. الطرفان اكتسبا الخبرة ويعرفان أنه ملقى على عاتقهم مسؤولية كبيرة".

الرواية الفلسطينية لفحوى اللقاء كانت مختلفة وركزت على المطالب التي طرحها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وقالت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، شدد إن استئناف المفاوضات يتوقف على أن يكون هناك تحديد كامل لمرجعية العملية التفاوضية، بمعنى أوضح أن يكون هناك أساس لهذه العملية بالاعتراف بالانسحاب من حدود الرابع من حزيران عام 1967 وإنهاء الاحتلال.

وأشارت إلى أن عباس أكد في أعقاب الاجتماع الثلاثي، على ضرورة تنفيذ الجانب الإسرائيلي التزاماته وبشكل خاص وقف كل أشكال الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ نتنياهو وعباس، خلال اللقاء، بأن صبره نفذ وأنه مستاء من عدم استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن المصدر، أن الاجتماع كان "جدياً" ولكنه لم يكن "ودياً" وأن كلا من نتنياهو وعباس عبر عن رأيه ولكن دون مهاجمة الآخر.

وذكرت الصحيفة أن أوباما قال معنفاً لنتنياهو وعباس "لقد أجرينا ما يكفي من مباحثات ، ونحن بحاجة إلى إنهاء هذا الصراع . هناك نافذة أمل ولكنها قد تغلق".

وأضاف "هناك سجلاً تاريخياً من المفاوضات في الماضي وهناك مبادئ"، مؤكداً "لن نبدأ المفاوضات من الصفر ، ولن نضع جانباً سجلاً قياسياً من المحادثات ولن ننتظر للتوصل إلى صيغة لا تشوبها شائبة ".

ورأى أوباما أن "النجاح يعتمد على تحرك جميع الأطراف باحساس من إلحاح المسألة "، موضحاً أن مبعوثه للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيلتقي بالمفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين الأسبوع المقبل. مشيرا إلى أنه طلب من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إعداد تقرير حول سير المحادثات يقدم إليه في أكتوبر المقبل.

وقال المصدر إن الأميركيين سيتوسطون في محادثات بين إسرائيل والفلسطينيين في نيويورك الأسبوع الجاري لتقليص الفجوة بين الجانبين والإسهام في استئناف المفاوضات.

وأشار إلى "أن الهدف هو دفع الأمور واستئناف المفاوضات في غضون أسابيع قليلة"، مؤكداً على أنه لم يتم بعد تحديد كيفية استئناف المفاوضات. وختم المصدر قائلاً " أنه تم طرح فكرة عقد لقاء في شرم الشيخ بمصر إلا أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بعد".



التعليقات