31/10/2010 - 11:02

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حربنا ضد الفلسطينيين ستستمر طويلاً، وهي في مستوى حرب الإستقلال

الجنرال يعلون: "بفضل القوة العسكرية اعترفت مصر والأردن ودول شمال افريقيا ودول الخليج بإسرائيل" * يضيف "علينا الاستمرار في تفوقنا العسكري، وفي قوة الردع"

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: حربنا ضد الفلسطينيين ستستمر طويلاً، وهي في مستوى حرب الإستقلال


قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون، إن "حربنا ضد الفلسطينيين ستستمر لفترة طويلة، وهي تشبه إلى حد بعيد حرب الإستقلال"، مضيفاً ان "وضع إسرائيل الاستراتيجي تحسن كثيراً بعد سقوط النظام العراقي، حيث بفضل امريكا اعترفت ايران بما كنا نقوله منذ سنوات عن تطويرها لأسلحة نووية، وأعلنت ليبيا عن تطويرها لهذا السلاح وبدأت بتفكيكه، وبدأت سوريا تهدأ الحدود الشمالية، رغبة منها في العودة إلى حضن العالم الغربي، الذي يدعو إلى السعادة في الحياة، وليس السعادة من خلال الموت كما تدعو إليه المنظمات الإسلامية المتطرفة".

جاءت أقوال يعلون هذه الليلة (الأحد) خلال محاضرة له في بيت "ياد لبانيم" في بئر السبع، تحت عنوان "الوضع الاستراتيجي لإسرائيل في أعقاب سقوط صدام".
وأضاف يعلون، "ان إسرائيل تعيش منذ استقلالها قبل 56 سنة في منطقة عدوانية، ولكنها تعتبر قوة عظمى في المنطقة، من الناحية العسكرية ومن الناحية الاقتصادية أيضاً، بالرغم من الوضع الاقتصادي العالمي، حيث اقتصاد إسرائيل أقوى من الاقتصاد السوري والمصري والسعودي، لأنه مبني على التكنولوجيا والعلم - ولا ننسى ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك قمر اصطناعي في السماء. هذا التطور التكنولوجي والعلمي يؤثر أيضاً على الصناعات العسكرية، وحتى الطائرة الجديدة، إف16آي، مبنية على أساس التقنية التكنولوجية الإسرائيلية".

وأردف يعلون، "إننا نعيش في وسط تقوم فيه السعادة على ثقافة تشجيع الموت، خاصة من قبل تيارات إسلامية متطرفة، وحتى دول. إننا نعيش في وسط تلقي فيه الحكومات المسؤولية على عاتق الغير، عادة ما يكون الشيطان الأكبر - امريكا، أو الشيطان الأصغر – إسرائيل، ولكن لدينا كل إنسان مسؤول عن نفسه. من هذا المنطلق تم تشجيع الارهاب والفوضى في الشرق الأوسط، حيث تحاول أمريكا حالياً إعادة النظام إلى نصابه، فبدأت بأفغانستان واستمرت بالعراق. الأنظمة العربية لاحظت ذلك وبدأت تعيد حساباتها، وأرجو أن تنتصر العقول الايجابية في الشرق الأوسط على العقول التي تدعو إلى الارهاب".

وحول قضية التسلح، قال يعلون "على إسرائيل ان تحافظ على تفوقها العسكري للحفاظ على استمرارها كدولة يهودية ديمقراطية، حيث بفضل القوة العسكرية اعترفت مصر والأردن ودول شمال افريقيا ودول الخليج بإسرائيل، ولكن هناك بعض الدول والمنظمات التي لا تعترف بنا ولا أريد ان اقول أنها تريد تدميرنا، ولكني أقول أنها تريد إنهاء الدولة اليهودية الديمقراطية".
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أنه "في هذا الوقت أيضاً إسرائيل تشكل قوة ردع يأخذها المحيط بعين الاعتبار، أولاّ من خلال القدرة غير التقليدية (النووية) التي يتحدثون عنها، وهي قدرة أدت بكل من حاربنا أن لا يتسعمل قدراته غير التقليدية، ففي حين استعملت مصر السلاح الكيماوي ضد اليمن، فإنها لم تستعمله في العام 1967 ضدنا، في أحلك ساعاتها، وحتى أن صدام حسين استعمل فقط الصواريخ التقليدية في العام 1991 ضدنا. وعلينا الاستمرار في الحفاظ على قوة الردع غير التقليدية، لأن ايران تسعى إلى السلاح النووي، وعلينا أن نهتم ان لا تملك هذه الدولة سلاح نووي على المدى البعيد".

وأضاف يعلون "أما بالنسبة للسلاح التقليدي، فإن الدول العربية تعرف أنه ليس من مصلحتها مواجهتنا بسبب تفوقنا في هذا المجال أيضاً، وذلك بفضل اعتمادنا على التقنية العالية، وهي أسلحة مشابهة لما استعملته أمريكا في حربها ضد العراق. ومن هنا يعرف العرب كيف نقوم من خلال الاستخبارات العالية، بالكشف عن ثلاثة فلسطينيين في سيارة، وتفجيرهم بدون المس بأحد. منذ حرب اكتوبر 1973، حين استطاع جيش الدفاع قلب الأمور في وقت باغتت فيه سوريا ومصر الجيش، ولم تستطع حتى تحرير أراضيها، فإنه لا يوجد أي دولة تبادر إلى الحرب معنا. وانهيار التحاد السوفييتي خلف سوريا مع سلاح قديم، وفي محاولة لسد الثغرة الكامنة وراء التفوق العسكري التكنولوجي لإسرائيل، فإن سوريا تعمل حالياً ليس في تطوير دباباتها وطياراتها، بل في تطوير صواريخها وذلك لرغبتها في ضرب جبهتنا الداخلية".

وأضاف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، "بالرغم من كل ذلك فإننا لا نزال في حرب منذ اكتوبر 2000. نحن في حرب ضد الأرهاب الفلسطيني. لقد قرر قادة الفلسطينيين التحول إلى محاربيتنا، بعد أن عرفوا أن طريقنا للسلام هي نهائية في العا م 1999، وخرجوا إلينا بارهاب الانتحاريين، في محاولة للمس بالجبهة الداخلية، شأنهم شأن الدول العربية التي تعلم أنها لا تستطيع مجاراتنا عسكرياً، فتقوم بإطلاق الصواريخ ليس على القواعد العسكرية، بل على رمات-غان، وشأنها شأن حزب الله الذي لا يضرب القواعد العسكرية في الشمال، بل كريات شمونا ونهاريا وشلومي. والدليل على ذلك أنه من بين 931 إسرائيلياً قتلوا منذ بداية الحرب مع الفلسطينيين 70% هم من المواطنين. الارهاب هو لعصابات فلسطينية كحماس والجهاد الإسلامي وفتح، يحاولون المس بنا بكل وسيلة".

وأضاف يعلون، "ومن هذا المنطلق علينا أن نرى حرب الأرهاب الفلسطيني، ليس كانتفاضة وليس كمقاومة شعبية كما يلقبونها هم، بل كحملة لكسر الإرادة الإسرائيلية، والاعلان عن عدم اعتراف القيادة الفلسطينية بأن إسرائيل يجب أن تستمر كدولة يهودية وديمقراطية"، مضيفا، "ليس صدفة ان لهذه الحرب لا يوجد إسم، وأرى أنها لن تنتهي في الوقت القريب، وهي تعادل بالنسبة لنا حرب الإستقلال".

وزعم يعلون ان "الجيش الإسرائيلي هو جيش اخلاقي لا يمس بالمدنيين الفلسطينيين، وما حدث اليوم في جباليا إنما هي حوادث قتل لفلسطينيين بنيران فلسطينية، لأنهم يطلقون النار علينا بصورة عشوائية، ولكن جنودنا يدققون في اطلاق النار على المسلحين فقط. ومع ذلك فإن بعض الأبرياء الفلسطينيين يلقون حتفهم، ولكن ذلك ليس متعمداً، حيث يقوم الفلسطينيون بقتل الأطفال والنساء في المتاجر والباصات، وهم يعرفون أنهم يحضرون لقتل اطفالنا ونسائنا".

التعليقات