31/10/2010 - 11:02

جدار الفصل العنصري: علامة في مفترق الطرق الأمريكي الإسرائيلي

جدار الفصل العنصري: علامة في مفترق الطرق الأمريكي الإسرائيلي
يبدو أن جدار الفصل العنصري الذي تشرع قوات الاحتلال بقرار من الحكومة الإسرائيلية في بنائه، قد امتد بطوله الذي يبلغ حوالي الـ360 كيلو متر حدود الإدارة الأمريكية التي بدأت تتحسس منه، ذلك أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أخذ يتطرق إلى قضية جدار الفصل، معتبراً إياه "بالمشكلة"، كما أيقنت الإدارة الأمريكية بتصريحات مسؤوليها وخصوصاً وزير الخارجية كولن باول، أن قضية الجدار تخترق أراضي الآخرين وليس أرض إسرائيل، ويقصد من ذلك أن الجدار يسبب أزمة حقيقية وعقبة كبيرة في طريق خطة خارطة السلام وليس الطريق، لأن خارطة الطريق هي بوابة السلام في المنطقة.

الإدارة الأمريكية أولاً استشفت من الممارسات الإسرائيلية على الأرض، أن ذلك من شأنه أن يعزز في إذكاء الصراع ودخوله من جديد في العثرات والمطبات التي تحول دون تحقيق السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ثم إن الإدارة الأمريكية ثانياً وبعيد اللقاءات الفلسطينية الأمريكية الإسرائيلية في واشنطن مع نهاية شهر حزيران 2003، قد تعاملت مع قضية الجدار وكأنه أزمة خلافية تتطلب من كل طرف فلسطيني وإسرائيلي أن يدلو بدلوه للحصول على صك البراءة الأمريكي.

ولم تفلح كافة الخدع والمبررات الإسرائيلية في تجميل صورة الجدار الذي يلتهم آلاف الدونمات ويقطع أوصال المدن الفلسطينية إلى كانتونات، من إقناع الإدارة الأمريكية بأهمية وجدوى وجوده، خصوصاً وأنه حول حياة المواطنين الفلسطينيين إلى جحيم وأفقدهم أراضيهم التي طالما ارتبطوا وتجذروا فيها.

ربما أدركت الإدارة الأمريكية خطورة إقامة جدار الفصل العنصري، لذلك سعت إلى تقديم النصائح للبنت المدللة إسرائيل كي تحيطها علماً بما سينتج عنه سلباً الاستمرار في بناء ذلك الجدار.

وكان الرئيس بوش قد صرح بالأمس، أنه لا يزال يشعر بأن الجدار الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية يمثل مشكلة، غير أن بوش لم يوضح ما إذا كان مستعداً للضغط على إسرائيل وإلزامها التوقف في بناء الجدار عن طريق التلويح بخفض التسعة مليارات دولار التي وافق على تقديمها الكونجرس الأمريكي في الربيع الماضي كضمانات قرض لإسرائيل.

وقال بوش للصحفيين، بينما كان يستعد لتناول غدائه في مطعم محلي مع وزير الخارجية كولن باول: "إننا نتحدث مع إسرائيل حول جوانب الجدار.. أوضحت أنني أعتقد أن الجدار مشكلة، ولذا نتحدث معهم وسوف نواصل العمل في هذه القضية، وأيضاً القضايا الأخرى. وأعتقد أننا نحقق تقدماً".

أيضاً لم يخف كولن باول قلقه حينما أعتبر أول أمس الثلاثاء، أن بناء الجدار سيعيق عملية السلام، حيث قال: "إنه لا يمكن لأمة أن تبني جداراً على أرضها، إذا شعرت بحاجة إلى ذلك"، مضيفاً أنه "فيما يتعلق بإسرائيل، نخش من أن الجدار يخترق أرض الآخرين".

عملياً، تبرز مراحل الشيخوخة لدى الحكومة الإسرائيلية نتيجة ما خلفته سياستها المبتذلة والمطعمة برائحة السلام، حيث أنها باتت تجد نفسها في مستنقع القطيعة الأمريكي إذا ما تم التجاوب بمرونة مع بنود خارطة الطريق وبما يتفق مع حسن النوايا الإسرائيلية المقرونة بعمليات فعلية على الأرض تضمن ديمومة السلام وتعمل على تفعيله بالاستجابة وتطبيق الاستحقاقات الفلسطينية.

لكن الحكومة الإسرائيلية غير معنية بالسلام كوجهة تعكس الموقف الإسرائيلي العام، فمزاجية السياسة الإسرائيلية خاضعة لضغوطات اليمين الإسرائيلي الذي يغذي فكرة الاستمرار في بناء جدار الفصل العنصري وتصعيد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين وعدم تقديم أي تنازلات لهم دون مقابل، وكل ذلك تحت دعايات واستعراضات إسرائيلية واهية لن تجد لها طريقاً إلى النور طالما تشير الحقائق وبالجرم المشهود أن تلك السياسة العقيمة ما زالت تتعمد في تأجيج الاعتداءات حتى تصل مرحلة الانفجار.

المصدر: المركز الصحافي الدولي

التعليقات