31/10/2010 - 11:02

"حالوتس هو مجرم حرب"

ردود فعل عاصفة على تعيين حالوتس قائدا للجيش الاسرائيلي، ومحللون عسكريون يعتبرون تعيينه يعني تطوير الجيش ووضع مهام جديدة امامه بينها مواجهة "التهديد الايراني"

اثار قرار وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون، مساء الثلاثاء، تعيين نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس رئيسا للاركان خلفا لموشيه يعلون، عاصفة غير مسبوقة في الحلبة السياسية الاسرائيلية.


وتأتي هذه العاصفة في الاوساط السياسية خصوصا اليسارية لسببين الاول يتعلق بالمهام التي نفذها سلاح الجو الاسرائيلي الذي كان تحت قيادة حالوتس منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية والسبب الثاني يعود الى رفض موفاز تمديد ولاية رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق موشيه يعلون.


ويصر غالبية السياسيين الاسرائيليين ووسائل الاعلام في الدولة العبرية على وصف انهاء مهام يعلون بـ"الاطاحة" معتبرين ان يعلون "نجح في صد الانتفاضة" وما يصفونه في اسرائيل بـ"الارهاب الفلسطيني".


فقد نفذ سلاح الجو الاسرائيلي تحت قيادة حالوتس منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية هجمات يومية متواصلة ضد اهداف فلسطينية كانت في غالبها عمليات اغتيال سقط فيها مدنيون فلسطينيون اضافة الى النشطاء المستهدفين.


ورغم عدم حساسية الجمهور الاسرائيلي والسياسيين بينهم خصوصا لعمليات الاغتيال هذه الا ان عملية اغتيال القيادي في حركة حماس صلاح شحادة في غزة قبل نحو العامين اثارت ضجة كبيرة في اسرائيل بسبب سقوط 15 قتيلا من المدنيين الفلسطينيين اضافة الى شحادة ومرافقه.


فقد محت قنبلة تزن طنا عددا من المنازل في محيط منزل شحادة واسفرت عن مقتل تسعة اطفال بين المدنيين.


وما زاد من سخط اليسار وجمعيات حقوق الانسان في اسرائيل كانت مقابلة اجرتها صحيفة هآرتس مع حالوتس الذي نصح فيها قائد سلاح الجو الطيارين العسكريين الاسرائيليين "بالنوم جيدا بعد كل عملية قصف".


واضاف حالوتس في رده على سؤال في المقابلة ذاتها حول شعوره عند اسقاط قنبلة من الطائرة ان "اشعر بضربة صغيرة في جناح الطائرة وبعد لحظات اشعر وكأن شيئا لم يكن".


ودفعت هذه الجملة عضو الكنيست يوسي ساريد من حزب ياحد الى التعليق اليوم على تعيين حالوتس رئيسا لاركان الجيش بالقول "عندما سمعت بتعيين دان حالوتس المتوقع للغاية شعرت بضربة عند جناح طائرتي التي تحلق فوق الحلبة السياسية منذ سنوات طويلة.


"ان تعيين حالوتس هو مس بطهارة السلاح في الجيش الاسرائيلي".


وقالت عضو الكنيست زهافا غلئون من حزب ياحد ايضا انه "ليس من اللائق ان يرأس القيادة العليا للجيش الاسرائيلي شخص ينام جيدا في الليل بعد ان اسقط قنبلة على مدنيين ونساء واطفال ابرياء".


وقالت عضو الكنيست اليسارية والوزيرة السابقة شولاميت الوني ان اختيار حالوتس "تؤكد على ان مخططات موفاز هي قصف ايران وشن حرب.


"فقد اقتنى الجيش الاسرائيلي طائرات حربية متطورة ولديه ضوء اخضر من (الرئيس الامريكي) جورج بوش.


"وأيدي حالوتس ليست ملطخة بالدماء بكل تأكيد لان القنابل تهبط من السماء".


ورأت كتلة السلام الاسرائيلية تعيين حالوتس بمثابة "شهادة فقر ووصمة عار على جبين دولة إسرائيل".


وقالت الكتلة في بيان عممته مساء اليوم ووصلت نسخة عنه إلى "عرب 48" إن "دان حالوتس الذي يفخر بقتل فلسطينيين أبرياء ومنهم تسعة أطفال يعبر أكثر من كل إنسان آخر عن عمق القمع والوحشية داخل دولة إسرائيل في السنوات الأربع الأخيرة".


ولفتت كتلة السلام الى أنه في "الفترة التي نتحدث فيها عن فتح صفحة جديدة وتجديد عملية السلام فإن هذا الاختيار هو الأسوأ وهو يعزز الشك الكبير القائم بصدد برامج ونوايا حكومة شارون".


من جهة اخرى جاءت تعقيبات نواب اليمين الاسرائيلي على تعيين حالوتس مرحبة بالاختيار.


واعتبر عضو الكنيست ايلان شالغي من حزب شينوي ان "ثمة اهمية ان يكون الشخص الذي يتبوأ منصب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي معروفا بيده الطولى" كون حالوتس كان قائدا لسلاح الجو.


وانضم الوزير السابق يوسي بيلين رئيس حزب ياحد الى المهنئين لحالوتس وقال "آمل انه (أي حالوتس) يعي الازمة الاخلاقية العميقة التي يمر بها الجيش الاسرائيلي".


لكن بيلين اضاف "ولانه هو بالذات احد رموزها (أي الازمة الاخلاقية) فانه ملقاة عليه مسؤولية خاصة لاعادة الجيش الاسرائيلي الى الانماط الاخلاقية".


من جهته افاد موقع هآرتس الالكتروني بان حالوتس "محسوب على اليمين" في اسرائيل وانه اعلن في الماضي ان مستوطنتي "غانيم وكديم (في شمال الضفة الغربية) هما الوطن".


واضافت الصحيفة ان شارون فضّل حالوتس فيما رأى موفاز ان منافسه على منصب رئيس اركان الجيش غابي اشكنازي هو الانسب "لكن لم يعلن الاثنان موقفهما في العلن".


وافادت هآرتس ان شارون ونجله عضو الكنيست عومري شارون تربطهما صداقة مع حالوتس ويقدران كثيرا مؤهلاته.


وعلى الصعيد العسكري ذكر موقع معاريف الالكتروني ان الاراء متباينة في الجيش الاسرائيلي حول تعيين حالوتس.


يشار الى ان فترة ولاية رئيس الاركان الحالي يعلون تنهي في التاسع من تموز القادم وقالت هآرتس ان يعلون المح الى انه قد يغادر منصبه قبل هذا الموعد.


كذلك فان تعيين رئيس اركان جديد سيؤدي الى اجراء سلسلة تغييرات في قيادة الجيش بينها تعيين نائب لرئيس الاركان ورئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية وقائد عسكري للمنطقة الشمالية.


ومن المتوقع ان يواجه قرار موفاز هذا اعتراضات على شكل التماسات الى المحكمة العليا ضد تعيين حالوتس شبيهة بالالتماسات التي قدمت ضد قرار تعيين حالوتس نائبا لرئيس اركان الجيش الاسرائيلي.

ويذكر ان محللين عسكريين اسرائيليين كانوا قد اشاروا الاسبوع الماضي الى ان العسكري الذي سيعين رئيسا للاركان يعتبر مؤشرا لتوجهات اسرائيل العسكرية المستقبلية.

واوضح المحللون ان تعيين حالوتس قائد سلاح الجو يعني تطوير الجيش الاسرائيلي ووضع مهام جديدة امامه بينها مواجهة ما تسميه اسرائيل بـ"التهديد الايراني".

يشار الى ان مرشحا اخر كان ينافس حالوتس في هذا المنصب هو قائد المنطقة العسكرية السمالية غابي اشكنازي.

وسيبدأ حالوتس مهامه رئيسا لاركان الجيش الاسرائيلي في 9 تموز/يوليو القادم.


وقالت حركة يوجد حد المناهضة للخدمة العسكرية في الاراضي الفلسطينية ان "حالوتس هو مجرم حرب".

التعليقات